آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-02:48ص

ملفات وتحقيقات


#قصة_وعبرة

الإثنين - 23 يوليه 2018 - 12:03 ص بتوقيت عدن

#قصة_وعبرة

Anwar Alhaimi

في منتصف شهر نوفمبر الماضي إلتقطتُ هذه الصورة ونشرتها في حسابي في الإنستقرام كان تعليقي عليها:
تغير كل شي من حولهم ولكن حالهم لم يتغير !

"هذا الرجل المسن يبيع الحلوى ومتواجد من سنين عديدة أمام مركز الكميم التجاري بصنعاء، أغلب زوار مركز الكميم يعرفونه وخاصةً النساء"

بعد نشر الصورة بإسبوع دخلَت إحدى الأخوات المغتربات تتحدث عن أن لها ذكريات سعيدة اثناء طفولتها معه عندما كانت تشتري الحلوى منه "الجعالة"،
وطلبت أن أوصل له مبلغ مالي سترسله لي.

طلبت منها الإنتظار حينها نظراً للأحداث العسكرية المحيطة بمركز الكميم والتي تم إغلاقه على إثرها..

تم إفتتاح المركز بعدها ولكن لم يعد العجوز إلى مكانه، مرت أشهر وأشهر ومازالت المرأة تسأل عن عودته ولكنه لم يعد!!

إلى قبل إسبوع من اليوم تقريباً زرت المكان ووجدته..
لقد عاد اخيراً.. ولكنه عاد بحالك صحية متعبة، لقد كان مريضاً طوال هذه الفترة..

بحثت عن حسابها واخبرتها عن عودته، فرحت بالخبر وأرسلت المبلغ ومساء اليوم زرته وأعطيته المبلغ وأخبرته أن هذا المبلغ من إحدى زبائنك القداما عندما كانت طفلة صغيرة ..

"هي لاتعرف عنه شيء وهو كذلك لايعرف عنها شيء، وكان العامل المشترك بينهما هي #لحظة_سعادة لم تنساها هذه البنت أثناء طفولتها "
كانت الدموع هي أقصى ما أستطاع التعبير به، طلبتُ من الدعاء لها ومضيت وأنا أتسائل:

هناك أشخاص كثيرون في حياتنا ممن يعزون علينا ولم نعبر لهم عن ذلك لا بالقول ولا بالفعل، ولكن بعدما يموتون نتذكر أنهم كانوا من أطيب الناس وأنهم وأنهم وبندم..
لماذا لم نعمل ذلك من قبل!؟

اذكروا أحبائكم ومن يعز عليكم وعبروا لهم عن حبكم لهم وعن مكانتهم في قلوبكم أثناء حياتهم فلا قيمة لأي كلام عنهم بعد موتهم وفوات الأوان"