غربة غريبة تهت فيها يازمن! -قصيدة

لك يا عدن حنيت وأشواقي تحن
ما حنت النوبة على زهر الربيع
كلما ذكرتك سال دمعي علوجن
أنساك كيف أنساك يالحصن المنيع
يا مرتع أيامي وحبي والسكن
أظنتني الغربة بعادك لا أطيق
في خور مكسر والمعلا لي وطن
وفي كريتر موطن الحسن البديع
أرض البريقا حيث مرساة السفن
مأوى الظباء والريم والهام الرفيع
في صيرة الأمواج تشكو للزمن
من ما فعل عفاش واحفاش القطيع
قهري على حورية البحر الفنن
الخوف خيم في ربا صيرة فضيع
كانت جميلة من دخل فيها أمن
واليوم تسكنها الفجائع كالبقيع
غيوم سوداء في سماها والمزن
والعاصفة هوجا وموج البحر زيع
شكيت لك يارب أنا بشكي لمن ؟
من العدو والخصم والنسر الفريع
ظلمة ظليمة في بلادي ليل جنّ
أحترت أميّز بين خصمي والصديق
تبا لمن باعك ومن شل الثمن
ومن أضاع العاصمة ضاعت وضيع
يا لله لطفك تفرّج الهم والحزن
رحماك غثنا منك الغيث السريع
ياعالم الأسرار وحدك والعلن
عالم بحالي كيف والقلب الوجيع
لك يا عدن حنيت من بين المتن
كما تحن النوب عل الزهرالينيع
يا ليت شعري إنّ أعيّد في عدن
خذني معك يا طير علجنح السريع
لساحل العشاق والوجه الحسن
للحورية بالبحر والجعد النسيع
من بعد تحرير المدينة قلت دن
الخير لكني تذوقت المرارة والنقيع
دام الوجع بالرأس ما صح البدن
يا رب تشفي كل من رأسه وجيع
يا قمري البانة على الأغصان غن
عدن عدن حرة وميناءها وسيع
الليل دن الليل دن الليل دن
متى يبان الفجر والخيط الشفيق
من ما بيده حبل كيف يستهن
دلوه يطلع ماء من البئر العميق
غربة غريبة تهت فيها يا زمن
تاهت قوافلنا وضيعنا الطريق
ما أرضى أنا عيش المذلة والهون
مغدور من قربي وجاري والشقيق
يا رب فرّج همنا تطفئ الفتن
اللطف منك مولى البيت العتيق
قادر عظيم الشأن أنت المستهن
تعزّ عبدك للدعاء وحدك سميع

قاسم المحبشي
٢٥ مايو ٢٠١٨
من مكان ما