آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:15م

أخبار وتقارير


تحليل :هل تغير المزاج الشعبي ضد الإمارات في الجنوب؟

الأحد - 27 مايو 2018 - 05:29 م بتوقيت عدن

تحليل :هل تغير المزاج الشعبي ضد الإمارات في الجنوب؟

عدن ((عدن الغد)) خاص:

تسلط احتجاجات شعبية شهدتها مدينة عدن يوم الأحد وناوئت الوجود الاماراتي في جنوب اليمن الضوء على تغير المزاج الشعبي جنوبا.

وحتى قبل عام كانت الإمارات العربية المتحدة تتمتع بحضور شعبي طيب قبل ان يتبدل الحال سريعا .

سجلت الإمارات اول حضور لها خلال الحرب الأخيرة في مدينة عدن اواخر العام 2015.

ومنذ ذلك الحين تعاظم نفوذ هذه الدولة في مدينة عدن .

وتسبب غياب نفوذ الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس هادي بتعاظم النفوذ الاماراتي في عدن ومحافظات جنوبية عدة .

لقد وجد الاماراتيون انفسهم ولاول مرة في تاريخهم مسئولون عن نصف اليمن ، تولوا إدارة كل شيء ابتدأ من التوجيه باعتقال الاشخاص وصولا إلى التدخل في التعيينات الحكومية وقبولها ام رفضها .

رحب الجنوبيون بداية الأمر بالحضور الاماراتي جنوبا على امل ان الدولة الخليجية ستغير الكثير من وقائع حياتهم جنوبا .

ركزت الإمارات بشكل كبير على الملفات الأمنية واهمها محاربة الإرهاب واغفلت ملفات كثيرة بينها اصلاح قطاع الكهرباء والبنية التحتية وغيرها من الملفات الهامة في البلد الفقير.

وبدأت اولى الشكاوى ضد الإمارات عبر ملف الاعتقالات الذي بدأ انه يذهب بعيدا صوب ممارسة اعتقالات تعسفية بحق  المئات من الاشخاص الذين كانوا يقضون شهورا طويلة في السجون قبل ان ينتهي الأمر بهم إلى افراج مباشر دون توجيه الاتهامات .

ومع استمرار الاعتقالات العشوائية بدأ ان المزاج الشعبي في طريقه للتحول جنوبا ، في حين واصلت الإمارات تسجيل حضورها معتمدة في ذلك على قوات عسكرية دعمتها واسستها .

ذهب الاماراتيون في مواجهة دعوات اصلاح الاختلالات في عمليات الاعتقال والضبط إلى الضغط بقوة ورفع عمليات الاعتقالات .

فجرت الاعتقالات هذه بداية الموجة الاولى من الانتقادات التي بدأت خجولة على مواقع التواصل الاجتماعية لكنها سرعان ما امتدت إلى الشوارع العامة والساحات.

قبل أشهر من اليوم دون مواطنون عبارات مناوئة للامارات في شوارع عدن قبل ان تمتد هذه التدوينات من مديرية خور مكسر التي بدأت فيها إلى مديريات أخرى .

راهنت الإمارات في صراعها مع مناوئيها بعدن ومحافظات جنوبية أخرى على اسلوب القمع وسط واقع مجتمعي فقير وغاضب ومسلح.

لقد كان الأمر كارثيا ولن يصنع أي نجاح ملموس .

يرى انيس البارق وهو كاتب وصحفي من مدينة عدن  ان المراهنة على القمع في مواجهة محاولة الناس التعبير عن ارائهم خيار فاشل .

ويضيف بالقول :" أنا لا أعرف #وليد_الإدريسي معرفة شخصية، كنت أسمع اسمه فقط، ولا أعلم سبب اعتقاله، لكن إن كان اعتقاله بسبب كتابته عبارات مناهضة للوجود الإماراتي في عدن فهذه مشكلة كبيرة جداً.

 

الكتابة على الجدران هي شكل من أشكال التعبير السلمي، المسموح، والذي لا يمنعه أو يحظره أي قانون محلي أو دولي، فإذا كانت بعض التشكيلات الأمنية قد قامت باعتقال الإدريسي بشكل تطوعي ودون توجيهات فهذا يعني أن هذه التشكيلات تؤسس لدولة بوليسية مخيفة قادمة، أما إذا كانت الإدارة الإماراتية هي من وجهت باعتقال الإدريسي فإنه تهور يكشف جهل الإماراتيين بطبيعة الجنوبيين، وربما اعتقادهم بإمكانية إدارة مسائل التعبير والرأي بالطريقة التي تدار بها الإمارات التي يمنع فيها ممارسة السياسة، ويتم فيها إخراس الأصوات المعارضة، ولا يوجد فيها أي رأي مخالف لرأي الدولة.

 

أنا لا أؤيد ما كتبه الإدريسي، ولا أعتبر أن الوجود الإماراتي احتلال، لكني في نفس الوقت لا أؤيد اعتقاله أو اعتقال أي رأي مخالف.

 

 

من جانبه يتهم القيادي الجنوبي عبدالكريم السعدي بان اعتقال الادريسي جريمة قامت بها القوات الإماراتية .

ويضيف الرجل قائلا :"ليس غريبا أن يثور أبناء الجنوب في وجه سلوكيات وتصرفات الحامية العسكرية الإماراتية في عدن، ولاتعد جريمة أن ينتفض شباب الجنوب في وجه الإمارات وأدواتها الجنوبية فالوضع بات يتطلب ذلك وقد حذرنا مرارا وتكرارا منذ العام 2015م وقلنا بأن على الإمارات أن تغير من سياساتها وسلوكها العام في مواجهة أبناء الجنوب مالم فإنها ستجد نفسها في لحظة في مواجهة شعب الجنوب وستكتشف الكذبة الكبرى التي يروج لها البعض من أدواتها(جماعةالدفع المسبق ) بأنهم الموجهون لمزاج الشعب وانهم قد امتلكوا القدرة على توجيهه إلى حيث تريد الإمارات. .!!

 

 

ويتابع قائلا :" وليد الإدريسي ليس الأول ولن يكون الأخير الذي سيثور في وجه الحامية الإماراتية وأدواتها الجنوبية الرخيصة بل ان هناك عشرات الآلاف بل ملايين باتوا غير راضين عن سلوكيات الإمارات الذي خرجت بها عن نطاق مهمتها وحولت عدن إلى قطاع عسكري يخدم تطلعاتها واحلامها وتطلعات وأحلام من يقف خلفها على المستوى الدولي ! !

 

أننا ونحن نرفض الفوضى المسيطرة على المشهد في ارضنا عدن والجنوب عامة نطالب بضرورة عودة مؤسسات الدولة ونؤكد أن عدو الجنوب وقضيته اليوم هو من يقف عائقا أمام عودة تلك المؤسسات ، وندين وبشدة اختطاف الشاب وليد الإدريسي وغيره من شباب ورجال ونساء الجنوب الذين يقبعون اليوم في سجون الحامية الإماراتية وأدواتها ومرتزقتها في الجنوب ونطالب بالإفراج الفوري عن الإدريسي وكل أبناء الجنوب والكف عن السياسات الطائشة التي لن تقود إلا إلى المزيد من الفوضى التي لن تقتصر على عدن والجنوب فقط !