آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-11:27ص

ملفات وتحقيقات


استطلاع :غلاء المهور ينتج عنوسة الفتيات و عزوف الشباب عن الزواج

الثلاثاء - 17 يوليه 2018 - 12:21 م بتوقيت عدن

استطلاع :غلاء المهور ينتج عنوسة الفتيات و عزوف الشباب عن الزواج
صورة تعبيرية

عدن (عدن الغد)خاص:

 دخلت على المجتمع العدني مؤخرا الكثير من الظواهر السلبية التي تتجاوز حدود المغالاة في طلبات الزواج الكثير وارتفاع المهر واسعار السكن إضافة إلى ارتفاع أسعار الذهب في السوق التي أكثرت بشكل كبير على الشباب وارتفاع معدلات البطالة والتضخم وعدم قدرة الشباب على استيفاء جميع الأشياء المطلوبة ، منهم في مقتبل عمره جميعها أمور أدت إلى عزوف الكثير من لشباب عن الزواج‏.

 

 

وبات حال لسان الشباب العدني يتردد كثيرا في دواوين القات عن الزواج وغلاء المهور الذين يعانون منه بسبب جشع آباء الفتيات وفرض المزيد من الشروط التي قصمت ظهر الشباب واثقلت كاهلهم والتي قد تؤدي الى عزوف الشباب والتوجه لجماعات إرهابية وذلك لعدم استطاعتهم بناء أسرة في مجتمع تقليدي يتبع منهجية التباهي على حساب الدين.

 

ولأن العزوبية وارتفاع تكاليف الزواج أصبحت ظاهرة تستحق التوقف عندها لدراستها وإيجاد الحلول المناسبة لها، كان للفرات اللقاءات التالية مع مجموعة شباب وفتيات لم يتزوجوا بعد فتحدثوا عن أسباب تأخر الزواج :‏

 

 

استطلاع/سامية المنصوري

 

 

عادات وتقاليد مسلطة على مجتمعنا

 

يقول مجدي ثابت : في الوقت الذي يشجع فيه المجتمع على الزواج من المواطنات نجد من يتشدد في متطلبات الزواج من قبل بعض الأسر.‏

 

وأضاف: المسألة لا تعدو كونها عملية قبول أو رفض من أهل العروس كما حددتها شريعتنا الإسلامية ولا أرى أي أسباب شرعية أو منطقية تجيز بأي حال من الأحوال ما يحدث الآن، مشيراً إلى أن ذلك مخالف تماماً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه”، وعن أوضاع بعض الأعراس التي تتم في عدن .

 

 واشار  ان : هناك عادات وتقاليد غريبة مسلطة على مجتمعنا وإلا فما معنى أن تبعثر الأموال يميناً ويساراً على أمور غير مجدية إطلاقاً، والمحصلة في النهاية ديون على عاتق الزوج لا طاقة له بها أصلاً.‏

 

ارتفاع الدولار زاد نسبة العنوسة

 

تقول ارزاق عصام وهي سكرتيرة في مؤسسة البيئة والقانون " ان الأسباب الرئيسية لنفور الشباب عن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة هو ارتفاع الدولار وبتالي يرتفع بعدة مباشرةً الذهب ، وهذا ما مايجعل الشباب يقفون مكتوفي الايدي بسبب الاوضاع الراهنة الذي تمر بها البلاد.

 

وتضيف ارزاق ان السبب الاخر ان الاهالي لايراعون ظروف الشباب ويضغطوا عليهم بمهور فوق طاقتهم مثل الـ (مليون وفوق المليون ) وهذا مايجعل الشباب عاجزون تماماً .

 

 

العمل بمعيار الدين والأخلاق

 

تقول سبأ السيد وهي مرشدة نفسية  " ان الحل لمشكلة العنوسة يتمثل في التوحد على القواعد الشرعية وعدم الوقوف على معايير مادية جامدة، مؤكدة أن الدين الإسلامي ينظر من ناحية التيسير في كل الأمور".

 

وأشارت المرشدة "سبأ السيد"  أنه لا يوجد حد أعلى أو أدنى للمهور , مضيفتاً “ان هناك ما يسمى مهر المثل وهو المهر الواجب للزوجة بحكم الواقع الاجتماعي”.

 

وتوافق "سبأ السيد" الفتاة ارزاق عاصم " أن على الأهل أن يرعوا ظروف الشباب اليوم لضمانهم حقوق ابنتهم المالية فالمتطلبات كثيرة والظروف صعبة والى ضرورة التماس ظروف الآخرين وعدم التضييق على الخاطب .

 

ودعت المرشدة إلى ضرورة العمل بمعيار” الدين والأخلاق ” مثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم ” إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ” دون الإخلال بحقوق المخطوبة المالية والاجتماعية .

 

 

التبذير المبالغ فيه

 

قالت هيام سالم  "إن ظاهرة المغالاة في متطلبات الزواج أصبحت متفشية عند الكثير من العائلات، مشيرة إلى أن المبالغ الكبيرة تنفق ببذخ على حفلات الخطوبة و الزواج والمهر والذهب وأغراض العروس من الملابس وغيرها, ناهيكم عن حجز القاعة التي سيقام فيها حفلة الزواج.‏

 

واستطردت قائلة: إذا نظرنا بموضوعية إلى ما يتم إنفاقه من أموال في هذه الأعراس تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي كونها نوعاً من التبذير المبالغ فيه.‏

 

 

التوعية الدينية والاجتماعية

 

يقول الشاب صخر الشامي  " إن معظم الشباب يعانون هذه الأيام من ظاهرة الغلاء في متطلبات الزواج، مشيراً إلى أن الشاب إذا فكر في اتمام مراسم زواجه فعليه في البداية ان يوفر ميزانية ، للوفاء بمطالب أهل العروس، الأمر الذي بات يرهق كاهل المقبلين على الزواج، ويضعهم مرغمين تحت طائلة الديون.

 

 واضاف " أن الظاهرة غريبة ولم تكن معهودة من قبل، ويجب قيام الجهات المسؤولة بالتوعية الدينية والاجتماعية اللازمة، حيث إن التمسك بمثل هذه العادات الدخيلة يعود بأضرار جسيمة على المجتمع .

 

اهلي يتباهون بمهري

 

وتقول زينب احمد :أنا شخصيا لا أريد مهراً, ولا أحب الذهب وقليلاً ما ألبسه فلماذا أثقل كاهل زوج المستقبل بالديون.

 

 واضافت "  ربما أهلي يرفضون قراري وهذا للأسف للتباهي أمام الناس بأن زوج ابنتنا دفع لها مهراً وقدره كذا .

 

 واشارات " على الفتاة أن تساعد زوجها و لا تكثر عليه خصوصا إذا كان في بداية حياته العملية, وهذا حال الكثير من شبابنا اليوم ديون وأقساط لماذا لا تفكر في التوفير حتى يعمرا بيتا سعيدا .

 

من ناحيتها تقول نبيلة عبدالله  " ان التساهل في متطلبات الزواج لا يعني أن العروس رخيصة وإن قيمة الفتاة الحقيقية ليست بقيمة ما يدفع من مهر، أو إعدادات للزواج، إنما قيمتها الحقيقية تتمثل في مدي قدرتها على أن تكون زوجة صالحة وأماً تتحمل مسؤولية أسرة جديدة، وعندما يتساهل الآباء في متطلبات الزواج، فهذا يعني أنها أسرة سوية ترغب في الاستقرار لابنتها فيما بعد.‏

 

وبسبب الظروف التي تمر بها البلد في السنوات الاخيرة فبدلا من أن تعمل الأسر على التخفيف من حدة مشكلات الزواج، نجدها سارت في اتجاه عكسي حيث ارتفاع قيمة المهور ، هذا الأمر دفع بالكثير من الشباب للعزوف عن الزواج ـ ليس عزوفا من أجل العزوف ـ إنما بسبب عدم قدرتهم على توفير متطلبات الزواج المبالغ فيها، والتي هي في أكثر الأحيان تدخل في باب الترف والإسراف ، هذا العزوف ترتب عليه مشكلة اجتماعية أكبر وهي ارتفاع ظاهرة ( العنوسة ) عند الفتيات.