ظاهرة تعدد الزوجات للرجال .. حق مشروع وحد من العنوسة أم مظاهر وعدم مراعاة لشعور المرأة

(الشرع حلل أربع) عبارة لطالما نسمعها من الرجال وهي تعتبر حجتهم الوحيدة عندما يريدون الزواج بمثنى وثلاث ورباع لكنها عند بعض النساء شعور بالخذلان والنقص لأن الرجل الذي كان ملك لها وحدها سيذهب لأخرى ليكمل بها نصف دينة للمرة الثانية أو حتى الرابعة.

سمعنا في الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة تعدد الزوجات في المجتمعات العربية وحدوث جدلا واسعار بين تقبل المجتمع لا ورفضه وبين ما أن كان هذا الزواج الحلال خالي من المشاكل الأسرية والرضا التام من قبل الزوجات والأهل وهي يمكن أن يخل هذا بنظام الاستقرار العائلي الذي أصبح هذه الأيام على كف عفريت بسبب الأزمات المحيطة وتدهور أوضاع المجتمعات بعد الثورات والتوترات الحاصلة في البلدان.

في اليمن تنتشر هذه الظاهرة بشكل كبير ونلاحظ أنها أصبحت في تزايد بعد أن كانت محصورة في محافظات معينة منها القرى وبعض المناطق من المدن واليوم تمددت لتشمل مختلف المناطق الريفية وحتى المدينة تحت مسمى الحد من العنوسة التي تشتكي منها معظم نساء المجتمع بعد أن تأخروا في سن الزواج وبحاجة لأن يكونوا أسرة ويكون لديها رجل في حياتها يسندها وتعتمد عليه بعد وفاة والديها.

أخذ الأحداث على هذا الصعيد هي تأسيس جمعية تعدد الزوجات لرجل اطلقها على صفحته في الفيس بوك وانقسم فيها الرجال والنساء بين مؤيد ومعارض ومن يريد أن تصبح جمعية معترف بها وموجودة على أرض الواقع وتبدأ مهامها ومن يجد أنها مجرد فكرة تافهة ويمكن أن تهدم بيوت وتحدث مشاكل بين الزوج وزوجته قد تنتهي بالطلاق أو مشكلة يصعب حلها.

وبين تقبل الفكرة ورفضها تدور عدة تساؤلات أهمها لماذا لا يتم مساعدة الشباب العازب للزواج بدلا من تعدد رجل بالزيجات واحدة تلو الأخرة وعدم مراعاة لمشاعر النساء تحت مظلة الشرع وما حلل له.

تم رصد عدة أراء من نساء في صدد هذا الموضوع وكيف يمكن أن يأثر تعدد الزوجات عليهن نعرضه إليكم ...

استطلاع / دنيا حسين فرحان

الفهم الخاطئ تسبب في انتشار الظاهرة:

توضح ندى محمود أن :

ظاهرة تعدد الزوجات مع الأسف اقولها اصبحت مظهر أكثر من كونها استقرار وترسيخ حياة أسرية متكاملة هناك العديد من الرجال يمتلكون المال ولهم مراكز مهمه في الدولة ولم يفكروا في الزواج مرة أخرى وهناك رجال يعملون بالأجر اليومي أو في قطاع خاص ودخلهم محدود ونجدهم يتزوجون مرة أخرى الموضوع ليس كما يشاع بأنه حق شرعي يجب منه بل هو فهم خاطئ لكلام الله في القرآن الآية نزلت في زمن محدد وكانت الحياة غير معقدة وبسيطة يستطيع فيها الرجال أن يعدل بين زوجاته دون حدوث أي مشاكل , أما في هذا الزمن الشباب لا يستطيع الزواج بسبب ارتفاع المهور والبيوت الإيجار والغلاء في كل شيء فكيف يمكن لرجل أن يكون متزوج ويتزوج بأخرى أو أكثر ويعدل في المعاملة والمصروف وتوفير كل متطلبات زوجاته , أعتقد أن الأمر هنا صعب جدا لأننا نشاهد بأعيننا كيف يعاني الشعب وأن اهتمامه أصبح فقط بكيفية إيجاد لقمة العيش , لذا مفهوم الرجل الخاطئ هو من سبب انتشار ظاهرة تعدد الزوجات.

تشعر المرأة بالإهانة مهما كان حقا مشروع:

تقول منار عبدالله:

أنا متزوجة منذ أكثر من 7 سنوات ولدي أطفال فكرة أن يتزوج زوجي بثانية لن اتقبلها حتى وإن كانت حقا له الحياة الزوجية تتطلب فهم لها وتعامل جاد معها وأن تبني كل شيء مع شريك حياتك خطوة بخطوة تحملت عدة أشياء من أجل الحفاظ على بيتي وزوجي وتعاونت معه في توفير أشياء يصعب أن يقوم بها وحدة وفي الأخير يذهب لأخرى أعتقد ان هذا لن يكون عادلا اطلاقا.

نحن النساء نشعر بالإهانة عندما يقرر الزوج أن يتزوج مرة أخرى نبدأ بمراجعه كل حساباتنا بأننا هل قصرنا في شيء أو احدثنا أي مشكلة تستدعي ذلك وأعرف صديقات لي عاشوا هذا الشعور الصعب وأثر هذا جدا على نفسيتهم واصابهم بالقهر لكنهم لا يملكون أي وسيلة للرفض أو حتى اقناع أزواجهم بالعذول عن فكرة الزواج , حقا انه أمر مؤسف مهما كان حلالا أو مشروع.

مجبرين على قبول ذلك للحافظ على بيوتنا:

تتحدث أم خالد وهي احدى النساء اللاتي تزوج أزواجهن بأخرى:

عندما اخبرني زوجي بأنه سيتزوج بأخرى لم أصدق هذا أولا كان الخبر مفاجئ لي ولكن بعد أن وجدته مصر تحدثت معه عن السبب لم يقنعني بكل تأكيد ولكنني إن رفضت أو اعترضت قد نصل للطلاب ونحن بيننا أولاد وعشرة وقد تتلخبط كل أمور أولادنا لذا اظهرت له بالقبول مع أني لا أريد هذا.

خفت على بيتي أن يهد وأن أدخل في دوامة مشاكل مع أهلي ومع أهله ونحن علاقتنا طيبة عملت حساب بأيام كثيرة كانت بيننا ولا أريد أن افسدها صحيح أنني أشعر بالحزن بأن أتقاسم زوجي مع أخرى واتحمل سماع كلام من القريبون مني ومن المجتمع لكن ماذا عساي أن افعل غير السكوت والصبر والرضا بما كتبه الله لي , احيانا تضحي المرأة كثيرا في سبيل الحفاظ على زوجها وأولادها وأن تبقى حياتهم العائلية مستقرة لتطول مدتها مهما كانت الظروف والأحداث التي تمر لكن شعور أن يتزوج زوجك عليك صعب جدا ويحتاج لفترة طويلة للتأقلم معه وتقبله بشكل كامل.

مرور الرجل بظروف يدفعه للزواج بأخرى

تختتم رويدا مراد كلامها بالقول:

احيانا يتزوج الرجل عن طريق الأهل أي أن يكون زواجا تقليدا وخاصة في المناطق الريفية يتزوج بنت عمه أو بنت خاله أو احدى قريباته وقد لا يكون مقتنع بها بشكل تام خاصة إذا كانت متعلم ويريد امرأة متعلمة فيضطر للقبول من أجل تجنب عمل المشاكل مع أمه أو ابوه فيتزوج ولكنه لا يرى فيها كل ما يريده قد تكون غير متعلمة أو تجهل أمور كثيرة في الحياة الزوجية لذا يبحث عن من تفهمه وتكون حسب رغبته وقد يكون هذا مبرر لنجاح حياته الزوجية واكمال النقص في زواجه الأول.

واحيانا تحدث الزوجة الأولى مشاكل عدة تغضبه دائما ولا تحترمه أو تقدر أنه يشقى ويتعب من أجلها ومن أجل أولاده فلا يجد السكينة معها فيتزوج بأخرى ليرتاح إذا ذهب اليها أو على الأقل قد تعقل زوجته الأولى وتعيد حساباتها بعد أن تزوج عليها.

وهناك من لم تتمكن زوجته الأولى من الانجاب بسبب مرض أو حكمة من الله هي منم تطلب منه الزواج بأخرى حتى ينجب له أولاد يحملون اسمه ويحقق حلمه بأن يكون أب أو يقرر هو ذلك ويخبرها به ولها الحرية في القبول أو الرفض , لذا نقول بأن هناك ظروف تحدث في حياة الرجال تجعلهم يتزوجون بأخرى لذا علينا عدم الحكم على أي شخص إلا إذا عرفنا أسبابه وما يمر به.

وبين كل هذا الآراء يطرح السؤال نفسة هل يحق للرجل الزواج بأخرى باسم الشرع أو بحجة الحد من العنوسة أم انه كما يشاع ويقال أن من تزوج بأخرى (كثير المال) أو (قليل الحياء) وأين دور جمعيات دعم الشباب العازبين والزواج الجماعي الذي قد يقلل من ظاهرة تعدد الزوجات ووجع كثير من النساء اللاتي ترضى به لكن تتحمل نتائجة بصمت للحفاظ على حياتها وبيتها.