آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-01:29م

ملفات وتحقيقات


استطلاع:(عدن الغد) ولأول مرة من بين وسائل الاعلام الاخرى تصعد نقيل مبرق بالمسيمير وتعايش واقع هذه المنطقة المكلوم

الثلاثاء - 07 أغسطس 2018 - 11:15 ص بتوقيت عدن

استطلاع:(عدن الغد) ولأول مرة من بين وسائل الاعلام الاخرى تصعد نقيل مبرق بالمسيمير وتعايش واقع هذه المنطقة المكلوم

المسيمير(عدن الغد) خاص:

تقع منطقة مبرق التابعة جغرافيا وإداريا لمركز ذيل غرب عاصمة مديرية المسيمير محافظة لحج وتبعد عنها بعشرات الكيلومترات.

تمتد هذه المنطقة على سفح تله جبلية منحدرة لتتكئ برخاء تام على ظهر جبل وروه المشهور والمعروف تاريخيا منذ قديم الازل لارتباطه الوثيق ببعض عادات وتقاليد الحوا شب القديمة ولكونه يحتضن آثار ومعالم تاريخية حوشبية قديمة.

يعيش سكان مبرق على خط الفقر المدقع وجور الظلم والمعاناة والحرمان حيث تفتقر هذه المنطقة رغم كثافتها السكانية لأبسط مقومات الحياة كالماء والطرق والكهرباء وظلت الى يومنا هذا تفتقر الى طريق يربطها بالعالم من حوليها حيث كان يضطر الاهالي بسبب انعدام وجود طريق على حمل مرضاهم على الاكتاف ومشيا على الاقدام وإنزالهم من اعلى قمة النقيل المعروف بنقيل( القوبي)والذي يستغرق السير الراجل علية زهاء ساعة ونيف من الزمن فكان الكثير من المرضى يتوفى بسبب وعورة وبعد الطريق خصوصا على هذا النقيل قبل وصولة لموقع الصحي المراد نقله الية لتلقي الاسعافات والعلاج وخاصة المرضى كبار السن وحالات الولادة المتعسرة من النساء وظلت ومازالت هذه المعاناة يكابدها الناس في مبرق حتى الان الى ان بادر الاهالي بجهود ذاتية وبمساعدة احدى الجهات الخيرية الداعمة على ردم وإصلاح الاماكن الاشد وعورة والمنعطفات في هذا النقيل الذي يعتبر العابر فيه نفسه مغامر ومخاطر وكأنه يقوم بتمثيل دور في افلام الرعب الاميريكية لكونه بعبوره هذا النقيل يعرض حياته لكل اشكال وصنوف خطر الموت المحقق خاصة بعد تأكيد الاهالي حصول العديد من الحوادث المرورية المؤسفة والتي راح ضحيتها عدد من ابناء مبرق والمناطق المجاورة لها.

وما استطاع الاهالي عملة هو ممر ضيق جدا ويتسع لعبور مركبة واحدة بشرط ان تمر ببطى شديد ويكون سائقها في قمة القوة والتركيز الذهني والعقلي والنفسي حتى لا تهوي مركبته من اعلى ذلك النقيل السحيق ويحصل مالا يحمد عقباه.

ومن عجائب نقيل( القوبي مبرق) ان في حالة تلاقي مركبتين في نفس الوقت باتجاهين متعاكسين طالع ونازل فأنها الكارثة والمصيبة بحد ذاتها والماثلة كما ونوعا وشكلا لنقيل (قرين ) والذي اجرت الصحيفة استطلاع سابق عنه حيث لا يستطيع احد المرور بجانب الاخر ولا يوجد متسع متاح يسمح بمرور السيارتين في آن واحد فلابد للعابر على هذا النقيل ان يأخذ الحيطة والحذر ويأخذ معه مرشد اجتماعي يدله على الطريق بالنقيل ويعمل له تصفية خط قبل ان يجازف ويدخل نفسه في مستنق لا خروج منه وفي متاهات نتائجها غير محمودة.

واعتبر الاهالي من الاهمية وجود مرشد سير عند عبور النقيل واهم ما يقوم به هذا المرشد بأنه هو من يسبق المركبة الى الاعلى ويطلق الصيحات والإشارات التي تعطي دلالات مرورية يفهمها السائق والتي على ضوئها يمشي بمركبته نحو الاعلى صعودا او الاسفل نزولا من هذا النقيل الخطير حتى لا يصادف او يتزامن وجود مركبه مع اخرى باتجاهات متعاكسة في نفس الوقت.

صحيفة(عدن الغد)شدت رحالها الى مبرق كما شدتها من قبل الى مناطق عدة في اطار جولاتها الاستطلاعية في قرى ومناطق وعزل مديرية المسيمير كأول وسيلة اعلامية تصل الى هذه المنطقة النائية والبعيدة بحسب شهادة الاهالي (عدن الغد) اصرت إلا ان تكون سباقة في هذا العمل الصحفي ويكون لها السبق في تلمس معاناة المواطنين واحتياجاتهم ونقل مطالبهم ونداءاتهم ومناشداتهم للجهات ذات الاختصاص وذلك في اطار هذه المادة الصحفية التالية.

 

استطلاع/محمد مرشد عقابي:

 

*طريق النقيل خطورة النظرة قبل العبور.

 

 

وأنت متجه الى مبرق يلزمك القدر على عبور طريق ضيق جدا ووعر وفية نتوءات واللواءات وانحدارات وتعرجات متعددة جدا هذا الطريق الذي تمر فيه ويبدءا من اتجاهين مركز بشرية او مركز مخران مرورا بعدد من مناطق وقرى عزل مركز ذيل المترامي وبحسب رواية الكثير من الاهالي فقد وقعت في هذه الطريق العديد من الحوادث المرورية وكوارث السيول وهي عبارة عن خط عبور ضيق يتسع فقط لعبور اطارين على سائله وادي تبن المليئة بالحجارة والصخور وغيرها من مخلفات سيول وادي تبن التي تمتلئ بها هذه الطريق بين الفينة والأخرى بالإضافة الى المخلفات التي تأتي بها سيول الجبال والشعاب لتضعها هناك وبجهود ذاتية قام الاهالي بتصفيتها وإبعاد ما استطاعوا ابعادة من الحجارة منها لكي تتمكن السيارات من المرور في مكان يقف على حدود مساحة السيارة وبحيث يتسع لعبور مركبة واحدة فقط وعند تلاقي اكثر من سيارة في هذا الطريق كما هوا الحال بنقيل (قوبي مبرق)فأنها تكون مصيبة ومشكلة كبيرة لأنه ما في مجال او متسع لعبور احدى المركبتين بجانب الاخرى او حتى العودة للخلف(للوراء)لإفساح المجال للمركبة الاخرى بالمرور الامر الذي يستوجب نزول احد الركاب من السيارة لتصفية الخط قبل العبور في هذا الطريق وحول هذا الموضوع حدثنا كلا المواطن موسى عباس ناجي والعاقل صادق سالم الشيبي وهما من ابناء مبرق عن معاناة أهالي المنطقة من الطريق حيث قالا:في البداية نتقدم بالشكر الجزيل لطاقم صحيفة(عدن الغد)على تحملهم الصعاب وتجشمهم لعناء ووعثاء السفر للوصول الينا وتلمس احو النافي مبرق ونعتبر هذا السبق الصحفي بالنسبة لنا يوم تاريخي سيظل خالدا في اذهاننا ومحيلاتنا وسيخلده التاريخ لأنها المرة الاولى التي تقوم فيها وسيلة اعلامية بكشف النقاب عن اوضاعنا وهي المرة الاولى التي تكلف فيها وسيلة إعلام نفسها للمخاطرة والمجازفة للوصول الى قرى مبرق وهي المرة الاولى التي تزورنا وسيله اعلامية تسلط الضوء على ما نعانيه.

 

 

اما بالنسبة للطريق فانتم بأنفسكم قد لاحظتم صعوبتها ووعورتها منذ الانطلاق من عاصمة المسيمير حتى الوصول الى مبرق والذي يأخذ من والوقت حوالي ساعتين وأكثر للمجيء الى هنا ومثلها للعودة الى مركز المديرية والطريق يعتبر عند المجتمعات قاطبة هو شريان الحياة.

ونحن عندنا يمثل كل الحياة لكوننا نعتمد عليها اعتماد كليا في كافة مناحي حياتنا ونشاطاتنا وتحركاتنا اليومية.

فهذه الطريق رغم وعورتها وخطورتها إلا اننا نسلكها بشكل يومي لقضاء حوائجنا وإعمالنا وإسعاف مرضانا نظرا لعدم وجود طريق آخر غيرها نعبر علية.

لافتين في حديثهما الى ان هذه الطريق هي الوحيدة التي يستطيع المواطن جلب احتياجاته المعيشية والخدمية والحياتية من خلالها في ظل العزلة المفروضة قسرا على البلاد من قبل المسؤولين.

 

وأضافا :هذه الطريق شهدت العديد من حوادث السير التي كان ضحيتها ولا يزال يوميا اهالي مبرق في ظل سكوت الجهات المختصة بالمديرية والمحافظة فبالرغم من علمهم بما نعانيه بسبب هذه الطريق الان انهم يقابلون معاناتنا بإذن من طين وأخرى من عجين.

 

 

وطالبو خلال حديثهم جميع الجهات المختصة وذات العلاقة بسرعة اصلاح الطريق المؤدي من والى مبرق وخاصة تأهيل وإصلاح نقيل (قوبي مبرق )او توفير ما يلزم لأبناء مبرق من مواد ومعدات ضرورية وهم سيتكفلون بعملية الاصلاح وبالعمل الطوعي لتوسعته وردمه.

وأشاروا الى ان المواطن يلاقي الصعوبة في الظروف الطارئة التي يتعرض لها وهو عابر لهذا النقيل المرعب نقيل الموت ايام الامطار خصوصا عند نقل المرضى الذين تستدعي حالتهم وتتطلب ضرورة الاسراع في نقلهم وإيصالهم للمستشفيات البعيدة في المدن لإنقاذ حياتهم وبسبب وعورة الطريق في هذا المكان بالتحديد النقيل فان الكثير من الحالات تذهب حياتها فطيس ولأتوصل الى المستشفى إلا وهي جثة هامدة.

بالإضافة الى قيام الكثير من الاهالي بحمل احتياجاتهم على اكتاف الرجال أوفوق رؤوس النساء من تحت النقيل خصوصا في مواسم الامطار كما اسلفنا الذكر بسبب ما يكثر فيها التشققات الصخرية كالمواد الغذائية وغير ها من ضروريات الحياة وذلك بسبب عدم قدرة السيارة على طلوع وعبور وتجاوز متعرجات هذا النقيل الذي يلحق به الضرر والخراب ايام الامطار التي تتسبب في مواسمها بإلحاق الضرر على كافة جنبات الطريق.

مجددين مطالبتهم الجهات المعنية بضرورة الالتفات بعين الرحمة والإنسانية لأهالي مبرق المنسية والمهملة وضرورة العمل على اصلاح هذه الطريق واعمل مشروع طريق اخر يخدم المواطنين ويسهل من عملية تنقلاتهم لمساعدتهم على قضاء احتياجاتهم وإعمالهم.

مختتمين حديثهم بالشكر الجزيل للصحيفة على تحملها لأمانة وصدق ونزاهة المهنة ونقل معاناة ابناء مبرق المتراكمة لعقود من الزمن.

 

*منطقة كبيرة تفتقر لوجود وحدة صحية.

 

 

لا يوجد في مبرق رغم كثافتها السكانية وحدة صحية تقدم الخدمات الطبية لمحتا جيها من شرائح المرضى حيث يؤكد الاهالي بان الوحدة الصحية التي تم بنائها لمركز ذيل وهو المركز الذي تتبعه المنطقة توجد في منطقة معمرات وهي تبعد عن مبرق بعشرات الكيلو مترات فمنذ انشاءها بحسب تأكيدات الاهالي قبل اكثر من خمسة عشر سنه لا يتوفر فيها الطاقم الطبي المتكامل والمختص ولا يتوفر فيها العلاج الكافي لمعالجة مرتاديها من شرائح المرضى والذي يريد ان يذهب بمريضة الى هذا المركز الصحي عليه اولا ان يجهز مبلغ مالي خيالي ايجار مواصلات للإسعاف ومن ثم ينتظر اجابة القائم بالعمل هناك والذي يرد مجيبا على الجميع بأنه لا يتوفر شيء من الادوية لديه والذي يقوم به في معظم الاحوال هو تسليم المريض ورقة التحويل كإجراء وقائي للتخلص من المريض حتى وان كان المرض من النوع البسيط والممكن معالجته والذي لا يستلزم هذا الاجراء التحويلي.

.الاهالي في مبرق اشادوا في سياق احاديث متفرقة بمنظمة اوتشا التي قامت حسب قولهم بتقديم مشروع طبي وإصحاحي متكامل ولفترة تقارب العام مؤكدين بعد شكرهم الجزيل لهذه المنظمة ولجمعية الاصلاح بالمحافظة ولمدير مكتب الصحة بالمديرية د.محمد السيد استطاعت وخلال الفترة الوجيزة لعملها في مبرق من تحقيق العديد من النجاحات في الجوانب الطبية والإصحاحية.

حيث تمكن فريق عربة الاوتشا بقيادة الدكتور الخلوق صبري ابن احمد حيدرة من القضاء على العديد من الاوبئة والإمراض التي كانت مستوطنة بين اوساط المواطنين واستطاع هذا الفريق الطبي الرائع من معالجة وإنهاء العديد من الامراض الشائعة والفتاكة وهو للإمانه فريق عمل مخلص ومتفاني ومبدع ومتميز في عمله وقد نال احترام الكل عندنا وقد كنا نأمل استمرار فريق هذه المنظمة للعمل لدينا نظرا للاستفادة الكبيرة التي لمسها المواطنين من هذه المنظمة لكن للأسف فقد غادرت من مناطقنا ونحن في امس الحاجة لخدماتها.

وجدد اهالي مبرق

مطالبتهم لمنظمة اوتشا بضرورة العودة للعمل لقولهم بأنها خففت الكثير من اعبائهم المرضية ووفرت لهم مشقة نفقات نقل مرضاهم للعلاج في المدن البعيدة ولكونها استطاعت ان تنهي العديد من الظواهر والأوبئة والإمراض التي كانت مستفحلة في المنطقة ولما قدمته ايضا من خدمات صحية وإصحاحية طيلة اكثر من عام كخدمات الرعاية الصحية الاولية وخدمات التثقيف والمشورة وخدمات العيادة الطبية المتكاملة وخدمات التحصين ورعاية الام الحامل والمرضعات والأطفال المصابون بإمراض سوء التغذية بأنواعه والتي تندرج تحت اطار مشروع المساعدات متعدد القطاعات الذي تبنته المنظمة عبر الجهة المنفذة لمشاريعها الانسانية بالمحافظة جمعية الاصلاح التنموية الخيرية لحج.

 

وطالب الاهالي ايضا السلطة المحلية ومكتب الصحة بضرورة التواصل مع منظمة الاوتشاء وجمعية الاصلاح وإقناعهم بالعدول عن قرارهم القاضي بإنهاء مشروعهم العلاجي والتغذوي بالمديرية كون هذا المشروع خفف الكثير من الالام والمعاناة التي يكتوي بها المواطن بمناطق المديرية التي تعد من افقر المديريات على مستوى لحج واليمن والتي اشتغلت فيها وبخاصة منطقتنا التي تعد الافقر بين باقي مناطق المسيمير.

وقدم اهالي مبرق شكرهم الخالص لمنظمة الاوتشاء ممثلة بمنسقها بالمحافظة د.عبير ولكافة القائمين وطواقهما الادارية والفنية وعامليها على ما قدموه من خدمات انسانية جليلة اسهمت في انتشال الاوضاع الصحية والبيئية في المديرية ومبرق على وجه الخصوص.

 

مناشدين هذه الجهات بضرورة العودة وتمديد مشروعهم العلاجي والتغذوي لما له من اثر ايجابي كبير وملموس في نفوس الكثير من شرائح المجتمع خاصة المصابين بإمراض سوء التغدية .

وكذا العجزة والمسنين المصابين بالإمراض المزمنة كالضغط والسكر وغيرها من الامراض الشائعة والمعدية والمتفشية والمنتشرة بين اوساط المجتمع وكذا الاطفال والنساء والحوامل المصابون بإمراض سوء التغذية والذين هم اكثر عرضة من غيرهم لكافة الامراض مناشدين بضرورة عودة هذه المنظمة لما تركته من اثر طيب وبصمة ايجابية في نفوسهم جميعا.

 

 

 

منطقة رقعتها السكانية كبيرة لا تتوفر فيها مدرسة.

 

 

التقينا بالشيخ سالم صالح الشيبي الذي رحب في مستهل حديثه بقدوم الصحيفة ثم استعرض لنا جمله من الهموم والمشاكل التي يعانيها ابناء مبرق في مختلف مناحي الحياة منها الجانب التعليمي مشيرا الى ان من يريد مواصلة مشواره التعليمي ومستقبله الدراسي من ابناء المنطقة فما علية سوى قهر الصعاب وتخطي المستحيل والمسافات الطويلة سيرا على الاقدام للبحث عن مدرسة تكفل له حقه في مواصلة التعليم.

 

وقال:من يريد ان يواصل تعليمة من ابنائنا الطلاب علية بالذهاب وقطع عشرات الكيلومترات مشيا على الاقدام للوصول الى اقرب مركز تعليمي وهي مدرسة ذعيلة في ظل افتقار منطقتنا لوجود مدرسة وذلك لكي يتسنى له الالتحاق بركب الدراسة.

ومعاناتنا لا تتوقف عند هذا الحد من الظلم والتهميش والحرمان بل تتعداه الى اوجه وصور متعددة اخرى فالجميع هنا يعيش تحت خط الفقر المدقع ويعتمد اعتمادا كليا على الزراعة الموسمية وما تجود به الارض كل سنه وكذلك على تربية الاغنام لتوفير سبل العيش فمن الصعب ان تتكفل اسرة من الاسر بمواصلة تعليم ابنائها وإيصالهم الى مراحل علمية متقدمة في ظل ظروف وأوضاع مادية قاهرة وكذلك في ظل وجود منقصات كهذه.

 

مؤكدا بان بسبب هذه المعضلات فقد فضل الكثير من الطلاب مغادرة وترك مقاعد الدراسة من المراحل الاولى فيما الغالبية العظمى من ابناء المنطقة لم ينخرطوا اصلا ومن الاساس بالتعليم نتيجة عدم توفر مدرسة في مبرق وبسبب المسافة البعيدة لا قرب مدرسة الى المنطقة وهي مدرسة ذعيلة لذا تجد ان نسبة الامية تعم الجميع في مبرق.

وتابع قائلا :اضرب لك مثلا ونموذجا حيا لمن وقفت هذه الظروف امام حلمه في الدراسة والحصول على شهادات عليا وهو انا شخصيا حيث انني حرمت من حقي في التعليم بسبب هذه العوامل والظروف التي ارادتها لنا سلطاتنا وإداراتنا المحلية وانأ اليوم انسان آمي لا وهذا الظلم الواقع عليا تتحمله السلطات بالمديرية والمحافظة والتي سعت في الفترات الماضية الى تعمد نشر سياسة التجهيل وتعمد تخريج جيل جاهل وغير متعلم ولا متنور ويجهل ولا يعرف او يعي ابسط حقوقه وبسبب ذلك فقد اتجت انا للعمل في الاراضي الزراعية والاشتغال بمزارع القات وغيرها من الاعمال الخاصة الاخرى لكي اضمن توفير لقمة العيش لي ولأسرتي كما هو حال الكثير من اهالي وأبناء مبرق الذين هجروا منطقتهم وتوجهوا للبحث عن اعمال في مناطق اخرى لضمان العيش ولتوفير اسباب الحياة الكريمة فمنهم من يعمل بالأجر اليومي ومنهم من يعمل بالأجر الشهري بمختلف الاعمال والمهن والحرف اليدوية والعضلية.

 

لافتا الى ان الفتيات اللاتي حرمنا ايضا من حقهن في التعليم من بنات المنطقة تفرغهن لإعمال البيت ورعي الماشية والإتيان بالأعلاف بالحطب وجلب الماء فوق رؤوسهن وعلى ظهور الحمير وغير ذلك من الاعمال المنزلية التي توكل اليهن.

واستطرد بالقول:بسبب هذه العوامل والظروف اضافة الى الاعراف والعادات السائدة في المنطقة فقد انتشرت وتوسعت رقعة الجهل والأمية وتبعاتها المرض والفقر وغيرها من الظواهر الشاذة والدخيلة بين اوساط سكان المنطقة اكثر من غيرها من مناطق المسيمير.

 

 

 

الشخصية الاجتماعية أحمد قايد ناصر تحدث الينا قائلا:

اولا اتقدم اليكم بخالص عبارات الشكر والتقدير والثناء على نزولكم الكريم الى مبرق واجدها فرصة لكي نوضح عبر متنفسنا الوحيد صحيفتكم الغراء للجميع بعض الهموم والمعاناة التي نكتوي بها.

 

وأقول:بان ابناء مبرق غالبيتهم يعانون من الفقر المدقع ويعتمدون اعتمادا كليا على الاغنام وعلى الزراعة لمن توفرت له قطعت ارض زراعية وأشير هنا الى ان معاناة ومشاكل وهموم منطقتنا تحتاج الكثير والكثير من التحقيقات والتقارير والاستبيانات والتوضيحات والملفات الصحفية وإفراد المزيد من الاضواء عليها حتى نستطيع تجميلها وتجميعها وإيصالها للمختصين لأنها تأتي كتراكم طبيعي لقهر سنوات طويلة من الظلم والحرمان والاضطهاد عايشناه على مر المراحل والمنعطفات التاريخية قديما وصولا للوحدة وما بعدها والى يومنا هذا والظلم يتجلى في ابهى صوره على ابناء هذه المنطقة المنسية وغير الموجودة على خريطة المسؤولين ونطاقهم الجغرافي.

وأحب عبركم ان اوضح ايضا

ان منطقتنا بحاجة ماسة الى مشاريع تلامس حياة المواطن اهمها مشروع طريق آمن يربطها بعاصمة المديرية وبمن جاورها حتى يجنبنا ويلات وتعب ووعثاء وعناء السفر على الطريق الحالية والتي لا تصلح حتى لسير البهائم في زمن التكنولوجيا الذي وصل فيه العالم للفضاء.

 

كما ان مبرق بحاجة ماسة الى مشروع مياه متكامل يضخ الماء المنازل المواطنين وبما يسهم في التقليل من انتشار الامراض المرتبطة بشرب واستخدام المياه غير الصالحة والتي يعتمد الاهالي في جلبها على الابار المنتهية والغير صالحة للاستهلاك الآدمي والمنطقة ايضا بحاجة ماسة للكهرباء فهي تعيش كغيرها من مناطق المسيمير تحت جنح الظلام الدامس والحالك وغيرنا ينعم بالنور ونحن محرومون ابا عن جد من خدمة الكهرباء وكأن الله قد حرمها علينا وأحلها على غيرنا وهناك الكثير من منقصات العيش ومسببات المعاناة قد اسلفت لكم بأنني لا استطيع في مثل هذه العجالة ان اقوم بتضمينها وشرحها الشرح الوافي والكافي لان المجال هذا لا يتسع لنبش وتسطير كل المواجع التي تتصل بحياتنا في هذه المنطقة اسوة بمناطق المسيمير الاخرى التي لا نفرق عنها كثيرا بالنسبة لمقارنة معادلة الظلم والحرمان فيما بيننا.

 

 

وقال : احب ايضا عبر الصحيفة ان اثمن الدور الانساني الايجابي الفعال الذي قامت به منظمة اوتشاء المانحة والتي اسهمت من خلال تدخلاتها في انتشال والكثير من اوضاعنا الصحية والبيئية المتردية في وقت تنصل من كان الواجب علية ان يقوم بهذه المهام الوطنية والإنسانية عن القيام بها فقد قدمت هذه المنظمة لمبرق عبر منفذها جمعية الاصلاح التنموية والخيرية وبالتنسيق مع ادارة مكتب الصحة والسكان بالمسيمير مشروع مساعدات متكامل ومتعدد القطاعات الخدمية تمثل ذلك في انجاز العديد من الخدمات الصحية والمختلفة وكذا مشروع اصحاحي وبيئي منفرد.

 

وأناشد عبركم القائمين على هذه المنظمة بضرورة العودة الى مبرق وغيرها من مناطق المسيمير المنكوبة والتي لا تزال تعاني من اثأر وإضرار الحرب والحرمان والمعاناة المستفحلة من قديم الازل ولكون هذه المنظمة قد لاقت القبول والارتياح من قبل المواطنين لعملها الانساني الخدمي الجبار وإسهامها منقطع النظير في انهاء والتخفيف من نسب الكثير من الاوبئة والإمراض التي كانت مؤشرات الاصابة بها ترتفع يوما عن يوم وكان الكل هنا يعاني منها بل كانت مستوطنه في منطقتنا على وجه الخصوص ولكن بفضل الله ثم بفضل خدمات هذه المنظمة تلاشت وانتهت هذه المؤشرات المرضية من الوجود.

وأضاف :معظم ابناء مبرق يعانون الفقر ورقعة البطالة منتشرة بين اوساط الشباب بشكل كبير ونحن ومن على منبر صحيفتنا(عدن الغد)نطالب الجهات المسؤولة بالمديرية والمحافظة بضرورة استيعاب شبابنا في الوظائف الحكومية ومنها وظائف السلك العسكري والأمني التي يتم منحها في كثير من الاحيان لأصحاب النفوذ والمحسوبية وذلك للتخفيف من اعباء الاسر الفقيرة ولإيجاد مصادر دخل تعينهم على توفير اسباب العيش لأسر يدكها الفقر المدقع وضيق الحال خاصة وان مبرق تعتبر من بين افقر قرى ومناطق المديرية وفيها العشرات من الاسر لا توجد لديها مصادر دخل البته سوى ما كتبه الله من مصادر رعي الاغنام والإعمال العضلية التي يقومون بها لسد حاجياتهم الضرورية.

 

واختتم حديثة بتوجيه الشكر والعرفان لصحيفة(عدن الغد) والقائمين عليها على النزول الى منطقة مبرق وتفقد احوالها وإتاحة الفرصة امام ابنائها لكي يتحدثوا ويوصلون صوتهم للقاصي والداني ولكي يفصحوا عن معاناتهم ومطالبهم بكل حرية وشفافية ومن دون اي ضغوط او اشياء اجبارية.