آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-04:58م

ملفات وتحقيقات


الغياب الأمني في تعز كما يراه الناس

الأحد - 24 يونيو 2018 - 06:08 م بتوقيت عدن

الغياب الأمني في تعز كما يراه الناس

تقرير / مكين العوجري

الملف الأمني مازال شائك يقذف حياة الآلاف الى جحيم الموت ، فوضى أمنية شامله تشهدها مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، يتجسد ذلك من خلال إنتشار الجريمة و أعمال تخريبية تزيد من حدة الفوضى، يتمنى أبناء المدينة بشائر تلوح في الأفق بقادم يسوده استقرار مجتمعي، أحداث عبثية تضع أوزارها على كاهل مواطنين يقبعون في سجن كبير قضبانه معاناة تفتك بالأطفال والنساء والشيوخ.

 

فالحديث مع المواطنين عن الوضع الأمني حساس للغاية ومن الصعب الحصل على من تتناول معه حديث الجانب الأمني وإن تحدث لك البعض فيكون بحذر شديد خوف أن يلحق بهم أذى.

 

الاخ/ موسى بشر خريج جامعي، يصف الوضع الأمني في المدينة بانه سيء للغاية، ويعبر عن حالة الخوف والهلع بين أوساط المواطنين نتيجة انتشار الفرق المسلحة و المتطرفة (الإرهابية)، وحسب تعبيره أن اللجنة الأمنية أصبحت مجرد ظاهرة إسمية، ولم تعد إلا أطقم في الشوارع غير قادرة على القيام بالحد الأدنى من واجبها، موسى يعلل ذلك نتيجة المربعات والقوانين الخاصة بالجماعات الملشاوية، والتي غالباً ما تحدث نشوب نزاعات مسلحة تقتل العديد من الأبرياء، وفي نظره أيضاً أن مثل هذه الجماعات من مصلحتها تدهور ملف الأمن و يمكنها عمل المستحيل من أجل بقاء الوضع كما هو عليه، وتستخدمها ورقة أمنية لأهداف سياسية أو للابتزاز والارتزاق .

 

وعن مستقبل المدينة وسلامة قاطنيها يقول موسى بشر، أن وعي المواطنين في تعز هو أمل انتهاء الانهيار الامني، ويتمنى من السلطة المحلية والمحافظ والقوى السياسية ان تتحمل مسؤوليتها اتجاه حياة الناس و إخراج الوحدات العسكرية من المدينة وتسليمها للأمن .

 

عوامل كثيرة تزيد من حدة الفوضى الأمنية في المدينة ومنها ظاهرة التجول بالسلاح وانتشارها في أغلب الأحياء، الاخ/ عبدالله محمد احمد،  يرى أن الأمن ليس بالشكل المطلوب الذي يحافظ على حياة مواطني المدينة، مشيرا إلى أن الجميع متضررا من ظاهرة الغياب الأمني، و تجول المسلحين في شوارع وأزقة المدينة يؤرقه كثيراً، وبألم بالغ يعرج على ارتفاع نسبة الجرائم المختلفة بشكل يومي، مثل الجريمة المنظمة والتي تتمثل في عمليات الاغتيالات و نهب المحلات وخاصة شركات الصرافة، واخرها السطو على صراف الياباني في التحرير الاسفل وسط المدينة.

 

الاخ/ عبدالله محمد حذر السلطة المحلية بالمحافظة والقوى السياسية من مغبة  الانفلات الأمني، و تحدث أيضا عن زيارة نائب رئيس الوزراء السابق/ عبدالعزيز جباري للمدينة ، وذكر أنه خُصص للأمن مبلغ اثنين مليار ريال لتحسين الأمن، ويستغرب عبدالله من عدم تحقيق أي إنجاز أمني رغم حجم المبلغ المقدم له.

 

وتمنى من السلطة المحلية و اللجنة الأمنية وجميع الأطراف التعاون في بسط هيبة الدولة وبسط الأمن والاستقرار في المدينة.

 

ثلاث سنوات شبعنا جوع و خوف

الحاج/ علي راوح الشيباني، يعبر عن إستياءه من الوضع الأمني الذي تعيشه المدينة وتأثيره على وضعه المعيشي، ويمتعض من غياب السلطة المحلية والجهات الأمنية، مقابل حجم الجرائم التي تحصل بين لحظة وأخرى و يرى أن الاغتيالات غالباً ما تحمل طابع تصفيات الحسابات السياسية والشخصية، ومن وجهة نظره ان الجهات الممولة للفوضى في أرجاء المدينة هي شخصيات اعتبارية لها ثقلها في أجهزة السلطة الشرعيه.

 

سكان المدينة الحالمة ضاقت بهم الحياة ذرعا من فضاعة الأحداث التي تفتك باالأبرياء، وهذا ما يؤكده الحاج/ علي، حيث يصف بقائه في المدينة بأنها حياة تحت الإكراه، وبلغة بسيطة يتحدث قائلاً " لا اريد حياة ولا عيشة ، ثلاث سنوات شبعنا خوف و جوع " معللاً ذلك بسبب غياب الأمن والحكومة، وبالمقابل حضور اللصوص وشلل النهب والقتل حسب تعبيره و الذين لا يريدون للحرب والفوضى أن تنتهي حفاظاً على مصادر استرزاقهم.

 

أما الاخ/ معاذ الشرعبي، لديه وجهة نظر مختلفة نوعاً ما، ويقول إن الوضع يختلف من منطقة لأخرى، فإذا استقر في شارع اشتدت الفوضى في شارع اخر ، ويتحدث عن حالة الخوف التي أصابت سكان المدينة على مدى ثلاث سنوات، ويرجع السبب إلى غياب الجهات الأمنية وعدم قيامها بالواجب اتجاه المدنيين، السلطة المحلية واللجنة الأمنية بدورها بادرت بإطلاق حملة أمنية والانتشار في بعض المناطق التي تسيطر عليها جماعات متطرفة وفق توجيهات قيادة السلطة المحلية، وتعتبر هذه خطوة إيجابية رغم كل مايرافق الحملة من ضبابية في التعامل مع العناصر المشبوهة، الا أن هذه الخطوة غير كافية ولا تلبي الحاجة الأمنية للمدينة وابناءها.

 

ويرى معاذ أن المستفيد من نشر الفوضى هي قوى تعيش على وضع منفلت قابل للنهب، حيث تعتمد العصابات المسلحة بدرجة رئيسية في عمليات السطو المسلح على المحلات التجارية، وفرض الاتاوات في كثير من الأسواق الشعبية، ونتيجة لتراجع السلطة المحلية والجهات المعنية في كثير من قرارتها اتجاه حسم الملف الأمني، سخر معاذ الشرعبي من قرارات و دور اللجنة الأمنية التي سرعان ما تنتهي دون أي إنجاز يذكر، الا انه يطالب اللجنة الأمنية والأحزاب السياسية ان تكون جادة في تطبيع الأوضاع الأمنية في المدينة .

 

مستقبل اجتماعي شامل في المحافظة مازال رهينة تكوينات ومسميات مختلفة تقبض  على روح مدينة جميع مواطنوها يرزحون تحت وطأة الفوضى، وبالمقابل  سلطة محلية وجهات أمنية لا تنسجم مع المصلحة العامة للجميع، بدوره المواطن لم يفقد الامل، خاصة في ظل وعود أطلقتها السلطة المحلية واللجنة الأمنية بالمحافظة، فهل ستشهد المدينة تحسن أمني ملحوظ، ام أن اللجنة الأمنية ستكون على موعد مع مزيداً من الفشل، فالأيام القادمة مرأة الجميع لتبين مصداقية الجهات المعنية من عدمه.