آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

ملفات وتحقيقات


الساحل الغربي للقوات الجنوبية .. جبهة استنزاف أم وجود؟

الأربعاء - 09 مايو 2018 - 03:09 م بتوقيت عدن

الساحل الغربي للقوات الجنوبية .. جبهة استنزاف أم وجود؟

تقرير/عبدالله جاحب

 

الساحل الغربي مفتاح الوصول إلى اهم المحافظات الشمالية وأكثر الجبهات شراسة وقوة وأستبسال من جانب " الانقلابيين " الزاج بالقوات الجنوبية او الشباب الجنوبي في تلك المعركة تعد معادلة تحمل في طياتها الكثير من الخفايا والأسرار السياسية والعسكرية, حيث عملت قوات التحالف العربي على إقحام القوات الجنوبية صوب خطوط التماس والتوغل في حرب شرسة مع " الحوثيين " في جبهات الساحل الغربي ووصولاً إلى حسم معارك الشمال بالنيابة عن القوات الشمالية القابعة بين التباب وفي احضان وكنف محافظة " مارب " .

معادلة تحمل معها الكثير من الخبث والمكر السياسي والعسكري وترمي بالقوات الجنوبية الى جب " المحرقة " .

يرى الكثير من المحللين السياسيين المتخصصين في الشأن " اليمني " ان الدفع بالقوات الجنوبية المتمثلة بالمقاومة الجنوبية لها أبعاد وغايات لا تخدم الجنوبيين ولا تفيد مشروعهم مهما كانت المبررات والشماعات التى يتغني على إيقاع اوتارها الكثير من القيادات العسكرية ليلاً نهار في سبيل جذب تلك الطاقات الشبابية الجنوبية وإقحامها في جبهات القتال في الساحل الغربي, وان إقحام المقاتلين الجنوبيين في جبهات القتال في الجبهات الشمالية وبالتحديد في معارك الساحل الغربي تعتبر بمثابة استنزاف وإضعاف القوات الجنوبية وإدخالها في نفق مظلم من أجل مكاسب وأطماع ليست من مصالحها وأهدافها لا من بعيد ولا من قريب .

كما يروا ان دخول القوات الجنوبية في خط المواجهات في جبهات الشمال " الساحل الغربي " بعد تحرير المحافظات ليس له مبرر او هدف يصب في صالح الجنوب " إطلاقا " حيث انه يخدم أطراف وقوي مضادة ومعادية للجنوب والقضية الجنوبية, محرقة وقودها وحطبها ( سياسي - عسكري ) القوات الجنوبية من خيرات شباب المقاومة الجنوبية الذي يتم الزج بهم في معارك لا ناقة سياسة لهم وجمل ونصر عسكري .

الساحل الغربي او محرقة الجنوبيون كما يطلق عليها الكثير من النقاد والمتابعين والمحللون العسكرين تعمل على استنزاف وحرق الأسس والبناء المستقبلي للجيش الجنوبي .

 

يخوض الجنوبين معارك شرسة في سبيل تثبت وإرساء قوي شمالية إلى مقاعد " الحسم " وايصالها إلى أبواب واسوار العاصمة اليمنية " صنعاء " .

تلك المعارك لا تخدم سوى فصيل واتجاه وقوى سياسية وعسكرية شمالية بوقود وحطب القوات الجنوبية في جبهات القتال .

 

استنزاف واضح للعيان ولايخفي على أي متابع بسيط للقوات الجنوبية ومحرقه وفخ للقوات الجنوبية يعد وفقا لأهداف وأطماع وغايات بعيدة المدى تهدف الى كبح وكسر الأسس والبناء الأساسية للقوات الجنوبية وإضعاف تكوينها وارهقها واستنزاف مخزونها وقوتها ( البشرية) في محرقة نصبت وتم إعدادها تعمل بوقود وحطب القوات الجنوبية .

 

إذن هل يحمل إقحام القوات الجنوبية في معارك الساحل الغربي والتوغل الى اكبر محافظات الشمال وأكثرها شراسة وقوة وسخونة في المعارك غير احد الخيارين :-

استنزاف وإضعاف وإرهاق وكبح وتدمير البناء والأسس لمقومات وتكوين البنية التحتية الصحيحة للجيش الجنوبي في المستقبل القريب وأبعاده عن الهدف الرئيسي وإضعاف قواه.

 

او محرقة دولية تهدف إلى غايات وأطماع وأهداف بعيدة المدى ولا تلمس الواقع الجنوبي ومتغيرات وأحداث الساحة الجنوبية لا من بعيد او قريب .

 

ما دور الحرس الجمهوري وقوات طارق :-

 

بعد مقتل " صالح " وهروب " طارق " إلى احضان التحالف وفتح العاصمة " عدن " لتجميع وأعداد وتهيئة جحافل وبقايا واكووم وركام الحرس الجمهوري وبدعم وإسناد سخى ماديا وعسكريا , سياسيا , لم يشهد له مثيل من قبل قوات التحالف العربي وخاصة " الإمارات " وبعد حالة من الاسترخاء والخروج من الحالة " النفسية " التى إصابة تلك الجحافل جرى التنكيل والسحل والقتل والاعتقال في شوارع وازاقه " صنعاء " .

تم أرسل تلك القوة عبر مواني عدن إلى مناطق الساحل الغربي وبقوة من العتاد الضخم من المعدات العسكرية الحديثة وبدعم مادي كبير حيث يتقضى جنود " طارق " مابين 2000 ريال سعودي للجندي وخلاف صرفة يوميه تفوق 3000 الف ريال وأعداد معسكر في مديرية الخوخة على طراز عالي من التجهيزات القتالية وتوفير الحماية اللازمة لتلك القوة في داخل ذلك المعسكر .

 

وبعد كل ذلك من الأعداد والتهيئة والدعم المادي والعسكري والغطاء السياسي والدبلوماسي ما دور تلك القوي في معارك الساحل الغربي وما الفائدة التى يجنيها التحالف العربي " وخاصة الإمارات " من تلك القوة غير الخسائر المادية والاستنزاف والاسترزاق .

حيث ان كل المعارك تخوضها قوات جنوبية وكل الضحايا من القتلي والجرحى من الجانب الجنوبي .

وعملية التقدم والسيطرة والاستحواذ على المواقع العسكرية في تلك الجبهات وكل ذلك النصر من صنع القوات الجنوبية.

وبين كل ذلك يبقي السؤال الأهم ويطرح على طاولة التحالف العربي وخاصة دولة الإمارات ما الجدوى من تلك القوات وماهي المكاسب المرجوة من تلك الجحافل وما دورها في معارك الساحل الغربي ؟!!

حيث يتضح ان دوله الإمارات وقوى " طارق " كالذي يستجير بالغارق من الغرق العسكري والسياسي وكالذي يعمل على بناء قصر من الرمال . 

 

ما ثمن معارك الساحل الغربي :-

 

قوافل تقدمها المقاومة الجنوبية بشكل شبه يومي من الشهداء والجرحى والأسرى في معارك الساحل الغربي والعمق الشمالي في جبهات وحدود بعيدة كل البعد عن مواقع وحدود وخطوط التماس للاراضي الجنوبية .

تشييع العاصمة " عدن " المئات من الشهداء وتحمل الجنائز على الأكتاف وتدرف الدموع في منازل وبيوت الجنوب في كل لحظه وحين .

 

ما الهدف من ذلك وما الفائدة المرجوه من خوض غمار وحرب ضروس لا ناقة ولا جمل جنوبي فيها , وماذا ستجنى تلك القيادات من دفع الألف من الشباب الى جبهات الشمال والساحل الغربي غير تشييع ودموع واستنزاف لتلك الطاقات الشبابية والزج بها الى المحرقة.

ماثمن تلك الحماقات وما فائدة تلك المراهقات وما ثمار ذلك التهور العسكري والسياسي الى معارك لا تخدم الجنوب وقضيته .

 

نبحث عن ثمن لتلك التضحيات التى تقدم في سبيل إرساء وتثبت قواعد والآليات النصر الشمالي .

وما مبرر تلك الدماء التى تسفك خارج إطار ومحيط وحدود الجنوب سوى وصول القيادات الشمالية العفاشية , إلى كرسي وأسوار وأبواب صنعاء بفاتورة ووقود وحطب المقاومة الجنوبية .

 

ما ثمن معارك الساحل الغربي سوى حماقات ومراهقات القيادات الجنوبية . !! .

 

معارك الساحل الغربي وجبهات الشمال ناقة " طارق " وجمل " الإمارات " :-

 

المتابع والمتفحص لمجريات الأمور في معارك الساحل الغربي الذي يخوض غمارها بنسبة 80% المقاومة الجنوبية وقد يصل إلى أكثر من ذلك .

سيجد أن النفع الأول في حالة حسم المعارك والوصول إلى اكبر محافظات الشمال ( الحديدة- تعز ) يصب لصالح طرفين هما التحالف العربي والمتمثل بالإمارات وقوات طارق عفاش المتمثلة من بقايا الحرس الجمهوري  وفي حالة تحقيق تلك الأهداف قد تجني بظلالها على الشطر الجنوبي بطريقة سلبية وليست إيجابية وقديثبت ذلك قادم الأحداث والمتغيرات كونها قد تفرض معطيات بعيده عن أهداف ومطالب الجنوبيين حيث إعادة " طارق " إلى المشهد السياسي والعسكري لم يكن من محاسن الصدف ولكن بناء على أبعاد وغايات ورغبات وأسس معد لها دولياً واقليمياً , لم ولن يستطيع الجنوب استيعابها أو تفادى حدوثها اذا وقعت او تدارك حصولها اذا استمر الوضع الحاصل على ماهو عليه .

والشيء المهم في تلك والنقطة التى قد يغض البعض الطرف عنها ويحاول تجاهلها هي إيصال " طارق " إلى أبواب واسوار " النصر " قد يفرض معادلة جديدة ومعطيات يفرضها الرجل على التحالف قبل الجنوب ولا يستطيع بعد ذلك أحد إدراكها خوف من الرجوع الى نقطة الصفر من قوي التحالف .

 

ولذلك يجب يعلم الجميع ان معارك الساحل الغربي هي عبارة فائدة ومكاسب يتقاسمها طرفين بين " ناقة " وجمل " فقد كانت الناقة من نصيب التحالف وهي إزاحة الحوثي وهذا مايبحث عنه التحالف .

والجمل من نصيب " طارق " حيث إعادته الى الواجهة والمشهد السياسي وذلك مكسب بحد ذاته واخذ الثأر لعفاش الكبير " صالح " ومسك زمام الأمور سياسي وعسكري وفرض معطيات جديدة في قادم الأيام .