آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

اليمن في الصحافة


اليمن.. لعنة الميليشيا تطارد أسعد وتسلمه للفقر والعوز

الثلاثاء - 31 يوليه 2018 - 06:28 ص بتوقيت عدن

اليمن.. لعنة الميليشيا تطارد أسعد وتسلمه للفقر والعوز

صنعاء((عدن الغد)) البيان

لم تكتف ميليشيا الحوثي بالتسببب بالحرب، ولا بمصادرة الرواتب، ولَم تردعها الأزمة الإنسانية وغلاء الأسعار وجعل ملايين اليمنيين يعتمدون في البقاء على قيد الحياة على المساعدات، بل ذهبت نحو ملاحقة الميسورين بفرض إتاوات وضرائب مضاعفة، جعلت الكثيرين يعلنون الإفلاس. أسعد.. أستاذ مادة الفلسفة لصفوف الثانوية في إحدى مدارس صنعاء، واحد ممن لاحقتهم لعنة الميليشيا، ابتداءً من فقدانه راتبه الذي يعتمد عليه منذ 10 سنوات في توفير احتياجات أسرته، وصولاً إلى فقدانه دكانه بسبب الإتاوات والجبايات المضاعفة التي فرضتها عليه الميليشيات.

مصدر دخل

ومع استيلاء الميليشيا على نحو 5 مليارات دولار من احتياطيات البنك المركزي، وتوجيه عائدات الجمارك والضرائب لصالح المجهود الحربي، فقد أسعد راتبه كغيره من الموظفين الحكوميين، ما اضطره إلى البحث عن مصدر آخر ليعيش منه وأسرته، قبل أن يعرض عليه صديقه شراء دكانه الصغير لأنه وجد عملاً في إحدى الدول المجاورة.

استدانة

الدكان الخاص ببيع إكسسوارات ولوازم الهواتف المتحركة اشتراه بمبلغ بسيط لأن صديقه يريد تكاليف السفر فقط، حيث استدان أسعد مبلغاً من المال من أحد الأشخاص، بالإضافة إلى بيع مجوهرات زوجته، على أمل كبير أن هذا المحل سيغطي نفقات الأسرة الشهرية وإيجار المنزل.

يستيقظ أسعد الأربعيني باكراً ويذهب إلى الدكان مستقبلاً زبائنه، موظفاً قدرة الإقناع التي اكتسبها من خلال تدريسيه أصول ومفاهيم الفلسفة، وظهر أن الحظ يبتسم له، حيث بدأ بتسديد الديون التي كانت متراكمة عليه وتحسّن وضعه المالي قليلاً.

مداهمة

وما هي إلا أشهر وبضعة أسابيع حتى داهمه المشرفون التابعون لجماعه الحوثي، حيث طلب منه هؤلاء، وهم يتمنطقون الأسلحة، مساهمة مالية تحت مسمى «المجهود الحربي» أسوة بغيره من المحلات، لم يكن بمقدوره الرفض، لأن العواقب ستكون وخيمة مع هذه الجماعة التي لم تترك بائعاً ولا تاجراً إلا وشاركته فيما يكسبه، مهما كانت قلته.

ثمن بخس

لم يتركه المشرفون وتناوبوا على زيارة دكانه وجباية الأموال بمسميات عديدة، منها مجهود حربي وأخرى ضرائب وزكوات، وغيرها من رسوم تجديد ترخيص العمل. وظل على هذا الحال خمسة أشهر إضافية عجز خلالها عن شراء بضائع للمحل أو تسديد إيجاره إضافة للمنزل، فقرر عرض محله للبيع. ولأن مشرفي الميليشيات احتكروا العمل التجاري، أو تسلطوا على أصحاب المحلات، فإن أسعد باع دكانه بمبلغ زهيد؛ لأن الكثيرين متخوفون من شرائه بسبب ممارسات المشرفين، فدفع أسعد من ثمنه ما تبقى عليه من ديون للتجار الذين يشتري بضاعته منهم، وذهب للسكن في غرفة واحدة مع وزوجته وابنيه، والتحق بالعمل لدى أخيه في ورشة لسمكرة وإصلاح السيارات، متخلياً عن رسالته كمعلم وتطلعاته ليكون تاجراً.