آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-08:23م

ملفات وتحقيقات


هل يسقِط (هادي) الإخوان أم يسقط في فخ (الإطاحة)؟

الإثنين - 30 يوليه 2018 - 04:52 م بتوقيت عدن

هل يسقِط (هادي) الإخوان أم يسقط في فخ (الإطاحة)؟

تقرير / عبدالله جاحب

كل المؤشرات والمعطيات والأحداث توحي بأن هادي وقع في كماشة إخوانية محكمة منذ توليه الحكم كرئيس توافقي في ثورة الربيع العربي الشبابية في العام 2011 م .

وقد اتضحت ملامح تلك (الكماشة) الإخوانية جلياً في السنوات الثلاث من تحرير كثير من المحافظات في الأراضي اليمنية وخاصة الجنوبية حيث أصبح (الإخوان) يشكل الثقل الأكبر والكفة الراجحة في القرار السياسي للرئيس (هادي) وله وزن لا يستهان به في الحكومة الشرعية.

يعمل الإخوان منذ تشكل الحكومة الشرعية على الاستحواذ والسيطرة على مفاصل ومقاليد الحكم في الحكومة الشرعية وكان لهم هذا في كثير من القرارات والتعيينات التي تصب في المقام الأول لخدمة مصالحهم وأجندات رفاقهم الخارجية وتضع هادي في مواجهة تارة الشعب وأخرى المجتمع الدولي وثالثة الشريك الخليجي.

حيث يعمل الإخوان على أخونة الشرعية وجعلها تسير بعكس تيار وأفكار ومشاريع هادي.

ويشكل الإخوان نسبة كبيرة في اتخاذ القرار السياسي والتأثير على هادي والسير عكس التيار ( الواقع والأرض والمعطيات ) .

يعاني هادي من تداخلت الإخوان فرمله كثير من أعماله وتوجهاته السياسية وإعاقة سيره سياسياً واقتصاديا وعسكريا.

ويتعمق تواجد الإخوان في الحكومة الشرعية من خلال إدارتها لكثير من الأمور وإصدارها العديد من التعيينات والقرارات التي لا تخدم هادي وتزيد من فرص الغرق لديه في الشارع ومواجهة الشعب.

عمل الإخوان على غرس والاستحواذ والسيطرة على المكتب الرئاسي وزرع درع لها في عمق القرار ( الهادي ) من خلال رئيس مكتبة الذي أصبح في مقام الرئيس الفعلي في الرئاسة اليمنية.

ويستحوذ على كل التعيينات والقرارات المدنية والعسكرية في الجمهورية.

وبعد عودة هادي إلى العاصمة عدن بدأت تنفتح كثير من الشفرات وتفسر كثير الطلاسم الإخوانية واختلفت الأمور كثير عما يحدث في الرياض وأضحت قرارات عدن تختلف عن قرارات الرياض وبدأت معالم وبوادر وملامح إنهاء لعبة الإخوان تلوح في الأفق الهادي.

وقد اتضح ذلك للإخوان في الآونة الأخيرة من خلال عملية الاختناق السياسي الذي يعاني منها الإخوان في العاصمة عدن فقد لجاء الإخوان على عملية ضرب هادي من تحت الحزام من خلال محاولة الإطاحة به وتقسيم البلاد والدخول في صفقات وتبادل الأدوار والعمل على سقوط هادي.

وقد أصبح ذلك جليا من خلال جمهورية مأرب التي استقل بها الإخوان وجعلها دولة بحد ذاته بعيد عن هادي وشرعيته وعدم الانصياع او المثول لقرارات وتوصيات وتعيينات هادي وكان آخر قرارات عدم توريد إيرادات المحافظة إلى البنك المركزي في عدن وفقا لتعليمات هادي.

واليوم يصارع هادي من أجل السقوط الناعم لتلك القوى الإخوانية التي تخنق وتحبس أنفاسه السياسية وأصبحت هاجس وكابوس يقلق مضاجعه ليل نهار.

فهل يستطيع هادي إسقاط الإخوان قبل الإطاحة به؟

 

- هادي بين كماشة الإخوان و مطرقة الإمارات

يرى الكثيرون أن أهم ما يواجه هادي في توافقه مع أبوظبي هم الإخوان) وان من أكبر العراقيل التي تقف في طريقة نحو تحقيق كل ما يصغي إليه هم الإخوان وان الصراع والنزاع الحاصل بين الإمارات وهادي ليس صراع شرعي إماراتي بل هو صراع أخواني إماراتي يجني عواقبه وسلبياته هادي.

ويظل هادي مكبل بين كماشة الإخوان التي تحكم السيطرة على هادي وشرعيته وبين مطرقة الإمارات التي ترفض تواجد أجندات أطفال (تميم) ورفاق (اردوغان) حسب قولها وتصنيفها لهم.

ويظل هادي محاط بتلك المطبات والعراقيل التي تشل تقدم مشروعه وتعرقل تقدمه نحو تحريك المياه الراكدة في الحكومة الشرعية.

ان عملية عدم التوافق التي تصدر من أبوظبي ضد الحكومة الشرعية ليس المقصود بها هادي والقوى التي لا تنطوي تحت مظلة الإخوان ولكن الهدف منها خلع الإخوان والقضاء عليهم وإخراجهم من المشهد السياسي وذلك لا أهداف قد تتمدد وتخرج خارج حدود هادي وقصره وشرعيته.

بينما تعمل الإخوان على توسيع الصراع والنزاع بين هادي و أبوظبي وإبعاد هادي عن أي قاعدة صلبه تفضي إلى توافق جذري ونهائي بين أبوظبي وهادي وتسعى إلى تعميق ذلك الصراع وتفعيله واشتداد رقعته بين الطرفين.

ويظل هادي بين كماشة الإخوان ومطرقة أبوظبي.

حيث لن ترضى عنه الإمارات ويحل التوافق في ظل وجود الإخوان) ويظل الإخوان حجر عثرة في توافقه مع الإمارات.

ولن يهدأ الإخوان ويرتاح حتى يسقط هادي ويبقيه في دائرة الخصام مع الإمارات.