آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:09م

ملفات وتحقيقات


تقرير : عن الفتاة لميس، بأي ذنبٍ أحرقت

السبت - 21 يوليه 2018 - 11:52 ص بتوقيت عدن

تقرير : عن الفتاة لميس، بأي ذنبٍ أحرقت

صنعاء (عدن الغد) تقرير: عبداللطيف سالمين

في بداية شهر يوليو أقدمت فتاة في صنعاء بمشاركة رجال ونسوة على اختطاف و قتل فتاة اخرى حرقاً.

ولا ذنب للضحية في ذلك سوى انها خطيبة الرجل الذي تحبه الجانية. اجرام جديد تشهده مدينة صنعاء، قتل بصورة وحشية لم يشهد المجتمع اليمني مثيلاً لها من قبل.  ضحية أخرى تنضم لقائمة ضحايا النساء في اليمن، ضرب وتعذيب وإضرام النار بجسد فتاة لم تكمل عقدها الثاني بعد.

 ترك الجميع لميس أمام صرخاتها ودموعها في جريمة قتل شارك الجميع بها بصمتهم، وبالاتفاق مع بضع الرجال والنساء تم عرض مسرحية وحشية بشعة لم نكن نعرفها سوى في شاشات هوليود.

.

قتلتها عشيقة خطيبها السابقة

وكما صرح لنا مصدر في صنعاء:  في ليلة وقوع الحادث: كانت لميس في طريقها للعودة للمنزل، وتم خطفها من قبل مروى الخطيبة الأولى لرمزي بمساعدة  بعض النسوة والرجال.

وتابع: تم أخد لميس من الشارع، أمام أنظار كل المارة وهي تصرخ وتستغيث بهم، وكأن الخاطف رجل يقول لهم هذه :زوجتي، وبعض النساء يؤكدون مزاعمه ، ليتم أخدها في سيارة إلى الحي السياسي وحرقها حية، .

وأضاف: رأى الناس وبعض الجهات الأمنية لميس ،قاموا بتغطيتها ببطانية. وإسعافها إلى مستشفى الجمهورية ، وهناك أخبرتهم بالقصة وزودتهم برقم امها، وتفاصيل الحادثة. ومواصفات السيارة التي اختطفتها. ولم يكن متبقي من لميس سوى قلبها الذي بنبض ،ولكن ما هي إلا أيام حتى يتوقف قلبها عن الحياة.

 

وأكد المصدر : تم العثور على علبة بلاستيكية فيها رائحة بترول، في مكان الحادث، ليتم التمويه من الجناة على أن الضحية قامت بإحراق نفسها. والانتحار، ولكنها قامت بفضحهم قبل أن تفارق الحياة، والعديد رأى عملية الاختطاف.

 

وصرح مصدر امني في صنعاء: أن اسم الضحية لميس عبد الرقيب البليط، تنتمي إلى محافظة تعز،قدمت إلى صنعاء قبل عامين وتعمل في الجانب الصحي،.وتابع المصدر:ان القضية جنائية والجانية ما زالت هاربة حتى الان . وأكد على قيام أجهزة الأمن  بإلقاء القبض على عصابة متهمة بالاختطاف وقتل فتاة قبل أيام. مشيراً إلى ان الجهات الأمنية تتعقب شركاء الجريمة.

 

وقال مصدر أخر يعيش في منقطة السنينة، المنطقة التي تنتمي اليها الضحية: ان الجانية تعمل في مجال الكوافير، هي التي تقف وراء مقتل لميس. وتابع المصدر:

عثر على لميس بعد ساعات من اختطافها وقد التهمت الحروق اكثر من 70% من جسدها.

وأضاف: ان المتهمة الأولى في هذه القضية ما زالت هاربة إلى الان .

 

 

حتى وان كانت زوجته ،من يستنجد بك، لاتتركه

تقول المواطنة سارة محمد: ابن ستذهب بفعلتها الشنيعة، الله أعطى الوعد في كتابة: بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.

وتابعت سارة: المؤسف أن الضحية استنجدت بالناس ، لكل من حولها، ولكن لم يتجاوب معها أحد،  بحجة أنها زوجته ولا أجد أي مبرر لهذا. حتى وان كانت زوجته، من يستنجد بك لا تتركه، للأسف لم تعد هناك رحمة بين الناس.

 

 

العنف في اليمن ضد المرأة مباح ، طالما انه بعقد شرعي

ترى الناشطة ماجدة: أن الجانب البشع في قضية مقتل لميس هو حين تم سحبها على مرأى ومسمع من الناس إلى السيارة، من قبل الرجال والنساء المشاركين بالجريمة. لم يقم أحد بالتدخل لمجرد انه قال زوجتي:      ذلك يعني ان بمقدرة أي رجل ان يخطف فتاة من الشارع بمجرد ادعاءه انها زوجته، وبمعنى اخر ان العنف ضد المراة في اليمن مشروع ومباح ما دام انه بعقد شرعي.

 

وفي السياق قال محمد وهيب، الناشط الحقوقي: حين تختطف لميس أمام العامة بحجة أنها زوجته ولا يتدخل أحد، هذا دليل قاطع على وجود هناك خطأ كبير في عاداتنا وتقاليدنا يحتاج إلى مراجعه عاجلة.

 وشدد محمد: على ضرورة تحويل قضية مقتل لميس إلى قضية رأي عام، ليتم محاسبة المجرمين وفق القانون.

 

 

لميس ليست الضحية الأولى

تقول انتصار: استغرب من هذا السكوت المشين، لميس لم تكن الضحية الأولى هناك كثير قبلها وتم السكوت. والان اذا تم السكوت مرة أخرى سيكون هناك ضحايا كثيرون.

ودعت لميس: كل أطياف الشعب باختلافاته قائلة: قد تفرقنا السياسة والأحزاب والجماعات لكن لابد ان نجتمع اليوم لأجل الإنسانية، حرام حق لميس يذهب هكذا، وهذه رسالتي لكم.

 

وتابعت: الصمت لا يجدي، كانسان يجب ان لا تصمت عن هذه الجريمة، على الجميع ان يحرك قلبه قبل ان يتحول إلى حجروينصف الحق.

وقال الباحث الاجتماعي ن.م :

المعنى حسب فهمي دون مشاهدة، ان كلمة هذه زوجتي تضع الآخرين في مقارنة مباشرة لعلاقتهم بهذه المرأة ، ليجدوا نفسهم ابعد عنها من زوجها وان زوجها ارحم واشرف لها من تدخل الغرباء، في خلاف الأهل يتدخلوا فيه بأقصى درجات من الحذر حتى لا يجرحوا قدسية العلاقة الزوجية.

 

وتابع: إن تدخل المجتمع بشكل سافر سيكون مدمر للعلاقة الدائمة بين الزوجين، ولأن الخلافات شيء عابر والدائم هو الود، فترك العابر لحفظ الدائم شيء محمود والتدخل من الناس في الشارع بشكل فج سيدمر مستقبل الأسرة ولا يمكن ان يكون الاستثناء قاعدة او مسوغ لتدخل الغرباء باختلاف دوافعهم.

 

 

قضية رأي عام

 هذه قضية رأي عام لا يجب السكوت عنها، مهما كانت الظروف التي تمر بها البلاد، لميس ابنة اليمن بأكمله، لميس تقتل في كل دقيقة نصمت بها عن هذه الأفعال الا إنسانية. ان كانت قلوب الجناة قد ماتت، لا يجب على قلوبنا ان تموت، ولا شيء قاتل كالصمت. الصمت عن مثل هذه الجرائم ، جريمة أخرى.