آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-11:16ص

ملفات وتحقيقات


تقرير:منهل الموت يخطف روح طفلة وشابين في مدينة عدن

الثلاثاء - 07 أغسطس 2018 - 06:40 م بتوقيت عدن

تقرير:منهل الموت يخطف روح طفلة وشابين في مدينة عدن

عدن (عدن الغد)تقرير: عبد اللطيف سالمين

 لم يكن يخطر على بال الطفلة "دينا العطار" حين خروجها مساء السبت من المنزل ،انها ستكون المرة الأخيرة لها، وان شبح الموت ينتظرها في أكثر صور الموت بشاعة .

 

ضحية جديدة من ضحايا الإهمال والفساد المحلي في مديرية المنصورة في محافظة عدن. إهمال كان يمكن تفاديه لو قام المسئولون بأعمالهم على أتم وجه.

 

قصة جديدة لكارثة من كوارث الموت في مدينة عدن، تتخللها قصة أخرى لشجاعة واستبسال ونبل شباب هذه المدينة التي تحب الحياة ويغتالها الموت.

 

كان منفذ المنهل ثلاثي الشكل فارغاً يشكل هوة عميقة لم تنتبه له الطفلة لتسقط فيه وتغرق، ويسقط معها قلوب سكان مدينة عدن الذين لم يستوعبوا الفاجعة.

 

فاجعة موت الطفلة التي لم تكمل ربيعها الرابع، والشابان اللذين رحلا أثناء محاولتهم انقاد الطفلة تاركين خلفهم عائلاتهم وزوجاتهم وأطفالهم.

 

 

 

تفاصيل غرق الطفلة والشابين .

 

 

 

في مساء يوم السبت المنصرم سقطت  الطفلة دينا فهد العطار في حفرة المجاري الرئيسية والتي يصل عمقها إلى حوالي 7 أمتار، لمح الشاب " حمدي عزت إبراهيم" الحادثة ونزل لمحاولة انقاد الطفلة، ولكنه تأخر في العودة ليقرر الشاب " ومحمد خالد إبراهيم"  النزول لإنقاذهما ويفشل هو الأخر لتنشر الفاجعة في قلوب المواطنين، حاول السكان انقاد الطفلة والشابين من الغرق في حفرة المجاري ولن كل جهودهم باءت بالفشل، ليتم الاستعانة بجهود الدفاع المدني الذي وصل وقد انتهى كل شيء، بعد انطفاء الأرواح الثلاثة.

 

وقامت فيما بعد فرق الإنقاذ التابعة للصرف الصحي بانتشال جثة الطفلة والشابين من الأنبوب الرئيسي والذي يبلغ عرضه ما يزيد عن خمسة عشر هنش  وذلك في تمام الساعة الثانية عشر ليلا من الخامس من يونيو.

 

 

 

وفي السياق قال المواطن طاهر الحريري:

 

حين سقطت الطفلة كانت الساعة تشير نحو التاسعة مساءًا، ومن حينها والفاجعة  في قلوبنا حاولنا البحث عنهم ولكن كل محاولاتنا تلك باءت بالفشل.  

 

وتابع الحريري : لجاءنا فيما بعد للبحث عنهم بين الحفر المتفرعة في الشوارع ولكن لا فائدة تذكر، نزل غواصين يرتدون بدلات الأوكسجين ولم يتم العثور على شيء، إلى ان يذهب بعض الشباب نحو المضخة الرئيسية التي بجانب الحجاز وتبين لهم وجود  ما يشبه الشميز في الداخل، ذهبنا إلى هناك ونزل الشباب وبأيدهم حديد طويل لانتشال ما يمكن انتشاله  وتم العثور على الصغيرة واحد الشباب وبعد نصف ساعة عثرنا على الشاب الاخر.

 

وأدلى مواطن أخر بشهادته : حين سمعت بالخبر صدمت وقلت لصديقي لا تقول لي أن الطفلة غرقت في البيارة التي بجانب التقاطع الذي يقع بالقرب من مستوصف الحويلات .

 

ولم يخفي المواطن حسرته، حين تأكد له ان المكان هو نفسه. وبحسب حديثه قبل ما يقارب ال شهر والنصف كانت هناك طفلة صغيرة ع وشك السقوط إلا أن يقضه والداها حالت دون ذلك، وكل ذلك كان أمام عيناه .

 

وأضاف المواطن مستغرباً : ما لا يمكنني استيعابه حقا إن المكان الذي وقعت فيه الحادثة يقع بالقرب من منازل مسئولين .

 

 

 

 

 

مناشدات للتحقيق في الحادثة ومحاسبة المسئولين بها

 

 

 

ناشد ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي على ضرورة التحقيق ومحاسبة المسئولين عن الحادثة مشيرين إلى تواجد العديد من الحفريات الخطيرة في الشوارع والمجاري المفتوحة.

 

وأكد الناشطين ان بقاء المسئولين في مناصبهم سيؤدي لوقوع حوادث كثيرة مستقبلاً مشيرين إلى أن التساهل في الآمر يعتبر جريمة ومشاركة في التسبب بغرق الضحايا.

 

ووصف الناشط احمد الحاج حادثة الغرق بأنها كارثة، مطالباً وبأقصى سرعة ممكنة إلقاء القبض على كل المتسببين والمشتبه بهم والمستهترين بحياة الناس وإحالتهم للقضاء لينالوا جزائهم العادل.

 

ومن جهته حمل محمد الزيدي المسؤولية الكاملة لمدير مديرية المنصورة ومدير عام المياه والصرف الصحي لتهاونهم في أعمالهم.

 

وفي السياق قال عصام فقيره ان ما تؤكده هذه الحادثة هو ، وجود بيارات ومناهل خطيرة مفتوحة في كل مديريات عدن تبدأ من مكتب المأمور لتصب في مستنقع المعاشيق.

 

 

 

 

 

 

 

تداعيات الحادثة بعد ايام من وقوعها.

 

قام  رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، بتكليف القائم بأعمال محافظة عدن احمد سالم ربيع" بزيارة ومواساة أسرة الطفلة الشهيدة دينا فهد العطار، وكلا من أسرتي الشهيدين حمدي عزت إبراهيم ومحمد خالد إبراهيم الذين قضوا حياتهم في موقف إنساني وبطولي يتحلى ويتسم به أبناء عدن في مختلف الظروف.

 

وأكد الرئيس على ان السلطات المحلية تتحمل المسؤولية تجاه ابناء المحافظة للحفاظ على أرواحهم والوقوف على تداعيات الحادثة ومحاسبة المقصرين ، كما وجه الحكومة باعتماد الضحايا شهداء  بكافة الحقوق المترتبة على ذلك.

 

 

 

وفي السياق وجه  النائب العام الدكتور علي احمد الأعوش  كلا من السلطات الأمنية  والنيابة العامة  في التحقيق  في الحادثة.

 

 

 

وأكد مصدر في شرطة المنصورة على قيام" العقيد حسين صالح" مدير الشرطة باتخاذ الإجراءات  اللازمة وفق القانون وذلك  بإيقافه واحتجازه كلا من مدير مجاري المنصورة ومالك العمارة التي تقع الحفرة امام منزله، ومواطن اخر يملك محل لبيع العصائر مقابل مكان الحادثة

 

وأردف المصدر على قيام المركز ايضاً باستدعاء وإيقاف عاقل الحارة بذمة التحقيق .

 

واوضح : ان عمال المجاري قد اعترفوا بتقصيرهم،محملين المواطنين مسؤولية ما حدث، لعدم الإبلاغ عن وجود المجاري دون غطاء.

 

 

 

ورفض المواطنين الاتهامات التي وجهت لهم، مؤكدين على قيامهم بالإبلاغ في الجهات المسئولة أكثر من مرة والتي بدورها لم تحرك أي ساكن .

 

 

 

 

 

وأكد :على ان القائم بأعمال المحافظة " احمد سالم ربيع"اصدر  أوامر بتشكيل لجنة تحقيق يرئسها وكيل المحافظة لقطاع النقل" خالد الجعيملاني"

 

 

 

ومن جهته قام القائم بأعمال المحافظة بإجراء زيارتين، الزيارة الأولى لمنزل الطفلة، والأخرى إلى خيمة العزاء المنصوبة في شارع ريمي التي قام بنصبها ذوي الشابين الذين قضيا نحبهم أثناء محاولتهم انقاد الطفلة من الغرق.

 

كدا وقامت  إ دارة المجاري في اليوم التالي من وقوع الحادثة بإحضار غطاء للمنهل وتركيبه في المنفذ.

 

 

 

 

 

 

 

مما لا شك به ان هذه الحادثة تأتي لتبين مدى الإهمال المتعمد من قبل المسئولين بتركهم بالوعات الصرف الصحي مكشوفة داخل كتل سكنية، الأمر الذي يعرض حياة الآخرين للخطر.

 

وبجانب ضرورة  محاسبة المسئولين عن هذا الإهمال والاستهتار بأرواح البشر أتت الحادثة لتؤكد على ضرورة مراجعة كافة البيارات المتواجدة في أنحاء محافظة عدن، والتأكد من سلامة الأغطية كي لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى.