استيقظت صباحا على صوتِ طقطقة على النافذة
فأجبتُ:
من الذي يطرق النافذة ألا ترى أني نائم.
-افتح النافذة أنا الشمس أتيتُ لكي أقول لك صباح الخير و أتيتُ لأعلن عن يوماً جديد
-يوماً جديدا..
ماذا تقصدين..؟!
-نعم...يوم جديد تصحو فيه على أصوات العصافير وتحية جارك (سعيد) الذي أراه كل يوم متذمر لأنه لم يجد من يسلم عليه كل صباح،حتى عصافيرك التي بالشجرة تبدو شاحبة الوجه؛ لأنك لم تعد تسقيها الماء ولا تضع لها الحب
-لا أريد أن أصحى اغربي عن وجهي....!!
عدتُ لأتغطى بلحافي وجسمي يرتجف وعيناي تنهمر دمعا،مازالت -هذه الشمس- تتحدث عن أشياء خيالية مضت من حياتي وذهب معها كل جميل ولن تعود
-صيحت بأعلى صوتي والدمع ينهمر من عينيّ
-أيتها الشمس عن أي أشياء جميلة تتحدثين وقد رحلوا من أحببتهم واحدا تلو الآخر
عن أي أمل وحياة جميلة وقد ودعت من أحب على يدي ودفنتهم
عن أي أمل وأنا أصحو كل صباح للبحث عن عمل ولا أجد وأرى الحسرة في عينيّ أبي، في حديث أمي في كل مرة لا أجد عمل .
-أحدثك عن أشياء جميلة يخبئها لك القدر
-ههه، قلتِ أشياء مخبئة
حسنا،هل تعلمين أن في مدينتي كل شي له ثمن غالي وغالي جدااا.... إلا الإنسان..؟!
لا قيمة له...
-يابني قم من فراشك،انحت أملك وأحلامك على الصخر، ابنِّ أحلاما، لاتستسلم لليأس،
لماذا لاتتعلم مني الصبر؟
فأنا أصحو كل صباح لأنير لكم طريقكم ولا أجد منكم ألا نكران
كم مرة شتمتني لأنك شعرت بالحر..؟!
أجيبني
-صمتُ لبرهة- وماذا علي أن أفعل اخبريني..؟
-قم الآن واغسل وجهك وتناول فطورك مع عائلتك التي هي أغلى مايملك الإنسان وابتسم وعد لحياتك
سلم على العم سعيد
واعطِّ العصافير طعامهم فهم ينتظروك منذ زمن
-حسناا...
صحوتُ من نومي ونفذتُ ماطلبته مني الشمس وارتديتُ قميصا أزرقا وبنطلونا أسودا وخرجت إلى الشارع انظر للشمس فأرى غيمة تشكلت تشبه القلب وكأنها تحييني....
وانطلقتُ ليومي الجديد
شكرا شمس الصباح.
* من مختارعوبل
