آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

أدب وثقافة


"ليلة لم تكن في الحسبان" (قصة قصير)

الثلاثاء - 05 يونيو 2018 - 10:06 م بتوقيت عدن

"ليلة لم تكن في الحسبان" (قصة قصير)

كتب/ خولة عوض

الساعة تشير الى العاشرة مساء...

 لازلتُ أكتب في تلك المذكرة التي تحتوي على الكثير من الخربشات التي أكتبها !

كوب القهوة شبه فارغ ..أريد المزيد ,

أعددتُ كوباً آخر! ولازلت مستمرة في الكتابة .

لم أعد أرى بوضوح وكأنَ غيمة  أمام عيناي ..

 فركتهما ..نعم أصبحت أرى بوضوح الان ..

عدت للكتابة لم يتبقى سوى القليل وسأخلد الى النوم .

 ومابين صراع النوم الذي يطالب بحقه ومابين ثورة الكتابه هكذا كان حالي واستمرت الغيمة الرمادية في الذهاب والإياب أمام عينيّ هي  الأخرى ولكن هذه المرة بشكل اقوى !

 

لحظة .. إنّني أسمع صوتاً

"أبي" ... "أمي" هل أنتما هناك  ؟

لا احد يجيب

"ربما يتهيْأ لي " هكذا بررّت لنبضات قلبي المتسارعة .

 

"الصوت أصبح واضح بشكل اقوى" تكسير الصحون ... صوت حنفية الماء ..

أيعقل أنني نسيت اغلاق حنفية الماء !

 

بخطوات مرتجفة  ... ونبضات قلب متسارعة .. مع تلاوة بعض الآيات القرانية التي أكاد أن أنطقها من شدة الخوف، ذهبت لأكتشف ما الذي يحدث ؟

كلما اقتربتُ من " المطبخ" ازداد الصوت والتكسير ..وحنفية الماء أسمعها بوضوح .. وجسدي يرتجف من الخوف

يا الهي ! ماذا يحدث !

"سأتراجع وسأذهب الى غرفتي وأنام ربما يختفي كل هذا الفيلم( الأكشن) الذي أعيشه" هكذا كنت أقول لنفسي ،

 

ولكن ... لا أعلم من أين أتت لي تلك القوة لتجعلني استجمع قواي المتبقية وأتّجه صوب المطبخ ولأعلم بمصدر الصوت .

فتحتُ باب المطبخ

هل  من أحد هناك ؟

لا مجيب ..

تحركتْ احدى الكراسي الأربعة الموجودة داخل المطبخ

و يا له من موقف ..

خارت قوّاي ..

يا إلهى أريد أن أهرب ..

لا أستطيع ..

قدماي  لا تتحركان ..  

التكسير يزداد، أرى الصحون وهي تتطاير أمامي وتنكسر أرضاً ، الماء يندفع بقوة من الحنفية ويصدر ذاك الصوت المخيف !

الرياح اشتدت دون سابق إنذار ...النوافذ تتضارب ببعضها البعض .. وكأنهنّ في معركة انتقام !

صوت الرياح مخيف جداً وكأنّة صوت امرأة تعسرت ولادتها فلم تلجأ إلّا إلى الصراخ ! أمّا بالنسبة لي  فلازلت لا اقوى على الحراك ... أصبحتُ أصيح بشدة لعلّ أحد ما يسمعني "أبي ..أمي ..أخي " لكن لاجدوى .

وكأنَّ لا أحد يسكن في هذا البيت سواي !

 

وفي ظل كل هذه الأحداث لازلت أحاول الحراك ولكن باتت كل محاولاتي بالفشل ..

فجأة ... إذا بي أرى شخص قادم نحوي ...

ازدادت نبضات قلبي ،زاد صراخي بشدة ...

 ما الذي يحمله بيده ؟...

يا إلهي إنها سكين مغطاة بدماء ...

..ساعدني يا الله

لاتقترب ...أرجوك ...لم افعل بكَ شيء.. اتركني.

لا فائدة...إنه يقترب مني ... يا إلهي لقد دنت نهايتي...

وضع يده على كتفي !

وهو يقول :

"خوله ..بنيتي .. اذهبي وأكملي نومكِ في السرير، فلقد غفوتي على الطاولة وأنتِ تكتبين "

وامسحي كمية العرق التي بوجهك ...فقد يبدو أنكِ رأيتي حلماً ازعجك!

يا إلهي ...الحمدلله ... كنتُ أحلم .

آه  يا أبي ..لم يكن حلماً، بل كابوساً..." تباً للقهوة " !