آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-06:31م

ملفات وتحقيقات


تقرير: معاناة جرحى تعز ملف مؤجل

الأحد - 05 أغسطس 2018 - 12:08 م بتوقيت عدن

تقرير: معاناة جرحى تعز ملف مؤجل

تعز(عدن الغد) خاص:

تقرير:مكين محمد

 

قصص مرعبة لا يستوعبها عقل ولا منطق ، الآلاف من جرحى الحرب الذين دفعوا حياتهم ثمن مشروع الدولة المدنية الحديثة ، مازالت المعاناة ترافق تضحيات جسيمة قدموها رخيصة في سبيل مقاومة الظلام ، ويتعرض الكثير منهم لتجاهل اثمرته إدارة فاسدة لملف الجرحى الذين بحاجة إلى منح علاجية في الخارج، أو حتى في مأرب.

 

أمر ليس بغريب في مدينة استفحلت فيها اللصوصية ، فمن لديه ألم في المعدة أو التهاب الكبد ، أو حتى زكام فعليه أن يحزم أمره  بفيتامين (و) لمقابلة لجنة الجرحى للحصول على منحة علاجية في الخارج ،  أما الجرحى الذين لهم الحق والأولوية بالسفر للعلاج ، يرد لهم الجميل بعكسه.

 

الجريح / علي محمد احمد قحطان، مقاوم من أبناء الشقب صبر الموادم ، أصيب في بشظايا قذيفة هاون في 2017/8/1م بجبهة الشقب، أودت الى بتر ساقه اليمنى من أعلى الركبة إضافة إلى فقدانه عينه اليمنى بشكل كامل، ويعاني من شظية صغيره في العين اليسرى، كذلك ثقب في طبلة الأذن اليمنى وضعف سمع في الأذن اليسرى.

 

علي قابل اللجنة الطبية في التربية ، وحصل على تقرير طبي بضرورة السفر الى الخارج إلا أن لجنة الجرحى التي ترئسها الدكتورة ايلان وكيل المحافظة للشؤون الصحية ، لم تهتم بحالة الجريح أو للتقرير الصادر من اللجنة الطبية التي تحدد ضرورة المنحة العلاجية أو عدمه.

 

 

رأفت عبد الله حيدره عسكري مقاوم انظم الى المقاومة الشعبية في بداية الحرب شارك في تحرير عدة مناطق، أصيب في العمود الفقري وأسعف الى مستشفى الثورة ، وأجريت له عملية إزالة اجسام غريبة وهو الان بحاجة إلى تحرير داخلي للأعصاب عبر جهاز الميكروسكوب ، ومع ذلك لجنة الجرحى لم تعطيه اي اهتمام وغيره الكثير من الابطال الذين بحاجة لمن يعتني بهم.

 

 

اما الشاب الجريح صديق محمد قاسم يعاني من تلف فقرتين في العمود الفقري، وذلك بسبب تعرضه للسقوط أثناء محاولته النجاة من قذائف الانقلاب المتساقطة على  متارس الجيش الوطني في منطقة ضحيح جبهة الشقب ، في نهاية العام 2015م، الاخ صديق بحاجة إلى كرسي متحرك تعوض سجنه القسري المفروض عليه بسبب الاعاقة ، يشار إلى أنه ذهب لمقابلة الجنة الطبية في تعز، ومع ذلك لم يحصل على الكرسي، ومن الواضح أن هذه اللجنة لا تعمل بمعايير دقيقة و واضحة ، فهي تكافئ جرحى الجيش بالتهميش والإهمال.

 

 

كثير من جرحى الحرب لم يحصلوا على ما يجب تقديمه لهم من لجنة الجرحى التي خلقت لتخفف عنهم المعاناة إلا انها زادت من اوجاعهم ، فالجريح فؤاد عبده قائد مشلول حركيا ، و الجريح فتحي محمد محمد أيضاً يعاني من شلل نصفي، والقائمة تطول من الأسماء التي رسمه لتعز لوحة التضحية في سبيل الحرية ، تعاني ويلات الإهمال الجائر من قبل لجنة الجرحى، حتى وصل بها الحال إلى عدم التكفل حتى بكراسي متحركة تخفف عنهم بعض المعاناة.

 

معاناة تفتك بجرحى الحرب في تعز وإهمال لجنة الوكيل/ أيلان يساوم بحياة المئات من المعاقين والجرحى الذين يتجرعون ألم على هيئة وسام الوفاء قدمته لهم حكومتهم الشرعية التي دافعوا عنها ، الى متى ستظل لجنة الجرحى تعبث بمهامها وهل سيضع حد لذلك.