آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

ملفات وتحقيقات


ما سبب اعتقال القيادي وليد الادريسي .. ومن هي الجهة التي تقف وراء ذلك ؟!

الإثنين - 28 مايو 2018 - 12:19 ص بتوقيت عدن

ما سبب اعتقال القيادي وليد الادريسي .. ومن هي الجهة التي تقف وراء ذلك ؟!

تقرير / ناصر عوض لزرق

مع الساعات الأولى من يوم الأحد الحادي عشر من رمضان المبارك، اقتحمت قوات أمنية بالعاصمة المؤقتة عدن، ساحة الشهداء (16 فبراير) بمديرية المنصورة واعتقلت القيادي في المقاومة الجنوبية وليد الإدريسي وأخر مرافقيه، وذلك بعد اصابته برصاصه طرحته أرضاً .

جاء وقت اعتقال المقاوم وليد الإدريسي بعد أيام من ظهوره في مقطع فيديو من داخل ميناء عدن وهو يكتب شعارات وطنية، قال فيها :"الاحرار يصرخون حينما يصمت الجبناء .. فالجبناء لا يصنعون التاريخ"، واضاف في أخرى :"الجنوب عشق لا ينتهي .. ثوار 16 فبراير الشبابية"، مختتماً تلك الشعارات بالقول :"يسقط الاحتلال الإماراتي".

يعتبر القيادي وليد الإدريسي من القيادات التي شاركت في الحرب الأخيرة التي غزا فيها الحوثيون العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات الجنوبية، حيث كان الإدريسي أحد المقاتلين التابعين للقيادي في الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية الشهيد / أحمد الإدريسي.

رفض الإدريسي الانصياع لدولة الامارات او العمل تحت سلطتها، وانضم إلى كوكبة كبيرة من القيادات في المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي والذين لا تتوافق توجهاتهم مع دولة الامارات، والجنوبيون الذين يوالونها .

يرجح سياسيون وناشطون أن من يقف خلف اعتقال القيادي ادريسي هي جهات أمنية يعملون تحت سلطة الامارات، حيث اشاروا إلى أن الفترة التي تمت فيها اعتقال الإدريسي جاءت بعد أيام من كتابات مناوئة للدور الإماراتي في عدن وبقية المحافظات الجنوبية .. فيما رجح أخرون إلى أن اسباب اعتقاله قد تكون بسبب خلافات مع قيادات أخرى قد تكون منها أمنية .

وصاحب اعتقال الادريسي انفلات الوضع في مديرية المنصورة، حيث خرج شباب 16 فبراير وشباب من مديرية المنصورة وتبادلوا اطلاق النار مع قوية امنية كانت متمركزة في دوار كالتكس، حيث استمرت الاشتباكات فترة طويلة. فيما شهدت ساحة 16 فبراير مساء الأحد احتشاد المئات من الجنوبيين في الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية تتقدمهم قيادات بارزة ترأسها أبو  مشعل الكازمي أدانوا فيه ما تقوم به دولة الامارات من اعتقالات للقيادات الأمنية .

 

اصابة الإدريسي واعتقاله

قال مقربون من القيادي في المقاومة الجنوبية وليد الادريسي أن قوة أمنية اقتحمت ساحة 16 فبراير بمديرية المنصورة مع الساعة الثالثة فجراً ومع الأذان الأول، حيث قامت القوة الأمنية بإطلاق النار عليه واصابته ومن ثم اعتقلته واعتقلت احد مرافقيه .

واضاف المقربون أن الجهة الأمنية التي اقتحمت الساحة اعتقلت الآدريسي ومرافقه واتجهوا به إلى جهة غير معروفة .

 

إدانات اعتقال الإدريسي

لاقت عملية اعتقال وليد الادريسي استياء وسخط شعبي ومجتمعي كبيرين، حيث رجحوا أن هذه خطوة قمعية استخدمها النظام السابق مشيرين إلى القمعية التي كان يقوم بها الأمن المركزي سابقاً، فيما اعتبر قياديات في المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي أن اعتقال الإدريسي ممارسات همجية، مبينين أن ما هكذا تكافئ القيادات الجنوبية، فيما اعتبر الكازمي أن اعتقال الادريسي يستوجب الاحتشاد في ساحة 16 فبراير لوقف مثل هذه الاعمال .

وأدانت قيادات المقاومة الجنوبية هذه الممارسات حيث قال في بيانها :" بيان هام : تعلن قيادة المقاومة الجنوبية، انه حرصاً منها على حقن الدماء بين الإخوة واستجابةً لنداء العقلاء، فإنها قد عملت على احتواء الموقف ووقف الاشتباكات التي تفجرت في مناطق عدة في مديرية المنصورة ، بعد انقضاء المهلة التي حددتها المقاومة لإطلاق سراح القائد في المقاومة الجنوبية وليد الإدريسي ، واستجابةً لمساعي العقلاء ولصوت العقل، فإن المقاومة الجنوبية قد مددت المهلة للإفراج عن القائد المقاوم وليد الإدريسي إلى التاسعة مساءً، فإن لم تتم الاستجابة والإفراج بعد انقضاء المهلة الثانية، فإن قادة المقاومة يحملون التحالف والأمن ووزارة الداخلية أي نتائج أو تطورات سلبية قد تحدث .. كما تهيب قيادة المقاومة بجميع قواها وقادة فصائلها وقطاعاتها إلى التوجه إلى ساحة المنصورة وتكون بأهبة الاستعداد لكل الاحتمالات.. وقبل الختام يود قادة المقاومة إلى التأكيد على أن حرية التعبير مكفولة للجميع ، وأن الثورة الجنوبية التي تفجرت عام 2007 كان من أهم أهدافها الحرية والكرامة وحق التعبير السلمي ، وقد قدمت تضحيات جسام من أجل تثبيت هذا الحق ، أمام جبروت وإرهاب وطغيان دولة الاحتلال اليمني وقواته المدججة بمختلف أنواع وأصناف الأسلحة فانهزمت أمام إرادة شعبنا ودفاعه عن كرامته وحقوقه المشروعة في وطنه، وعلى الجميع أن لا تغيب عن ذهنه كل تلك الحقائق ، فيوقع نفسه في الزلل ويكابر عليه ، وسيتحمل نتائجه.

النصر والعزة لشعبنا ووطننا ومقاومتنا الباسلة.. والوفاء لشهدائنا وجرحانا الذي ضحوا من أجل عزة وكرامة شعبهم ووطنهم.. صادر عن قادة المقاومة الجنوبية عدن 27 مايو 2018".

وقال القيادي في المقاومة الجنوبية العقيد / علي الذيب أبو مشعل الكازمي نائب أول مدير أمن عدن، في إدانته :" نطالب كل الثوار للزحف الى ساحة الشهداء من بعد التاسعة عدن لن تكون ما قبلها .. اطلاق وليد الادريسي مطلب احرار البندقية".

فيما قال القيادي في المقاومة الجنوبية خالد مسعد :" تابعنا التطورات الاخيرة التي حصلت في العاصمة الحبيبة عدن ومنها اقتحام ساحة الشهداء في مديرية المنصورة واعتقال القائد وليد الادريسي بطريقة تعسفية تعيد للأذهان ما كانت تقوم به عصابات الاحتلال اليمني السقاف ومقولة وجرائمها وخاصة في هذه المديرية البطلة الصامدة ، اننا نؤكد اننا الى جانب مقاومتنا واهلنا في عدن ونطالب بسرعة الافراج عن القائد الادريسي فورا ونحمل الجهات المسؤولة نتائج ما تقوم به من اعمال استفزازية ضد اهلنا في عدن والله ولي التوفيق .. صادر عن المناضل / خالد مسعد علي ... حجر-الضالع 27/5/2018م".

كما أدان مجلس الحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب بالعاصمة عدن عملية اعتقال الإدريسي، حيث قالت :" انه من المعيب ان يكافئ المقاومون الجنوبيون بالزج في السجون على ايدي جنوبيين يفترض فيهم الحرص على تمتين اللحمة الجنوبية. ودعا المجلس الى إطلاق سراحه فورا وضبط النفس من كافة الأطراف حرصا على حرمة الدم الجنوبي وتجنبا للفوضى وإقلاق السكينة العامة للمواطن في العاصمة عدن .. عاش الجنوب حرا ابيا شامخا .. والرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار.. صادر عن مجلس الحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب بالعاصمة عدن ٢٧ مايو ٢٠١٨م".

 

احداث خلفها اعتقال الإدريسي

بعد اعتقال المقاوم وليد الادريسي خرج شباب مديرية المنصورة بأسلحتهم إلى ساحة 16 فبراير وتبادلوا اطلاق الرصاص الحي مع القوات الأمنية التي تتمركز في دوار كالتكس بمديرية المنصورة، حيث استمرت هذه الاشتباكات فترة طويلة، بعدها قام شباب المنصورة بقطع الطريق الرئيسي الواصل بين دوار كالتكس ومصنع الغزل والنسيج .

وقامت قوة أمنية باقتحام ساحة 16 فبراير وتبادلت إطلاق النار معهم، حيث كانوا يطالبون بفك سر القيادي وليد الإدريسي.

وقام المحتجون مساء يوم الأحد بإحراق الإطارات على الطريق الرئيسي لمديرية المنصورة ومنعت مرور السيارات تزامناً مع احتشاد ضخم شهدته ساحة 16 فبراير .

 

سخط شعبي

اثار الدور الإماراتي في العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات المحررة سخط شعبي ومجتمعي كبيرين، حيث يبدوا أن التواجد الإماراتي لم يعد يطاق جراء الاعتقالات التعسفية في حق مواطنين وجهات أمنية ومقاومة دون وجه حق، مستغلة حجة محاربة الإرهاب .

غيرت دولة الإمارات عملياتها في اليمن والذي جاء بحجة اعادة الشرعية اليمنية، حيث دخلت الإمارات في مواجهات سياسية وعسكرية مع الحكومية الشرعية سواءً مواجهات مباشرة أو عبر أطراف داخلية تعمل لديها .

شهدت العاصمة المؤقتة عدن شعارات مناوئة للتواجد الإماراتي في اليمن، حيث رأوا أن الإمارات قد تخطت حدها، واصفين تواجدها بـ(الاحتلال)، وعبر محللون وسياسيون غربيون أن التدخل الإماراتي في اليمن جاء من أجل مصالحه في اليمن، حيث تسيطر الإمارات على المناطق الساحلية والمطارات الواقعة في المحافظات المحررة .