آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


تقرير: من يتحمل تصاعد ظاهرة الغش في الامتحانات؟

الثلاثاء - 17 يوليه 2018 - 12:04 م بتوقيت عدن

تقرير: من يتحمل تصاعد ظاهرة الغش في الامتحانات؟
ارشيفية

عدن (عدن الغد)خاص:

 تقرير:عبد اللطيف سالمين

 

 

 

الغش في الامتحانات، ظاهرة مدمرة وثقافة للتجهيل أصبحت من ضمن اكبر المشاكل في المجال التربوي. ظاهرة انتشرت كالنار في الهشيم في كافة  المراحل والمستويات الدراسية في مدينة عدن.

 

كثيرون تجري هذه الصفة في عروقهم مجرى الدم، أسباب عديدة ساعدت على انتشار هذه الظاهرة وتغللها بين اوساط فئات المستويات الدراسية،

 

لا يقتصر الأمر على التعليم الأساسي والثانوي ليصل إلى التعليم العالي، لذا فأن وجود هذه الظاهرة متأصلة بين طلاب المدارس والجامعات يخفض من مستوى النظام التعليمي ويؤدي إلى انحلال في قيمة التعليم والمؤسسة التعليمية ككل.

 

 

 

وشهدت الامتحانات الوزارية هذا العام  في كلا من عدن وشبوة وتعز انتشار ظاهرة الغش بشكل كبير غش بحلة جديدة  فبعد ان كان الأمر في الماضي يقتصر على الغش من الزملاء او من أوراق تحمل جزء من المنهج،  شهد الغش تطوراً بارزاً في الطريقة ليصل الأمر إلى تسريب كلي لأسئلة الامتحانات والسماح بدخول الجوالات إلى قاعات الامتحان.

 

 

 

تسريب الامتحانات ابتدأ في اكبر المدارس الحكومية وأكثرهم عراقة

 

 

 

في شكوى من بعض الأهالي في مدينة عدن، تم التأكيد لعدن الغد : ان تسريب الامتحانات ابتدأ في اكبر المدارس الحكومية وأكثرهم عراقة.

  وأشار الأهالي إلى أن المدارس النموذجية أيضا  لم تسلم من هذه الظاهرة.

 

 

 

وقال مصدر في وزارة التربية والتعليم أن تسريب أسئلة امتحان الفيزياء كان قبل الامتحان بساعات مما اجبر الوزارة على اتخاذ قرار بإلغاء الامتحان .

 

 

 

وفي السياق: صرح وزير التربية والتعليم د/ عبدا لله لملس: على أن الجهود تجري على قدم وساق في التحقيق في ظاهرة الغش وتسريب الامتحان، وكشف ملابساتها، مشددا: على قرار إلغاء الامتحانات كافة هذا العام إن تكرر الأمر مرة أخرى.

 

 

 

وتعددت الآراء في التعليق حول هذه الحادثة، يرى للمعلم .س.م : أن الأسئلة تم تسريبها يوم الخميس وبعض الطلاب قد تحدث عنها بعد صلاة الجمعة بساعات.

 

وتابع: إن المسئولون في وزارة التربية والتعليم يهربون من المحاسبة ويحمون الفاسدين، الوزارة بكلها تساعد على الغش، كيف تتسرب الأسئلة قبل الامتحان، هل تم التسريب بالفجر والموظفون نيام في بيوتهم. التسريب كان من داخل التربية. لذلك لتغطية ما فعلوه  رموها على الطلبة.

 

 وأضاف لعدن الغد:

 

إذا كانت الأسئلة تسربت قبل ساعات كان يجب ان تتواجد لدى وزارة التربية أسئلة بديلة لمواجهة مثل هذا الموقف.

 

النظام التربوي شريك في ظاهرة الغش

 

وكأن للمواطن احمد سعيد رأي أخر: حيث يرى ان تسريب الأسئلة وان كانت فضيحة كبيرة إلا ان لا فرق هناك  بين تسريبها من عدمه, مشيرا إلى الجهاز التربوي هو المتسبب الأول بمثل هذه الأعمال والمساعد الأول لظاهرة الغش في الامتحانات الوزارية في عدن.

 

 

 

الجميع يشتركون بالمشكلة والحل.

 

يقول الباحث الاجتماعي محمد سالم: على الجميع التكاثف للحد من انتشار هذه الظاهرة، بدءا من الاباء في المنازل، مرورا بالمؤسسة التربوية التعليمية. وان التعمق في المشكلة يوصلنا إلى طريق واحد نشترك جمعينا فيه، لذا علينا التصدي جميعا لهذه الظاهرة.

 

وأضاف محمد لعدن الغد: النظام التعليمي، والحشو الزائد في المناهج ساعد في تفشي هذه الظاهرة، أرى ان المشكلة تحتاج للدراسة من كل الجوانب للحد من انتشارها ومعرفة السلوكيات التي تؤدي للغش.

 

 

 

وطأة الحرب على التعليم والثقافة في اليمن

 

يرى الباحث والكاتب علي محمد زيد خبير اليونسكو في دراسته عن وطأة الحرب على التعليم والثقافة في اليمن : ان الحرب سببت دمار هائل للمنظومة التعليمية في كافة أنحاء اليمن، وأحدثت نزيفا كبيرا في القدرات التربوية. وان التحاق عدد كبير من المعلمين والطلبة بالحرب، وتوقف دفع الرواتب او تأخيرها أدى لانخفاض مستوى النظام التعليمي، ونزف الكفاءات، وتوقف للجهود الساعية لتطوير النظام التعليمي.

 

 

 

ويتابع الكاتب في : انصراف الكثير عن أعطاء الأولوية للتعليم وتركيز تفكيرهم على الحرب، آو تجنب الفقر والمعاناة وتأثر المحتوى التعليمي بكل ذلك من حيث أداء المعلم  واستيعاب الطلبة وإقبالهم على التعليم.

 

ويرى أن الأمر قضى على أمان الامتحانات وقياس القدرات وصعوبة إمكانية القيام بذلك دون وجود معوقات بالمستوى المطلوب والمصداقية اللازمة .

 

الأمر الذي أنعش ظاهرة الغش وأحيانا بقرارات من سلطات ألأمر الواقع، وأصبح من المألوف من الإعفاءات  والإخلال بأنظمة التنافس وتكافؤ الفرص.

 

 

 

 

 

 لذا مما لا شك به و يتضح لنا جلياً أن التعليم يتعرض لدمار كبير على جميع المستويات بسبب هذه الظاهرة. بعد أن كان في العقود الأخيرة يشهد تطورا ملحوظ. و في وقت أصبح التعليم فيه ك واجب لا أكثر، أضحت شهية الطلاب مفتوحة تجاه الغش، باعتباره الوسيلة الوحيدة لخوض غمار الامتحانات.

 

بعد أن أصبح النجاح أمر فارغ دون معنى . صرنا نحتاج  لنجاح اكبر لا يقتصر على بعض الأرقام في الورق، نجاح حقيقي  يصلى إلى نضج في التفكير والاعتماد على النفس واتخاذ القرارات المثلى الصحيحة في جوانب الحياة العلمية والعملية .

 

أن لم يحدث ذلك ،ستظل عجلة النظام التعليمي تنحدر للهاوية عام بعد أخر. وحتى يأتي زمن تكف ظاهرة الغش عن البروز في أوساط المجتمع سنشهد نمو حقيقي لمستوى النظام التعليمي ،  نمواً يزدهر معه كل شيء.