آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-08:53م

ملفات وتحقيقات


مركز الارشاد الأسري بعدن: أمل المعنفين والنازحين للهروب من نيران الحرب والواقع الحزين

الأربعاء - 25 يوليه 2018 - 09:40 م بتوقيت عدن

مركز الارشاد الأسري بعدن:  أمل المعنفين والنازحين للهروب من نيران الحرب والواقع الحزين

عدن ( عدن الغد) خاص:

 

عندما تقسوا عليك الحياة بكل مراحلها تتسلل إليك الأحزان وتسكن وجدانك وتؤثر على نفسيتك وتظل تبحث عن المأوى والمكان المناسب لتضع هذا الثقل الذي أتعبك وأنت تحمله معك طول الوقت.

فالحرب تخلف ورائها الدمار والحسرة على كل ما أخذته من أرواح وأشياء كانت تعني لنا كثيرا وعندما رحلت تركت في أنفسنا تجربة مؤلمة ومشاهد تظل تراودنا وتحتاج وقتا طويلة لنسيانها والاوضاع التي نعيشها والأزمات التي تتكرر بين حين وآخر هي الأخرى تؤثر على اعصابنا ونفسياتها بشكل مباشر لأنها تتصل بأساسيات حياتنا التي لم تعد تنعم بالسلام والأمان.

فنجد أن هناك أشخاص كثر عانوا من ويلات الحرب وقرروا النزوح هربا من نيران الحرب وظلت أنفسهم وهله وهزيلة ينتابها الخوف والحرمان من ما خلفه الدمار , وهناك من تعرض للعنف من قبل أسرته أو محيطة أو مجتمعه ولم يجد من يحتضنه فدخل في حالة توهان وضياع قد تسبب له حالة من الانكسار والضعف وتجهل منه شخصا عدوانيا إذا لم يتم احتوائه وسيصبح خطرا على نفسه وعلى المجتمع.

هناد دائما أيادي خفية تسعى لعمل الخير والاشياء الايجابية حتى ولو بالقليل ووضع بصمة في نفوس من حولهم ومهما كانت التحديات كبيرة يكونون قد التحدي مهما كانت الظروف...

مركز التأهيل والارشاد الأسري الذي يفتح أبوابه بعد أيام في عدن هو الأمل القادم لكل المعنفين والنازحين ومن لديه مشاكل نفسيه سواء كان من الذكور أو الاناث لسماعه والتخفيف عنه بل علاجه بالمجان دون أي مقابل مادي بطاقم استشاري نفسي وطبي ذو كفائه عالية ونشاط وهدف سامي يتمثل في مساعدة الناس الفقيرة والمحتاجة وكسر حاجز الخوف والضعف لديهم بتعليمهم مهارات جديدة وتشجيعهم على المضي قدما نحو تحقيق الأفضل لهم.

كانت لي زيارة خاصة لمركز الارشاد الأسري فرع عدن في مديرية دار سعد واللقاء بمديرته أ\شفيقة نعمان والحديث معها عن خدماته واهدافه وكيف يتم العلاج والاستشارة فيه وما هي رسائلها للفئات التي يستهدفها المركز وأعددنا التقرير التالي...

 

تقرير: دنيا حسين فرحان 

 

*مركز الارشاد الأسري فرع عدن:

بدأ تأسيسه في شهر يونيو من هذا العام عن طريق تمويل والبحث عن مشاريع من الجهات المانحة عن طريق الاستاذ الدكتور عبد القدوس حرمل المدير التنفيذي لمؤسسة التنمية والارشاد الأسري والدكتور سيف الميري وتعاون عدة أطراف لافتتاحه يحوي عدة أقسام مكتب الأمن الذي يستقبل الحالات ويقوم بتدوينها ووقت حضور الشخص ووقت المغادرة وهناك صالة استقبال توجد بها سكرتارية تعطيه اقرار موافقة للدخول إلى المركز والعلاج وهناك حرص تما على السرية أيضا هناك معالجة نفسانية لديها خبرة وكفاءة تقوم بتعبئة استمارة الأشخاص القادم لنوع العنف الذي تعرضوا له وحتى عند قدوم أي امرأة تعرضت للطرد من منزلها بسبب ضرب أو عنف هناك تشبيك بينهم وبين مراكز أخرى لتذهب إلية للسكن هناك وذلك عن طرق مسؤول الإحالة في المركز بعد أن تقضى كافة الخدمات وبشكل مجاني تماما.

وهناك اطباء واختصاصيين نفسانيين للرجال والنساء يقومون بتشخيص الحالات وممرضات يقومون بالتضميد في حال وجود عنف جسدي ويحوي المركز أسرة للتمديد في غرف خاصة إذا استدعت الحالة

 

*التنسيق بين المركز وأقسام الشرطة :

 

هناك تنسيق بين مركز الارشاد الأسري وأقسام الشرطة إذا تطلبت الحالة ذلك وهذا وفق طلبه وموافقتها ويقوم بذلك قسم خاص داخل المركز متخصص بحماية الحالات القادمة والوقوف معها وتوصيلها لمحامي أو قسم الشرطة لتأمينها من أي خطر تتعرض له , فهناك عدة حالات من النساء تحديدا تتعرض لعنف جسدي وضرب أو يتم الاعتداء عليها من قبل أحد افراد الأسرة أو تتعرض لاغتصاب أو تحرش وتأتي للمركز في حالة صعبة وغير مستقرة يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة للحماية والأمن بالتعاون مع الشرطة أو حتى رفع القضايا للمحاميين والمحاكم إذا استدعى ذلك وكله بموافقة ورضا الحالة وهذا كنوع من الانصاف لها بعد كل العنف الذي تعرضت له في منزلها أو بيئتها المحيطة.

 

*الفئات الاجتماعية الأكثر تعرضا للعنف الاجتماعي:

 

أكثر الحالات التي تقدم للمركز وتكون أكثر عرضة للعنف النوعي هم الأطفال وسن المراهقة المبكرة والنساء الضعيفات وذلك بسبب التقييم السلبي لذاتهم وهذا يعود نتيجة الأسرة فهناك مفاهيم خاطئة في التربية لدى الأطفال منم قبل الأب أو الأم في التربية تجعل من الطفل غير قادر على تقدير ذاته وأن يكون شخص سوي في تصرفاته وكلامه للما يحدث خلل في شخصيته فقد يصبح شخص انطوائي أو عنيف وغير مهذب.

والنساء أيضا لهم نصيب من العنف خاصة في البيئة الفقيرة والمهمشة فنجد أن الرجل يكون هو المسيطر عليها في البيت ولا تتمكن من اتخاذ قرار مصيري في أي حق من حقوها كالتعليم أو العمل أو تربية أطفالها فتحدث لديها حالة من الاضطراب النفسي وقد تتعرض لعنف جسدي كالضرب المبرح أو التشريد ولا تتمكن من الدفاع عن نفسها , أو حتى تجد من يقف معها أو ينصفها لذا تصبح هذه الفئات هي الأكثر عرضة للعنف الاجتماعي وضبها المجتمع وتتطلب علاج نفسي من أجل إعادة توازنها وتكسب ثقتها لنفسها ويقوم المركز باستقبال هذه الحالات وعمل اللازم لها عن طريق الاخصائيين النفسيين والاطباء والاستشاريين بالمجان ومحاولات اخراجهم من ما هم عليه وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية وخلق شخصية قوية فيهم.

 

*الانعكاسات التي تعود على المجتمع بسبب العنف:

 

تكون الانعكاسات سلبية للغاية وهي ملحوظة فلن ينهض أي مجتمع في حالة وجود أي عنف ونجد بلادنا تتأرجح بين الأمن والاستقرار ولا يوجد أمان كامل ولا حتى نسبي بسبب عدم وجود الأمن وعدم التزام المواطنين اخلاقيات والتعاملات وعدم توفر الخدمات وأهم من هذا كله ضعف الوازع الديني في المجتمع وبعد الكثير عن التمسك وتطبيق تعاليم الدين في حياتنا فهنا تخلق النزاعات والصراعات والحروب وليس كل الناس من لديها القدرة على التحمل وضبط نفسه وبسبب الفقر الشديد الذي يعيشه معظم الناس حاليا وكيف يمكنهم أن يبحثوا على لقمة عيشهم نجد زيادة في معدل السرقات والجرائم للحصول على المال وهذا يعود للحاجة الماسة له.

ومن الأثار السلبية للعنف أيضا أننا نعيش في مناخ كله خوف ورعب وصبح عند المعنف عدم القدرة للعيش بأمان وعدم القدرة على التنبؤ بمستقبله ويشعر باليأس دائما وينشغل بالحاضر المخيف والجو المناخي الضعيف ويسلب هذا إرادة الضحية ويدخل في حالة نفسية صعبة وهذا ما يحدث لمجتمعنا الآن ونلاحظه بشكل يومي ومستمر.

 

*أسباب تزايد الجريمة الأسرية :

 

الحروب والأوضاع الاقتصادية أهم سببان لنزايد الجرائم الأسرية والصراعات المسلحة التي تنتجها سوء الاوضاع السياسية والكوارث الطبيعية فكل هذه الأشياء تنتج جرائم من صنع الانسان نفسه والأساس دائما من الأسرة فهي من تصنع الشخص السوي أو الشخص الغير صالح لعمل شيء وعدم تواجد القدة الحسنة في الأسرة نفسها والتعليم يأتي في قمة الأشياء التي تساهم بشكل كبير في توعية الأفراد والحد أو التقليل من انتشار أو حدوث الجرائم وتراجعه يعني ارتفاع في معدلات الجرائم اضافة لغياب الأمن مما يدفع الناس لأخذ حقوقهم بأنفسهم دون الرجوع للمحاكم والقضاء فلا تستقيم أي دولة إلا بالتعليم والعدل وما يحدث لنا اليوم هو بسبب غياب وتدهور هاذين القطاعين ومع الأسف يخلق هناك مواطنون من أسرة غير سوية في التربية ويصطدموا بواقع مؤلم يؤدي لكسبهم العنف وانتشاره في المجتمع. 

 

*المناطق التي في يكثر فيها العنف:

 

هناك العديد من المناطق نجد فيها نسبة كبيرة من العنف بجميع أشكاله الجسدية والنفسية وتحديدا مناطق الأرياف بسبب قلة الوعي هناك وانخفاض نسبة التعليم والخدمات مقارنة بالمدينة ولكن هذا لا يعني أن المدن تخلو من العنف والجرائم بل نجد أن هناك مناطق من المدن والمديريات توجد بها نسبة عالية من فئة تتعرض للعنف مثل المهمشين أو اللاجئين وكل ذلك في تزايد مستمر ويأتي إلى مركز الارشاد العديد من الحالات المعنفة خاصة في منطقة البساتين ومناطق ما بعد المدينة الخضراء وهناك عدة مناطق أخرى توجد بها العديد من الفئات التي تتعرض للعنف ويقوم فريق المركز بالنزول لها وعمل جلسات نفسية لمعالجتها.

 

الخدمات التي يقدمها المركز في مراحل العلاج النفسي:

من خلال زيارتنا لمركز الارشاد الأسري وجدنا أنه يحوي العديد من الأقسام ويقدم عدة خدمات للحالات المختلفة الأعمار والنوع فلدية العلاج النفسي الذي يقوم به مجموعة من الاخصائيين النفسيين وهناك صالة رياضية لمن يحتاجها في العلاج ونوع من الترفيه إضافة لتشجيع المواهب كالرسم أو أي هواية يمكن أن تؤثر على نفسية الحالات وتكون من مراحل العلاج وإذا احتاجك الحالات أدوية أو عقاقير طبية هناك أطباء يشخصون الحالة يقومون بوضع العلاج المناسب لهم وكل هذه الخدمات مجانية لكل من يرتاد المركز الذي يعد الأول في عدن.

 

*ما نتعرض له جميعا من عنف كل يوم في ظل هذه الأوضاع الصعبة يجعل البعض منا يدخل في أزمة نفسية ويكون بحاجة لمن يسمعه قبل أن يسيطر عليه الخوف ويحوله إلى انسان عنيف وخطر على من حولة فجاء هذا المركز كالأمل الذي فتح المجال لمحاولات العلاج النفسي والتقليل والحد من انتشار العنف ولكنه بحاجة إلى دعم مجتمعي وحماية أمنية حتى يسير عملة على أكمل وجه وعدم توقفه عن أداء واجبه الأنساني مهما كانت الظروف.