آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-04:46ص

ملفات وتحقيقات


في تقرير خاص لـ(عدن الغد) .. الإمارات بعدن .. ما سر الإخفاقات؟!

الخميس - 09 أغسطس 2018 - 03:00 م بتوقيت عدن

في تقرير خاص لـ(عدن الغد) .. الإمارات بعدن .. ما سر الإخفاقات؟!

عدن (عدن الغد) خاص:

تدخل الإمارات في الجنوب .. علامات استفهام تبحث عن إجابات

لماذا فشلت الإمارات في عدن ونجحت بحضرموت وشبوة؟

- ماذا يكشف تردي أمني وخدمي بعدن دون باقي المحافظات؟

- ما سبب دعم الإمارات الحضرميين والشبوانيين وتهميش العدنيين؟

- لماذا تحولت قوات شكلتها الإمارات بعدن إلى أداة لقمعها؟

- كيف تستغل قوى الإسناد والدعم الإماراتي لزعزعة عدن؟

 

تقرير/ محمد فهد الجنيدي:

 

مثل التدخل الإماراتي في اليمن واحدة من ابرز تجاربها في الإطار الخارجي الدولي، ولكن بعد 3 سنوات من هذا التدخل لا يبدو ان هذا التدخل بات على ما يرام خصوصا في مدينة عدن التي كانت أول محطة يمنية تتدخل فيها الإمارات.

وبعد 3 سنوات على هذا التدخل تبدو صورة هذا التدخل زاهية وايجابية في عدد من المناطق اليمنية بينما تلفه الكثير من الانتهاكات والممارسات الخاطئة التي أضرت كثيرا بسمعة الإمارات دوليا.

في جنوب اليمن يبدو الحضور الإماراتي قويا في مناطق عدن وشبوة وحضرموت لكن بين هذه المناطق تتفاوت نسب التأثير والنجاح.

يجمع الكثير من المراقبين السياسيين ان التجربة الإماراتية نجحت في حضرموت وشبوة ولكنها فشلت فشلا ذريعا في عدن.

ارتبط حضور الإمارات في عدن تحديدا بممارسات خاطئة باتت تمارسها ميليشيات أمنية تتلقى دعما مباشرا من أبوظبي وتقوم بارتكاب انتهاكات عديدة بحق مواطنين وتدير سجون سرية وتخفي المئات من الناس.

نجحت قيادات عسكرية يقودها اللواء فرج البحسني بحضرموت بالاستفادة الايجابية من التدخل الإماراتي في حضرموت وسعت قيادات عسكرية حضرمية إلى تأسيس مداميك قوات أمنية شبه نظامية ونجحت.

ولاحقا سارت قيادات أمنية وعسكرية في شبوة على نفس المنوال ونجحت في معركتها ضد القاعدة.

وفي عدن ظلت العجلة الإماراتية تدور في مكانها غير قادرة على تحقيق أي انجاز امني يذكر والسبب كما يرى كثيرون حالة الضعف التي بدأ عليها حلفاء الإمارات في عدن.

 

- لماذا هذا الضعف؟

ذهب مراقبون للشأن اليمني بالقول إن سبب فشل الإمارات في عدن العاصمة المؤقتة لليمن إسناد وإعطاء مهمة الأمن في عدن إلى غيرها أهلها وهو ما أنتج فشلا واضحاً على مدى أكثر من ثلاث سنوات.

وباتت تلك القيادات التي أتت بها الإمارات إلى عدن تمثل وجه الفشل من الناحية الأمنية الذي يعصف بعدن، فيما تتعالى الدعوات لإعطاء مهمة الأمن للعدنيين وإنشاء نخبة عدنية يقودها أبناء عدن على غرار نخبتي حضرموت وشبوة.

يؤكد ماهر درهم وهو صحفي عدني ورئيس تحرير موقع (كريتر سكاي)، إن نجاح الإمارات في حضرموت وشبوة سببه إسناد مهمة تأمين تلك المحافظات لأبنائها عكس عدن حيث جاءت بأفراد وأشخاص ليسوا كفاءات "اغلبهم لم يكونوا عساكر ولم يتم تأهيلهم" ومن خارج عدن وليسوا من أبنائها وأسندت لهم مهمة تأمين المدينة التي حولوها الى بنغازي جديدة.

 

- إصرار غير مبرر

تصر القيادة التي أوكلت لها مهام قيادة القوات في عدن على جعلها مليشيات مسلحة تقمع حرية الرأي والتعبير بل وصل الأمر إلى الإضرار بالمدينة بدلا من إرساء دعائم الأمن والاستقرار.

وتوقع سياسيون جنوبيون أن للإمارات دور مهم إذ ربما هي ذاتها لا تود أن يستقر حال عدن كون هناك أطرافا أخرى متواجدة لا تتناغم مع الدولة على غرار محافظتي شبوة وحضرموت.

ويقول السياسيون أن الإمارات ترى أن الاستقرار في عدن مرتبط بخروج كافة القوات الغير موالية لها من المدينة حتى تستقر الأوضاع الأمنية وتتم إعادة تطبيع الحياة ما لم فإن الوضع سيزداد سوءا وتعقيداً.

 

- أسباب نتائج الفشل

ذهب مراقبون بالقول إن الصراع والأطماع التي أضحت مدينة عدن "ساحتها" بين أطراف الحكومة اليمنية وحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) من جهة ومن جهة أخرى الإمارات والفصائل الموالية لها، من أسباب نتائج فشل الإمارات لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار، حيث ذهبت الإمارات والفصائل الموالية لها لترسيخ فكرة أحقية الحكم لنا، ولم تتجه إلى إرساء الأمن والاستقرار في ربوع عدن.

 ويضيف المراقبون أن الإمارات تحاول فرض سيطرتها على المدينة لتتمكن من التحكم بالجنوب كون عدن رأس حربة الجنوب.

وعلى الرغم من أن الأطراف الموالية للإمارات تعبث بأمن المدينة، تمهيداً للسيطرة عليها لكنها ومنذُ اكثر من ثلاث سنوات باءت بالفشل.

ويحمل المواطنون العدنيون هم مدينتهم التي أضحت ما بين نيران الصراع، أملين أن تنتهي هذه المهازل.

 

تشكيلات عسكرية غير مؤهلة

يؤكد كتاب جنوبيون في أحاديث لصحيفة "عدن الغد" أن المعارك التي دارت في العاصمة عدن في العام 2015 بين جماعة الحوثي من جهة والمقاومة الجنوبية من جهة أخرى أدت إلى فوضى عارمة وانتشار الأسلحة بين المواطنين بشكل غير طبيعي.

ويضيف الكتاب لـ "عدن الغد" إن ظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة في عدن بشكل مفاجئ بعد دحر الحوثيين، أقلق دولة الإمارات حيث قامت على عجالة بإنشاء تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية غير مؤهلة عسكرياً لمحاربة الإرهاب، بعكس ما حظيت به النخبتين من اهتمام وتدريب وتأهيل عسكري من قبل دولة الإمارات.

 ويوضح الكتاب أن قوات الحماية الرئاسية والقوات الأمنية الموالية للرئيس هادي تفرض وجودها بقوة في عدن التي تعد عاصمة البلاد المؤقتة.

 

- حلول مطلوبة

أبرز الحلول التي ستؤدي إلى تحسن الأوضاع الأمنية في عدن دمج كافة المليشيات المسلحة في جهاز واحد يتبع وزارة الداخلية.

وأجمع على ذلك كتاب وسياسيين وصحفيين جنوبيين، حيث قالوا انه الحل الوحيد الذي سيعيد لعدن اعتبارها وسيخرجها من دوامة الحروب والمليشيات المسلحة التي عصفت وما تزال تعصف بها.

مؤخرا باتت دعوات دمج كافة التشكيلات المسلحة في إطار وزارة الداخلية تتسيد الموقف في ظل فشل أمني ذريع، فيما روجت وسائل إعلام لقرب دمج كافة التشكيلات في إطار وزارة الداخلية وتوحيد القوات الأمنية في كل المحافظات المحررة إلا أنه لم  يتم ذلك حتى اليوم.

ويأمل المواطنون في المحافظات المحررة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لدمج القوات في جهاز واحد، حتى لا تتكرر مآس يناير الماضي الذي حدث في عدن بين قوات موالية للحكومة وأخرى للإمارات، إضافةً إلى عدم تكرار سيناريو عدن والانفلات الأمني.

 

- البخيتي: هذه حقيقة قوى عدن

أعتبر الكاتب والسياسي علي البخيتي في أحاديث لصحيفة "عدن الغد" قوات النخب بمحافظتي حضرموت وشبوة أكثر نضجا وتماسكا وأكثر رغبةً في وجود دولة نظام وقانون بعكس القوات التي تسيطر على عدن.

وقال البخيتي لـ "عدن الغد" إن "غالب القوى التي تسيطر على عدن بدوية وقبلية لا علاقة لها بالدولة والمؤسسات ودائما ما تدخل في صراعات مناطقية على مستوى الداخل في الجنوب".