آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-12:58ص

ملفات وتحقيقات


استطلاع:خريجو جامعات عدن يتناسون تخصصاتهم العلمية بحثاً عن لقمة عيش

الأربعاء - 18 يوليه 2018 - 05:19 م بتوقيت عدن

استطلاع:خريجو جامعات عدن يتناسون تخصصاتهم العلمية بحثاً عن لقمة عيش

عدن (عدن الغد)تقرير: عبد اللطيف سالمين

في ظل الانتشار الواسع والمخيف للبطالة بين أوساط خريجي الجامعات في عدن، لجأ البعض للقبول بما دون الحد الأدنى للسلم الوظيفي لتلبية متطلبات حياتهم اليومية.

وبعد سنين طويلة من الدراسة في تخصصات معينة، انتهى المطاف بغالبيتهم للرضوخ للواقع والعمل بوظائف لا تليق بمستواهم التعليمي، ولا تكافئهم على الكد والتعب الذي قاموا ببدله كل تلك السنين. بعيداً كل البعد عن مؤهلاتهم وتخصصاتهم العلمية.

 

ويرى البعض أن السبب يعود إلى عدم التكافؤ بين ما تنتجه الجامعات وما يحتاجه سوق العمل.وان في ظل الظروف الراهنة. يحتاج  الأمر الانتظار لعقد من الزمن وربما أكثر  للحصول على فرصة عمل في مجال التخصص.

تناسى الكثير من الشباب تخصصاتهم الجامعية وأجبرتهم الظروف المعيشية الصعبة للقبول بوظائف لا تحتاج حتى لشهادة في الثانوية العامة للعمل بها.

 

خريجو جامعات عدن بين خيبة الواقع وانعدام الفرص

 

 

سنين كثيرة مرت وسنين أخرى تمر،لا يتحقق فيها اقل حقوق ومطالب الشباب في توفير فرص العمل ويبدو اليوم أن فرص تحقيق ذلك باتت مستحيلة في ظل التدهور الاقتصادي الذي تمر به المدينة في الشهور الأخيرة.

أصبحت مدينة عدن تعاني في زيادة ملحوظة وكبيرة  في معدلات البطالة بين  أوساط الشباب الجامعين.

 

 لا يكاد يتخرج المرء حتى يجد نفسه بين معضلة كبرى، لإيجاد وظيفة تعيله وتعينه في مواصلة مشوار الحياة.

 

تقول منى علي:خريجة كلية الهندسة، وهي معلمة مادة التربية الإسلامية في مدرسة أهلية.

بعد سنين كثيرة من التعب والسهر والدراسة، تخرجت على خيبة الواقع، مكث في المنزل سنتين لم اترك باب إلى وطرقته بحثا عن عمل، ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل، لألجئ أخيرا إلى العمل كمعلمة في مدرسة خاصة، براتب شهري لا يتعدى أو يصل إلى  100 دولار.

وتابعت: لابد على الانسان ان يكون مرن طالما يعيش في هذه المدينة والى لمات من الهم.

وأضافت: العمل ولو في تخصص ليس بمجالك أفضل بكثير من الجلوس في المنزل.

وأكدت منى: على أنها ما زالت تحلم بالعمل بمجال تحبه وأفنت سنين كثيرة من حياتها لدراسته. مشيرة على :ان هذه السنين التي تقضيها في عمل أخر هي الطريق للوصول إلى عمل ترغب به في نهاية المطاف يحترم مؤهلاتها العلمية. محارب لا أقل.

 

الإذلال الوظيفي للمؤسسات الخاصة

 

 

تقول : رقية  فارس وهي من خريجات كلية التربية قسم الانجليزي، وتعمل   في مجال التصوير الفوتوغرافي.

 عقب تخرجي من الجامعة مباشرة, كنت في أوج مراحل الحماس للخوض في العمل كمعلمة حبا لهذه الوظيفة السامية. عملت في أول سنوات تخرجي كمعلمة لغة في احد المدارس الخاصة في منطقتي, كنت معلمة لخمس مراحل دراسية, وبراتب شهري لا يتعدى ال23 ألف ريال يمني كان الأمر أشبه بالكابوس الجميل الذي تفيق منه على واقع سوداوي بحت, لم استطع الاستمرار فيه لأكثر من نصف عام.

وتابعت: حاولت فيما بعد التقديم في احد المدارس الكبرى المعروفة برواتبها الكبيرة، لكن وجدت نفسي رغم ذلك أعيش في نفس الدوامة من ناحية استنفاذ الجهد بغير وجه حق.

 وأضافت: الآن, وبعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات من تخرجي, ابتعدت كل البعد عن مجال تخصصي وحاولت بهذه السنين البحث عن عمل أقوم به بكل حب وفن، بعيدا عن,  الإذلال الوظيفي للمؤسسات الخاصة وهو ما وجدته في عمل بمجال التصوير الفوتوغرافي.

عزوف المؤسسات عن قبول خريجي التخصصات الأدبية

يرى مهند ناصر : ان المؤسسات لا تقبل خريجي الجامعة من الأقسام الأدبية ، وجميع المحاولات تقابل بالرفض القاطع لعدم وجود أي توافق بين تخصصه والوظائف الشاغرة على حد قولهم.

 وقال ناصر سالم: تخرجت قبل أربع سنوات من أحدى التخصصات الأدبية بتقدير جيد وقمت بالبحث عن العمل في كثير من المؤسسات  والمرافق الحكومية والأهلية. ولم أجد أي وظيفة حتى الآن وكل وظائف القطاع الخاص أصبحت معدومة.

وتابع: تخليت عن رغبتي في العمل في مجال تخصصي واتجهت للعمل في مجال المبيعات، وان لم يكن بذلك الشغل الوفير إلا انه أفضل من كل الرفض الذي نواجهه