وَطَنِي مَلَكْتَ مَحَبَّتِي وَكَيانِي
وَنَمَت بُِحبِّكَ مُهْجَتِي وَجِنَانِي
وَتَعَلَّقَتْ رُوْحِي بِِعشْقِكَ مِثْلمَا
تَتَعَلَّقُ الأَرْواح باِﻷَبدَانِ
وَرَقَىٰ الفَُؤادُ بِقُّوةٍ وعَزِيْمةٌ
يَسْعَى لِعِزكَ مُخلِصَاً مُتَفانِ
وَبِك انْتَصَرتُ وسَوفَ أبقَى دَائماً
حتَّى يُوارَىٰ فِي الثَّرى جُثمَانِي
كَمْ فِيك قَد عِشتُ الحَياةَ مُتَيماً
أَتلُو الحَنِينَ قَصَائِداً وأغَانِ
وشَرِبتُ فِيكَ نَدىٰ المَحَبَّةِ صَافِياً
والشَّوْقُ نَهْرٌ دَائِمُ الجَرَيانِ
وَنهَلْتُ مِن زَمَنِ الطُّفُولَةِ والصِّبا
حِكَمَاً فَكَانَت مَنْطِقِي وبَيَانِي
حَلَّقتُ في زَمِن الشَّبابِ مُغَرِداً
كَالطَّيرِ أُنْشِدُُ أَعْذَبَ اﻷَلحَانِ
ومَضَيتُ أَحلُمُ بالحَياةِ مؤملاً
في أَن يُقَوِىّ حُسْنَها أَركاَنِي
واليَومَ هَدَّ الشَيبُ كُلَّ تأَمُلِي
وأَضَعتُ كلَّ سَعَادَتِي وأَماَنِي
تِلكَ السِنينُ مَضَت لِحالِ سَبيلِها
والدَّهرُ فِي قَلبَاتِهِ أَبكَانِي
وَتغَيَّرتْ حِكَمٌ الزَمَانِ وهَالنِي
لَمَّا رَأيتُ ظَلامهُ أَعْماَنِي
الفِْتنةُ الدَهْماءُ فِيكَ تَسَعَّرَت
وَتَحرقت مِن حَرِّها أَجْفَانِي
شَطَّت بِنارِ شُرُورِها كَخَناجِرٍ
وَتََقطَّعَت بِسِمُومِها أَشْجَانِي
وأَنَا أَرَاكَ تَِئنُّ مِن فَرطِ الجَوَىٰ
وَجُروُحُ قَلْبِك أَلهَبَتْ وِجْدَانِي
تَبكِي وَفِيكَ مِن الحُرُوبِ مَواجِعٌ
ودُمُوعُ عَينِك جَدَدَتْ أَحزَانِي
ظَلَمُوكَ ياَوَطَنِي الحَبِيبُ جَمِيْعُهم
مَن يَدَّعُونَ محبَّة اﻷَوطَانِ
هُم يَحسَدَونَك مُذّْ رأَوك أَحَقَهُم
بِالحُبِّ واﻹِيمَانِ واﻹِحْسَانِ
وَمشَاعِلاً لِلنُّورِتَهدِى كُلَّ مَن
يَرْجُو السُّمُّو وَرِفعَةَ اﻹِنسَانُِ
قَد أَشْرَقَت شَمسُ الحِقِيقَةِ مَوطِني
وَالنُّورُ يَرْقُبُ في سَمَاكَ مَكَانِي
وَلَسَوفَ تُمْلاٌ بِالسَّعادَةِ والرِّضَا
وسَتَسْتَعِيْدُ بَهَائَهاَ أَزْمَانِي.
* من ابْراهِيم مُحمَّد عَبدِه دَادَيْه