آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:40م

ملفات وتحقيقات


استطلاع: الاهالي في مناطق مخران بالمسيمير يعيشون حاضرهم بماضيهم بين الجحود والمعاناة والحرمان من ابسط الحقوق

الأربعاء - 08 أغسطس 2018 - 04:20 م بتوقيت عدن

استطلاع: الاهالي في مناطق مخران بالمسيمير يعيشون حاضرهم بماضيهم بين الجحود والمعاناة والحرمان من ابسط الحقوق

المسيمير(عدن الغد) خاص:

يتكون مركز مخران بالمسيمير محافظة لحج من عدد من القرى والعزل المتناثرة على التلال وسفوح الجبال والمناطق هي(اسفل الحومرة , الحومرة ، دجرة ،اسفل خلبان ، خلبان ،جول السقيمة،الفرس،الوعرة،البلق،الزرير).

هذه المناطق التي تبعد عن عاصمة المديرية بحوالي (10 كيلومتر)زارتها الصحيفة لتقف امام حجم معاناة اهاليها وتنقلها بشفافية عبر سطور مقروءة الى كل من يهمه امرها ، فهذه المناطق الجبلية الوعرة تعاني من الحرمان في كثير من الخدمات الاساسية والضرورية لحياة الانسان.

(عدن الغد)وحرصا منها على تناول القضايا الوطنية التي تلامس اوضاع المواطنين تخطت الجبال وطرقها الوعرة والمفزعة وتحملت الصحيفة عناء ووعثاء السفر لتقف على معاناة ابناء مركز مخران وتتعرف عن قرب على كل صنوف وإشكال الظلم الواقع عليهم وتنقل صورة حقيقية عن واقع الحال المؤلم الذي يرزح تحت وطأته ابناء هذا المركز المنسي تجدونها في مضامين الاسطر الاتية.

 

استطلاع/محمد مرشد عقابي:

 

يفتقر سكان مناطق مخران الى ابسط مقومات الحياة،يعيشون بين احضان ثالوث الفقر والجهل والمرض حتى لا يعمل في الوظائف الحكومية سوى القلة القليلة منهم فالأغلبية يعملون في الاعمال اليدوية وآخرون يعملون في الزراعة وتربية الماشية واستخراج الفحم الخشبي فهم يعيشون حاضرهم مثل ماضيهم وهم والمعاناة والكدح اصدقاء لا يفترقان وكأنهما وجهان لعملة واحدة.

 

 

المواطن محم دسعيد أحمد تحدث الينا بحسرة وألم حول مستقبل الابناء في مناطق مخران المحرومة من ادنى مقومات الحياة بعد ان اصبح العالم في قرن التقدم والتكنولوجيا والعلم الفضائي المتطور وأبناؤنا لا يعرفون الكهرباء ولا الطريق ولا الهاتف ولا المياه النقية ولا الصحة ولا التعليم.

 

ويمضي بالقول:لم نكن نتصور ان تمضي 28 عاماً من عمر الوحدة اليمنية ونحن لم نلمس اي خير منها سوى النكبات والصراعات والحروب والدمار وآخر ذلك ما نشهده اليوم من قتل واقتتال وفتن يروح ضحيتها الكثير من ابنائنا.

 

وقال:لم يكلف احد من المسؤولين نفسه بزيارة مناطقنا منذ تأسيس المجالس والإدارات المحلية فلا نعرف من السلطة سوى ما نشاهده ونسمعه عبر ابواقهم الاعلامية المأجورة التي تطلع علينا في احايين كثيرة بمئات من المشاريع الوهمية فأي حكومة وأي سلطة تلك التي تتغنى بمشاريع عبر وسائلها ومواقعها الاعلامية وهي في الاساس لت وجود لها البته على ارض الواقع،

وهل يعقل ان مركز ذات كثافة سكانية عالية مثل مخران لا توجد فيه طريق صالحة للسير تربطه بعاصمة المديرية وبقية المناطق الامر الذي جعل من الاهالي ينحتون الجبال ويفتتون الصخور ويقومون بأنفسهم وبمساعدة بعض اهل الخير بشق طريق لكي يتمكنوا من ايصال متطلباتهم واحتياجاتهم من عاصمة المديرية ومدن المحافظة والمحافظات الاخرى وفي ظل هكذا وضع ما سآوي فظيع فان المواطن يضطر الى دفع ما يزيد عن 1500 ريال اجرة مواصلات لكي يتمكن من السفر الى مدينة المسيمير لقضاء احتياجاته وكلفة الايجار هذه تتضاعف مرتين مره ذهابا ومره وإيابا والإيجار نفسه ينطبق على بقية المواد والسلع التي يقوم المواطن بجلبها من الاسواق الى منزله كالكيس الدقيق او الارز او السكر او الاسمنت وغير ذلك من الاشياء المحمولة وهذا الامر يسبب للمواطنين الكثير من المعاناة بجانب مشقة السفر ووعورة الطريق التي شقت بسواعد ابناء المنطقة والى جانب ذلك فان هذه الطريق قد تسببت بإلحاق الكثير من الاذى نتيجة وعورتها وتسببت في احداث العديد من الحوادث بين اوساط سالكيها خلفت الكثير من الضحايا الابرياء من المسافرين المارين في هذت الطريق وخاصة (عقبة نقيل قبيل الاعلى) هذا النقيل الخطير جدا والذي يزرع الرعب والخوف في نفوس كل من يعبر فيه اضف الى ذلك فان المعاناة لا تتوقف عند هذا الحد بل تتعداه الى اوجه اخرى فحتى الوظائف العسكرية والأمنية لا تمنح لأبنائنا بالشكل المناسب والمطلوب لامتصاص البطالة المتفشية وكذا الاغاثات والمساعدات الانسانية من قبل المنظمات لا تمنح لعامة الناس المحتاجة لها عندنا وكذا حالات الرعاية الاجتماعية يتم تخصيصها لأشخاص على حساب آخرين هم اولى وأحق بها من غيرهم خاصة وان ابناء مخران هم من اشد الفقراء والمحتاجين ورقعة العجزة والأرامل والمعاقين والمعوزين تتسع في مخران اكثر من اي مكان اخر بالمسيمير.

 

الطريق يمنع تعليم الفتاة.

 

عدم وجود طريق مسفلت ادى الى عزوف الفتيات عن التعليم حيث يضطر ابناء مناطق مخران المترامية والمتباعدة الى قطع المسافات الطويلة سيرا على الاقدام الى احدى المرتفعات الجبلية البعيدة التابعة لمركز ريمه المجاور لتلقي تعليمهم نظرا لافتقار مناطقهم لوجود مدرسة وبهذا الخصوص يقول الاخ عادل صالح سالم احد الشخصيات الاعتبارية في مخران:

تفتقر مناطق مخران لا بسط الخدمات ومن بينها المدارس فرغم الكثافة السكانية الكبيرة التي توجد في مخران إلا اننا ما نزال محرومين من توفر مبنى مدرسي يستطيع من خلاله ابنائنا تلقي التعليم وهذا الامر باعتقادي الجازم والقاطع كان وراء عزوف الكثير من الابناء عن التعليم ومن كانت لدية الارادة والإصرار على التعلم كان لابد له ان يتجرع يوميا مرارة السفر الطويل وقطع المسافات البعيدة للوصول الى مدرسة الشهيد عباس بالمسيمير سيرا على الاقدام ليتحمل هذا الصنف من الابناء المخاطر المحدقة جراء السير الراجل للوصول الى المدرسة وكان يلحق بهم الاذى النفسي والصحي والإرهاق والإنهاك العقلي والفكري والبدني والتعب بسبب وعورة وبعد الطريق وكذا اضرار ومخاطر لهيب الشمس وحررتها الشديدة صيفا وصقيع البرد شتاءا.

وقال:اما الفتيات فأننا نضطر الى حرمانهن من الدراسة بسبب هذه الظروف وغيرها من الظروف الاسرية والمعيشية فمن غير المعقول ان تقطع بناتنا عشرات الكيلو مترات ذهابا وإيابا صباح كل يوم للوصول للمدرسة فلم نجد نحن اهالي مخران من خيار سوى منع بناتنا من حقهن بالتعلم نتيجة هذه الظروف البائسة التي نعيشها وتعيشها مناطقنا النائية.

 

وأردف قائلا:عبركم نوجه رسالة استغاثة لكل الجهات المسؤولة عن حالنا بالمديرية والمحافظة بضروري مساعدة ابناء مخران بما يستحقون من مساعدة في كل الجوانب الخدمية والإنسانية ونطالب سلطاتنا المحلية بالمديرية والمحافظة بالنظر الى احوال اهالي قرى ومناطق مخران الابية التي كان لها دور فاعل في حرب التحرير الاخيرة وكانت نقطة الانطلاق لمختلف الجبهات بالحوا شب وقدمت ومازالت تقدم خيرة شبابها بين شهيد وجريح في المنعطف التاريخي الحالي الذي تمر به بلادنا لذا نطالبكم برد جزء يسير لأبناء هذا المركز وذلك من خلال عمل وانجاز ما يحتاجه الاهالي من خدمات ومشاريع قد سبقنا بها غيرنا بمئات السنين.

 

الكهرباء والماء والطريق لا وجود له البته في مخران.

 

مشاريع المياه والكهرباء والطرقات هي كما اسلفنا الذكر آنفا من اهم المشاريع الخدمية وأكثرها نفعا وفائدة للمواطن إلا ان مناطق مخران لا وجود لهذه الخدمات فيها البته رغم توافر كافة الظروف الملائمة لهذه المشاريع فشبكة الكهرباء العامة وصلت بنورها الى مديريتي الازارق والملاح المجاورتان والقريبتان جغرافيا وجبليا من مناطق مخران،ورغم تميز مناطق مخران بوجود مخزون وافر للمياه الجوفية على اراضيها اذا توجد فيها العديد من العيون ومناهل وينابيع المياه الجبلية والسهلية التي تجري غالبيتها على مدار ايام السنه كما هو الحال بالعين الجبلية التي تنبع في عاصمة مركز مخران لكن الامر ينعكس سلبا على المواطنين احيانا وخاصة ايام هطول الامطار حيث تتشكل الاحواض والمستنقعات والبرك المائية الآسنة التي يشرب منها الاهالي ودوابهم مع انها تمثل مصدر الخطر الحقيقي الذي يحدق بحياتهم كونها تعتبر مبعث العديد من الاوبئة والأمراض التي تنتشر بين صفوف المواطنين.

الاخ بسام عبد الله صالح تحدث الينا في هذا الجانب بالقول:

مناطقنا محرومة من كافة المشاريع ومنها مشاريع الكهرباء والماء والطرق والاتصالات وغيرها من الخدمات التي تلامس احتياجات عامة الناس والأهالي في قرى ومناطق مخران يعيشون في ظلام دامس ومن دون مياه صالحة للشرب ويفتقرون لوسائل الاتصال بالعالم الخارجي وأهمها ما يربطهم بجيرانهم وأهلهم في المسيمير وما جاورها من مناطق لحج وهي وسيلة الطريق التي من خلالها يستطيعون السفر والتحرك في اي وقت وحين،

وتابع قائلا: الفانوس او المسرجة او الشمعة او كما تحبون ان تسموه فهو قد اضحى انيس كل بيت وكل اسرة من وحشة الليالي حالكة الظلام فالكل في مخران وما جاورها يرزحون تحت جنح الظلام الدامس ويعيشون تحت خط الفقر والبطالة والعوز والحاجة.

ومضى قائلا: قد خسرنا كل ما نملك في سبيل متابعة توصيل التيار او منحنا مولد كهربائي يخفف علينا من وحشة وعناء الظلام لكن دون جدوى بسبب مماطلة وتسويف وتهرب الجهات المعنية على الرغم من ان لدينا العديد من الاوامر والتوجيهات القاضية بتوفير مولد كهربائي عام للمركز ومراسلات اخرى قبل الحرب تقضي بربطنا بالتيار العام الذي كان حينها يصل لعاصمة المديرية.

وقال: اما بالنسبة للوظائف الحكومية والخاصة والتي تمنح درجاتها لأبناء المديرية فنحن أول من يطالنا الظلم والتهميش والحرمان منها فمثلا وظائف الشركة الوطنية للاسمنت الواقعة في اطار المديرية اداريا وجغرافيا يتم حرماننا من فرص العمل فيها ومنحها لأبناء المناطق الاخرى وخصوصا الشمالية وذلك بحسب درجة القرابة والمحسوبية ونحن لنا الاتربة والغبار والغازات السامة التي تسبب الكثير من الامراض الخطيرة والقاتلة والمميتة لأسرنا وأطفالنا ومنها امراض السرطانات.

وكذلك وظائف السلك الامني والعسكري والذي يطالنا التهميش فيه لأسباب مجهولة رغم ان ابناء مخران لهم مواقف وطنية مشرفة في كل المراحل التاريخية وكانوا وما يزالون في مقدمة الصفوف المدافعة عن الثوابت الوطنية وعن الثورة والجمهورية والشرعية الدستورية وضحوا لأجل ذلك بخيرة شبابهم،وعليه وعبر صحيفتنا الرائدة(عدن الغد)نوجه نداءنا الى الاخ رئيس الجمهورية وكافة الجهات الحكومية المسؤولة والمعنية بان تنظر الى اوضاع مديريتنا ومناطقنا قاطبة تلك الاوضاع الصعبة ولكون بلاد الحواشب كانت ثاني المناطق المحرره في الجنوب بعد الضالع من المليشيات الحوثية وقد قدمت في سبيل ذلك نهر من دماء ابنائها وقوافل من شهدائها الابرار ومازالت دماء ابنائها تخطب كل الارض اليمنية الى اليوم في سبيل تحرير الوطن من العصابات الايرانية المتمردة وكل يوم وارض الحواشب تزف وتودع خيرة رجالها قربانا للوطن وشرعيته وذودا عن مكتسباته ومؤسساته فهل آن الاوان يا هؤلاء ان تنصفوا المسيمير الحواشب وأبنائها وتجعلون اهاليها يشعروا بأنهم مواطنون لهم كرامة وقيمة يحسون بها من خلال توفير ما يلزم من اسباب العيش الكريم خصوصا وان بلاد الحواشب بشكل كامل تعيش في ظل معاملة دونية من قبل السلطات بالمحافظة فهي المديرية الوحيدة من بين كل مديريات المحافظة التي تحرم من كل الخدمات الاساسية لحياة الانسان كالماء والكهرباء والطرقات والتعليم والصحة والاتصال فالى متى كل هذا الجحود والنكران؟والى متى يا هؤلاء تستر خصوم دماء وتضحيات ونضال ابناء الحواشب الذين فدوكم بأرواحهم وأنفسهم ودمائهم الزكية رغم شظف عيشهم وفقرهم المستقصد والمتعمد ضدهم منكم وانتم تتنعمون بالعيش الرغيد والراحة والرخاء وشباب الحواشب يسطرون الملاحم ويقدمون التضحيات تلو التضحيات لأجل بقائكم ولضمان شرعيتكم فهل ستحرك دماء ابناءنا الطاهرة وأرواحهم البريئة ذرة ضمائركم لكي تلتفتون الى حالنا اليوم هذا ما ننتظره كرد جزء من الجميل لهذه الارض الحبلى والولادة للرجال الشجعان والأشداء الذين يقفون صفا واحدا وفي كل الجبهات دفاعا عن الوطن وشرعيته .. فهل حان الوقت لذلك فلننتظر ما ستكشف عنه الايام من خير ولفته كريمة مقابل هذه التضحيات او ان مسلسل الجحود والنكران والنسيان سيستمر.