آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


(عدن الغد) رصدت معاناة الأهالي .. مناطق عهامة بمسيمير لحج بين مطرقة الاهمال وسندان الحرمان

السبت - 14 يوليه 2018 - 07:32 م بتوقيت عدن

(عدن الغد) رصدت معاناة الأهالي .. مناطق عهامة بمسيمير لحج بين مطرقة الاهمال وسندان الحرمان
صورة لنساء وأطفال من عهامة يحملون بعض المساعدات العلاجية - عدن الغد

(عدن الغد) خاص:

يتكون مركز عهامة في مديرية المسيمير محافظة لحج من عدد من القرى والمناطق المترامية على احضان تلال جبلية متلاصقة حيث يتألف هذا المركز البعيد والنائي عن عاصمة المديرية من القرى التالية : شعابي والمردع والمنكاعة والهكرى والحبيل وملقم والساكن وجول الاثلة وكربة وشعب البير وعرقوب والفرع وجول خضر وركب الخلوة وركب اسعد ومبائه، وجميع هذه القرى يعيش سكانها تحت خط الفقر المدقع وتتلوى من جور الظلم والمعاناة.

صحيفة (عدن الغد) شدت رحالها الى مناطق هذا المركز البعيد والمترامي الاطراف والذي لم يسبق لأي وسيلة اعلامية من قبل الوصول اليه فرغم بعد المسافات ووعورة الطريق من عاصمة المديرية التي تستلزم قطع طريق فرعي وعر ومسافة زمنية تقدر بساعتين من الزمن ذهابا وساعتين ايابا إلا ان (عدن الغد) اصرت الا ان تكون سباقة في هذا العمل الصحفي ويكون لها السبق في تلمس معاناة المواطنين واحتياجاتهم ونقل مطالبهم ونداءاتهم ومناشداتهم للجهات ذات الاختصاص.

 

استطلاع/محمد مرشد عقابي

 

طريق الهلاك

وانت متجه الى قرى عهامة يلزمك القدر على عبور طريق ضيق جدا ووعر  وفيه نتوءات والتواءات ومنحدرات وتعرجات كثيرة جدا هذا الطريق تمر فيه ويقع بين منطقة حلحال التابعة لمديرية الازارق محافظة الضالع وعهامة التابعة للمسيمير محافظة لحج وبحسب رواية الكثير من الاهالي فقد وقعت في هذا المضيق العديد من الحوادث والكوارث وهو عبارة عن ركب (مكان لمرور مياه الامطار) ولكن قام المواطنون وبجهود ذاتية بشق بعض من جهتيه وتوسيعه نوعا ما بحيث يتسع لعبور مركبة واحدة فقط وعند تلاقي اكثر من سيارة في هذا الركب فانها تكون مصيبة ومشكلة كبيرة لان ما في مجال او متسع لعبور احدى المركبتين بجانب الاخرى او حتى العودة للخلف (للوراء) لافساح المجال للمركبة الاخرى بالمرور الامر الذي يستوجب نزول احد الركاب من السيارة لتصفية الخط  قبل العبور في هذا المضيق (الركب) .

حدثنا الاخ المعلم علي خالد العشم وهو شخصية تربوية واجتماعية واعتبارية في عهامة عن معاناة اهالي عهامة من الطريق حيث قال :"في البداية نتقدم بالشكر الجزيل لطاقم صحيفة (عدن الغد) على تجشمهم الصعاب وعناء ووعثاء السفر للوصول الينا وتلمس احوالنا في عهامة وهي المرة الاولى التي تزورنا فيها وسيلة اعلامية تسلط الضوء على ما نعانيه، اما بالنسبة للطريق فانتم بأنفسكم قد لاحظتم صعوبتها ووعورتها خصوصا طريق الركب وهو الشريان الوحيد الذي يمد اهالي عهامة قاطبة بالحياة وهو المنفذ الوحيد الذي من خلاله يستطيع المواطن جلب احتياجاته المعيشية والخدمية والحياتية ولا يوجد طريق اخر نستطيع العبور عليها، وقال :"هذا الطريق شهد العديد من حوادث السير التي كان ضحيتها ولا يزال يتكبدها اهالي عهامة في ظل صمت المسؤولين بالمديرية والمحافظة رغم علمهم بما يعانيه ابناء عهامة بسبب هذه الطريق والتي لا يوجد غيره لقضاء حوائج الناس".

وطالب الاخ علي العشم جميع الجهات المختصة وذات العلاقة بسرعة اصلاح طريق الركب او حتى دعم الاهالي بالمواد الضرورية لإصلاحه والاهالي سوف يتكفلون بالعمل الطوعي لتوسعته وردمه وإصلاحه، مشيرا الى ان المواطن يلاقي الصعوبة في الظروف الطارئة التي يتعرض لها وهو عابر لهذا الطريق المرعب والذي تطلق عليه (طريق الهلاك والموت) خصوصا عند نقل المرضى الذين تستدعي حالتهم وتتطلب ضرورة الاسراع في نقلهم وايصالهم للمستشفيات في المدن لإنقاذ حياتهم وبسبب وعورة الطريق في هذا المكان بالتحديد وهو الركب فان الكثير من الحالات تذهب حياتها ولا توصل الى المستشفى الا وقد فارقت الحياة، بالإضافة الى قيام الكثير من الاهالي بحمل احتياجاتهم على اكتاف الرجال او فوق رؤوس الناس من تحت الركب كالمواد الغذائية وغيرها من ضروريات الحياة وذلك بسبب عدم قدرة السيارة على طلوع وعبور وتجاوز متعرجات هذا النقيل المسمى بطريق (الركب) .

وجدد الاخ علي مطالبته للجهات المعنية بضرورة الالتفات بعين الرحمة والانسانية لأهالي مناطق هذا المركز المنسي والمهمل وضرورة العمل على اصلاح هذه الطريق او عمل مشروع طريق اخر يخدم المواطنين ويسهل من عملية تنقلاتهم لمساعدتهم على قضاء احتياجاتهم واعمالهم.

مختتما حديثه بالشكر الجزيل لصحيفة (عدن الغد)على تحملها لأمانة وصدق المهنة ونقل معاناة ابناء عهامة.

 

وحدة صحية من دون كادر طبي

يوجد في عهامة وحدة صحية بشكل مبنى لكن لا يتوفر فيها العامل الصحي حيث يؤكد الاهالي بان هذه الوحدة الصحية ومنذ انشاءها قبل اكثر من عشر سنوات الى الان لا يتوفر فيها عامل صحي واحد موظف حكومي رسمي وظلت مغلقة الان وقت قريب حيث قامت منظمة الاوتشا عبر جمعية الاصلاح بلحج وبالتنسيق مع مكتب الصحة بالمديرية بتشغيلها بشكل تعاقدي مؤقت لمدة 9 اشهر سوف تنتهي فترة التعاقد بنهاية هذا الشهر شهر يوليو 2018م. مؤكدين بعد شكرهم الجزيل لمنظمة الاوتشا ولجمعية الاصلاح بالمحافظة ولمدير مكتب الصحة بالمدير د.محمد السيد بان تم التعاقد مع ثلاثة عمال هم من ابناء مديرية الازراق محافظة الضالع وليس من ابناء المسيمير وهم عبارة عن مساعد طبي عام وممرض وقابلة وان احدهم تنصل عن العمل ولم يحضر لأداء واجبه في حين بقي الاثنان يؤديان العمل في ايام معينة حددت لهما.

مطالبين هذه المنظمة بالعودة للعمل مجددا وبضرورة استمرارها لكونها وبحسب قولهم خففت الكثير من اعبائهم واستطاعت ان تعالج وتنهي العديد من الاوبئة والامراض التي كانت مستفحلة في مناطقهم ولما قدمته طيلة 9 الاشهر الماضية من خدمات الرعاية الصحية الاولية وخدمات التثقيف والمشورة وخدمات العيادة الطبية المتكاملة وخدمات التحصين ورعاية الام والحوامل والمرضعات والاطفال المصابون بمرض سوء التغذية الحاد الوخيم او المتوسط والتي تندرج تحت اطار مشروع المساعدات متعدد القطاعات الذي تبنته المنظمة عبر الجهة المنفذة جمعية الاصلاح التنموية الخيرية بمحافظة لحج.

كما طالب الاهالي مكتب الصحة بضرورة التواصل مع منظمة الاوتشا وجمعية الاصلاح واقناعهم بالعدول عن قرارهم الذي يقضي على انهاء مشروعهم العلاجي والتغذوي بالمديرية لكونها خففت الكثير من الالام والمعاناة التي يكتوي بها المواطن بمناطق المديرية التي اشتغلت فيها وبخاصة مناطق مركز عهامة.

وقدم اهالي عهامة شكرهم الخالص لمنظمة الاوتشا ممثلة بمنسقها على مستوى المحافظة د.عبير ولكافة القائمين عليها وعامليها على ماقدموه من خدمات انسانية جليلة اسهمت في انتشال الاوضاع الصحية والبيئية في المديرية وعهامة على وجه الخصوص، مناشدين هذه الجهات بضرورة العودة وتمديد مشروعهم العلاجي والتغذوي لما له من اثر كبير في معالجة الكثير من المرضى من كافة شرائح المجتمع والعجزة والمسنين المصابين بالأمراض المزمنة كالضغط والسكر وغيرها من الامراض الشائعة والمعدية والمتفشي والمنتشرة بين اوساط المجتمع وكذا الاطفال المصابين بأمراض  سوء التغذية والنساء والحوامل المصابات بأمراض سوء التغذية، متمنيين عودة منظمة الاوتشا التي خففت بل وانهت حسب قولهم كل معاناتهم واوجاعهم المرضية.

 

صرح تعليمي يعاني من قلة الكادر التربوي

تنتصب في عهامة مدرسة وتقع في قرية الساكن وهي المنطقة التي تتوسط بقية مناطق المركز وبحسب تأكيد المواطنين لا يتوفر العدد الكافي من المعلمين في المدرسة للصفوف ما فوق الصف الرابع والخامس وهو يجعل الكثير من المواطنين لا يدفعون بأبنائهم الى المدرسة لتلقي التعليم حيث لا يوجد في المدرسة سوى اربعة معلمين فقط.

التقينا بالأخوة سالم الاغبر وعبدالفتاح حمادي وخالد سعيد الذي رحبو في مستهل حديثهم بقدوم الصحيفة ثم استعرضوا معاناة ابناء عهامة في جميع الجوانب منها الجانب التعليمي مشيرين الى ان من يريد مواصلة مشواره التعليمي ومستقبله الدراسي من ابناء عهامة فما عليه الا ان يقهر الصعاب ويتخطى عشرات الكيلو مترات سيرا على الاقدام فجر كل يوم للوصول الى احدى مدارس مديرية الازارق لكي يلتحق هناك بالتعليم في الفصول الدراسية التي لا تتوفر في مدرسة عهامة.

مؤكدين بانه بسبب هذه المعضلات والافتقار الى الكادر التعليمي بالمدرسة فقد فضل الكثير من الطلاب مغادرة مقاعد الدراسة بسبب عدم توفر المعلم وكذا المنهج الدراسي وعدم اعتماد صفوف اعدادية في مدرسة عهامة وكذا بعد ووعورة وصعوبة الطريق والمسافة المؤدية لأقرب مدرسة من مدارس مناطق مديرية الازارق الحدودية فقد فضل الطلاب ترك الدراسة والذهاب للعمل في الاراضي الزراعية وخاصة الذهاب الى محافظة الضالع والاشتغال هناك كعمال بالأجر اليومي بمزارع القات حتى يتمكنوا من اعالة اهلهم واسرهم، كما تسببت قلة الكادر التعليمي في المدرسة الى نفور الطلاب خاصة شريحة الفتيات اللاتي يفضل اهلهن تفرغهن لأعمال البيت ورعي الماشية وجلب الحطب والماء على مواصلة الدراسة بسبب الاجتزاء الفصلي الموجود بالمدرسة وعدم قدرتهن على الذهاب الى المناطق البعيدة لغرض مواصلة الدراسة، مستطردين بالقول :بان لهذه الاسباب تتفشى وبشكل غير مسبوق ظاهرة الجهل والامية في عهامة اكثر من غيرها من مناطق المسيمير.

الشيخ قايد سعيد الشيبي شيخ مشائخ قبائل عهامة ابى الا ان يكون له نصيب من الحديث معنا فبعدان سرد لناكل عبارات الثناء والشكر والتقدير على نزول الصحيفة الى عهامة اوضح لنا بالقول :"بان ابناء عهامة غالبيتهم يعانون من الفقر المدقع ويعتمدون اعتمادا كليا على الاغنام وعلى الزراعة لمن توفرت له قطعت ارض زراعية مشيرا بان معاناة ومشاكل وهموم عهامة تحتاج الكثير والكثير من التحقيقات والتقارير والاستبيانات الصحفية وافراد المزيد من الاضواء عليها حتى نستطيع تجميلها وتجميعها وايصالها للمختصين.

مبيننا بان عهامة بحاجة ماسة الى مشاريع اهمها مشروع طريق آمن يربطها بعاصمة المديرية وبمن جاورها حتى يجنبنا ويلات وتعب ووعثاء السفر على الطريق الحالية والتي لا تصلح حتى لسير الحيوانات والحمير ،كما ان عهامة بحاجة ماسة الى مشروع مياه متكامل يضخ الماء لمنازل المواطنين وبما يسهم في التقليل من انتشار الامراض المرتبطة بشرب واستخدام المياه غير الصالحة والتي يعتمد الاهالي في جلبها على الآبار المنتهية والغير صالحة للاستهلاك الآدمي.

واشاد الشيخ قايد سعيد بدور منظمة الاوتشا المانحة والتي قدمت لعهامة عبر منفذها جمعية الاصلاح التنموية والخيرية وبالتنسيق مع مدير الصحة بالمسيمير د.محمد السيد مشروع خدمات تمثل في العديد من الخدمات الصحية والعلاجية والتغذوية ومشروع الاصحاح البيئي، مناشدا القائمين على المنظمة من مانحين ومنفذين ومنسقين وميسرين ومسهلين ضرورة العودة الى عهامة والمناطق المنكوبة الاخرى بالمديرية والتي لاتزال تعاني من اثآر واضرار الحرب والحرمان والمعاناة المستفحلة من قديم الازل ولكونها قد اسهمت بمشروعها الانساني والخيري في انهاء والتخفيف من نسب الكثير من الاوبئة والامراض التي كنا نعاني منها بل كانت مستوطنه في منطقتنا.

وقال الشيخ قايد سعيد :"معظم ابناء عهامة يعانون الفقر ونسبة البطالة بين اوساط الشباب مرتفعة بشكل كبير ونحن ومن على منبر صحيفتنا (عدن الغد) نطالب الجهات المسؤولة بالمديرية والمحافظة بضرورة استيعاب شبابنا في الوظائف الحكومية ومنها وظائف السلك العسكري والامني وذلك للتخفيف من اعباء الاسر الفقيرة ولإيجاد مصادر رزق وعيش لبعض الاسر التي ليس لديها اي وظيفة او مصدر رزق تعيش عليه.

مختتما حديثه بتوجيه الشكر والعرفان لصحيفة (عدن الغد) والقائمين عليها على النزول للمنطقة وتفقد احوالها واتاحة الفرصة لأبناء عهامة للحديث والافصاح عن معاناتهم ومطالبهم عبر صفحاتها.