تقرير: عبدالله جاحب
بعد فترة زمنية ليست بالقصيرة يعود إلى المشهد السياسي مجدداً ويشغل هواجس الشارع " الجنوبي " ويبقي محل ومحط أنظار المتابعين في الشأن السياسي والعسكري بعد ان عمل ضجة ودوشة إعلامية وخلاف ونزاع بين أطياف ومكونات القوى الجنوبية وقال البعض أنه رحل ولن يعود مجدداً ومكوثه وتواجده في عدن للاعداد والتهيئة والمغادرة إلى الساحل الغربي ومعارك " الحديدة " وما ( عدن ) الا محطة عبور ونقطة الانطلاق للقوة التابعة له بعد تجميع فضلات وركام وأكوام وحطام جيش الهالك عمه " صالح ".
طارق في عدن وفي قلب واحضان عاصمة الجنوب والعاصمة المؤقتة للحكومة " الشرعية "عنوان بارز تصدر كل المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الإجتماعي وأصاب الشارع الجنوبي في مقتل بعد وعود وتفاهمات واتفاقات وصفقات ووعود يعود طارق إلى أحضان " عدن " دون خجل او خوف من قوى او أطراف قد تقلق تواجده ومضاجع حضوره.
دهشة وحيرة اصابة الكل والوسط السياسي والشارع الجنوبي عند مشاهدة فيديو تسجيلي لـ" طارق " عفاش يلقي فيه كلمة بين جمع كبير من القوات العسكرية التي تهتف له في إحدى معسكرات العاصمة المؤقتة " عدن " وكانه يخطب ويتحدث في وسط العاصمة " صنعاء " وفي أحد معسكرات الحرس الجمهوري او الأمن المركزي او الكتيبة الخاصة لحراسة الهالك عفاش .
طارق عفاش في صنعاء عفوا في " عدن " ولكن كل الذي أختلف عن تواجده والفرق الإسم فقط ويبدو أن عدن أكثر حفاظاً وأمنا على " طارق " من مسقط رأسه " صنعاء " .
من المسؤول عن تواجد " طارق " في العاصمة " عدن " :-
منذ الوهلة الأولى لـ" ظهور " الفيديو التسجيلي لـ" طارق " عفاش وهو يلقي كلمة في أحد معسكرات محافظة " عدن " حتى عادت مجددا الحرب الإعلامية بين القوي والتكوينات والتشكيلات المتصارعة المتنازعة في المشهد الجنوبي .
كل طرف يحمل الآخر وكل مناصر يشن هجوم على مناصري التيار الآخر وكل قوى تحمل القوى الآخر المسؤولية الكاملة عن تواجد " طارق " في عدن .
ويرى الكثيرون ان المسؤولية تقع ولا تخرج عن ثلاثة أطراف في الجنوب وهي :-
التحالف العربي المتمثل ب " الإمارات " حيث يتهم الكثيرون الإمارات بأنها هي تدعم وتساند وجاءت ب " طارق " إلى الجنوب وإلى عدن على وجه الخصوص وتعمل على تقوية ومساعدته وإسناده بالعتاد والسلاح والمال بهدف ان يكون طرف وورقة لها في الشمال وتطبيق فكرة ومخطط الاحزام الأمني في المناطق الشمالية بعد السيطرة والاستحواذ ويكون طارق هو الأداة لها هناك من أجل كسب تواجد وحضور في تلك المناطق الشمالية .
وهناك من يروج على ان الإمارات تعمل وتعد طارق من أجل الأعداد والتهيئة واستنساخ صالح جديد عسكريا في الشمال والجنوب .
الطرف الآخر الذي يضع عليه الكثيرون أيضا مسؤولية مكوث وتواجد " طارق " في عدن هو المجلس الانتقالي حيث يتهم البعض وأكثرهم من مناصري الحكومة الشرعية المجلس الانتقالي الجنوبي بإسناد وحماية طارق عفاش في عدن وذلك من اتفاقيات وتفاهمات بين المجلس والإمارات كما يقول الكثيرون كون ان المجلس الانتقالي مدعوم ومسنود من الإمارات بشكل كبير وواضح منذ تأسيسه في العام الماضي 2017 م .
وقد اضحى المجلس الانتقالي الجنوبي في نظر مناصرين و المؤيدين الحكومة الشرعية هو المسؤول الأول والأخير عن تواجد طارق في عدن ويعمل على حماية وتسهيل تنقلاته ووصوله بين الحين والآخر .
الطرف الثالث المتهم ب المسؤولية عن تواجد وحضور طارق في عدن هي الحكومة الشرعية كونها هي المخولة دولياً واقليمياً والمسؤولة عن إدارة شؤون البلاد بصفتها " الشرعية " المفوضة داخليا وخارجيا .
ويجب عليها القيام بمهامها من خلال طرد " طارق " عفاش من الاراضي الخاضعة ل سيطرتها والمحررة ومن ضمنها " عدن " كون طارق لم يعترف ب حكومة " هادي " والشرعية الدولية والإقليمية الداخلية والخارجية وظل طارق إلى يوميا هذا لا يعترف الا بشرعية " الهالك " المقتول " صالح " عفاش الأكبر .
وعليه فإن ثلاث قوي تصوب نحوها سهام الإتهام ( الإمارات, الانتقالي , الشرعية) عن مسؤولية تواجد " طارق " عفاش في العاصمة " عدن " وترمي بظلالها على ( الشارع ) الجنوبي الذي يتحمل كل عواقب ذلك التواجد لطارق عفاش في عدن .
لماذا " صمت " الجميع في حضرة ( طارق ) في عدن :-
تواجد طارق في عدن وتنقله بين الحين والآخر والتواجد والحضور في معسكرات محافظة عدن والقاء الكلمات حشود قطيعه التي تملئ معسكرات محافظة عدن وتلقي الصرخة الجمهورية للوحدة المنتهية كل ذلك أمام مسامع وانظار القوى الجنوبية والصمت الذي يخيم عليها دون أي بيان استنكار او شجب او رفض ولو من باب جبر الخاطر لـ" شعب " الجنوب .
ذلك الصمت الذي يجثم على تلك القوى بين الشرعية والانتقالي يصيب الشعب والشارع الجنوبي بالصدمة وخيبة الأمل وينذر بمخطط كارثي قادم وملامح ومعالم صدمة يعد ويرتب لها في قادم الأيام .
وعليه يبقي السؤال المتداول في الوسط السياسي والشارع الجنوبي ما ذلك الصمت والهدوء المخيف من تواجد طارق في عدن ؟!
تواجد طارق " تحدي " أم حقيقة وفرضية امر واقع :-
ظهور طارق في تصوير فيديو وصوتي في محافظة عدن يرى البعض بأنه تحدي جديد لكل الجنوب وليس لطرف على حساب طرف آخر حيث يرى الكثيرون ان ذلك الثبات والهدوء في الكلمة وذلك الجمع في المعسكرات هو تحدي سافر لكل المكونات والتكوينات والتنظيمات والتشكيلات الجنوبية من قبل طارق عفاش ويبرهن على عدم توافق وتشرذم القوي الجنوبية فيما بينها .
بينما يرجح البعض الآخر ويرى ان ظهور وتواجد طارق في عدن حقيقة حتمية وامر واقع فرضته معطيات ومفرزات ونتائج الحرب ورمت به تفاهمات واتفاقيات قوي على حساب قوي وهي الالتزامات دولية واقليمية وتعهدات يجب السير بخطوطها بعيد عن كل الحسابات الوطنية.
وعليه وملخص ما سرد سابقاً هل تواجد طارق عفاش في عدن تحدي ام حقيقة وحتمية وفرضيه الأمر الواقع؟!.