مشكلة طفح المجاري من أبرز المشكلات التي يعاني منها سكان عدن في كل المديريات على حدا سواء فنلاحظ الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية تكسوها مياه المجاري التي تسر على الطريق وتعيق حركة السير للمواطنين والسيارات.
أصبح المواطنون يبتكرون طرقا لإنشاء جسور يعبرون بها في الرصيف عن طريق وضع أحجار متتالية أو أعمدة وألواح من الخشب من أجل المشي عليها للعبور للجهة الأخرى أو للوصول لمنازلهم في صورة تجسد حجم الاستهتار واللامبالاة من قبل الجهات المعنية في المحافظة والسلطات المحلية ومؤسسة المياه والصرح الصحي المعنية بالأمر.
ورغم عدة الشكاوى التي تتلقاها إدارة المؤسسة العامة للصرف الصحي والرسائل التي تبعث إليها من قبل المواطنين لم يحركوا أي ساكن أو يقوموا بحل فعلي للقضاء على مشكلة طفح المجاري الذي أصبح أحد الأسباب في انتشار الأمراض بين المواطنين وتشويه حقيقي لمنظر شوارع عدن وشكلها الحضاري المعروف.
هناك مجموعة من المواطنين يرون أن في رصف الشوارع وسفلتتها عن طريق المشاريع التي قامت بها وزارة الطرقات والمجالس المحلية في معظم شوارع المديريات هي ايضا من الأسباب التي تجعل المجاري تفيض بين الحين والآخر لأنهم لم يقوموا بترميم شبكة المياه والمجاري القديمة وإصلاحها بالشكل الصحيح بل قاموا بعمل هذه المشاريع دون دراسة جادة ووعي بكيفية التعامل مع بيارات المجاري ومنافذها الموجودة تحت الأرض مما جعلهم يصفونها بالمشاريع الفاشلة لما يروه من طفح المجاري بشكل مستمر.
الجهات المعنية بالأمر هي الأخرى تبرر موقفها بقلة الامكانيات وعدم توفر المعدات الخاصة بالشفط وفتح الانسداد والعمال اللذين يضربون بسبب تأخير رواتبهم أو عدم حصولهم على حوافز مما يدفعهم للإضراب في أكثر الأحيان أيضا العمل وفق آلية وميزانية محدودة كما يقولون ولا يمكنهم إصلاح الخلل الحاصل في شبكة المجاري بسهولة وهم بحاجة لدعم حكومي كبير الذي هو الآخر منقطع منذ فترة طويلة.
أهالي وسكان منطقة التقنية بمديرية المنصورة أحد النماذج البارزة المتضررين بشكل كبير من مشكلة المجاري وما زالوا إلى هذه اللحظة يعانون منها وأصبحت تسبب لهم هاجس ينغص حياتهم واستقرارهم وما زاد الطين له أنهم تفاجأوا بمشروع ربط شبكة مجاري لمنطقة بئر فضل من شبكتهم التي هي الأخرى متهالكة لتتحول حياتهم إلى كابوس وخوف من حدوث كارثة وتغطي مياه المجاري شوارع المدينة وتغرق منازلهم...
