آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-08:50م

ملفات وتحقيقات


قراءة سياسية: دعوة الانتقالي للحوار متأخرة ام فتح قنوات حوار مغلقة؟!

السبت - 05 مايو 2018 - 08:49 م بتوقيت عدن

قراءة سياسية: دعوة الانتقالي للحوار متأخرة ام فتح قنوات حوار مغلقة؟!

كتب/عبدالله حاجب

 

في إعلان عدن التاريخ ومرور عام على تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي وفي خطوة أعتبره البعض بأنها إيجابية وفي الإتجاه الصحيح نحو تعديل بعض عثرات المجلس الانتقالي الذي صاحبت عملة طيلة " عام " كامل, صرح رئيس المجلس الانتقالي ودعا كل القوي السياسية الجنوبية والقيادات والشخصيات التى لم تنطوي على تحت سقف ومظله المجلس الانتقالي إلى حوار شامل يفضي إلى كسر حاجز الجفاء السياسي والتناثر والتباعد بين تلك القوى والمجلس الانتقالي .

وقد دعاء عيدروس الزبيدي الكيانات والتكوينات الجنوبية السياسية الى حوار سوف يتكفل به المجلس ويحدد وقته وزمانه .

وقدقدم الزبيدي  الدعوة دون تحديد جهات او تكوينات حزبية او سياسية بعينه، و رأى البعض أنها دعوة متأخرة ويجب ان تكون منذ وقت سابق حيث يعاني المجلس الانتقالي من خاصية عدم الانفتاح على المكونات السياسية وعدم قبول الآخر حسب وصف العديد من القوى السياسية والقيادات والشخصيات ومكونات التحرير والاستقلال حيث إتهام المجلس الانتقالي با إغلاق قنوات الحوار على تلك القوى وحشر نفسه في زاوية مغلقة ومنحصره في. إتجاهات معينة بعيدا عن تلك القوى التى تعتبر نفسها انها اقصت وتم تهميشها من قبل المجلس الانتقالي .

وقد رأى عدد من السياسيين والمحللون أن الدعوة جاءت متأخرة وكان الأجدر القدوم علية منذ فترة طويلة والانفتاح على تلك القوى قبل حدوث وتداعيات أحداث الثامن والعشرون وما قبل ذلك بعيد عن المواجهة العسكرية التى أحدثت شرخ كبير وصدى أوسع وتوسع ذلك, فإن الدعوة التى أطلقت في نظر فصيل او مكونات سياسية وقيادات بعض القوى هي عملية تخدير متأخرة ولقح انتقالي لن يصل ويشفي الداء السياسي ولن يكون العلاج الشافي واستئصال المرض الجنوبي .

وقد كان خطاب الزبيدي محمل بكثير من التطمين الذي من شأنه إرساء جزئيات وبذور التواصل والتقارب ولكن تلك العبارات على مايبدو لم تكون شافية لبعض القوى الذي تعتبر مبادئ الحوار مع الانتقالي قد اصبح بعيد المنال نتيجة لاتبعاد التوجه ووجهات النظر بين كثير من القوى والتيارات السياسية والمجلس الانتقالي, وفات وقت تلك الدعوة واصبحت متأخرة بالنسبة لها .

وكأن الاجدر القدوم عليها منذ فترة طويلة ومن كانت يفترض ان تكون من أولويات وهدف المجلس الانتقالي قبل عام من الآن .

 

وتفاءل الكثيرون بدعوة المجلس الانتقالي الى الحوار واعتبروه بداية إرساء بذور التواصل والتقارب والتوافق وفتح أبواب وقنوات سياسية مغلقة والانفتاح على القواعد والتشكيلات والتكوينات والقوى السياسية واعطاء مبادئ الحوار والاقناع فرصة مجددة من شأنها عمل طفرة نوعية وهامة في مسيرة المجلس الانتقالي وأغلق الكثير من الأبواب التى اصبحت مفتوحة على مصارعيها من قبل اجندات وقوي خارجية تلعب بأدوات الداخل .

دعوة الزبيدي والمجلس الانتقالي الى حوار شامل ومد الأيادي الى القوى الجنوبية من شأنه تغيير الكثير من التوجهات وتعديل كفة المجلس الانتقالي .

هي خطوة إيجابية أن خضعت الى مبادئ التقارب والتوافق والعمل المدروس وخطط قبول الغير في كيان جامع يقبل كل الأطياف السياسية .

وقد تلقي زخم ودعم بين الاوساط السياسية وتجوب كبير ان كانت خاضعة ونابعة من قواعد وأسس التوافق .

 

فهل يحسن المجلس الانتقالي لملمة المكونات والتشكيلات السياسية تحت مظله المجلس الانتقالي ام أنها دعوة ومخدر سياسي ومناورة فات وقتها وزمانها وأصبحت غير مجدية وأجهضت قبل ولادتها .

 

ماهي تلك القوى التى دعا إليها المجلس الانتقالي للحوار :-

 

من خلال دعوة رئيس المجلس الانتقالي إلى الحوار يتضح منذ الوهلة الأولى ان هناك قوى تم استثناءها من الدعوة ولم تكون الدعوة موجهة لها إطلاقا وهي في المطاف الأخير مربط الفرس والمشكلة والعقبة وسبب الأزمة مع المجلس الانتقالي .

كانت الدعوة التى أطلقها المجلس الانتقالي متجهة صوب القوى التى تؤمن بهدف التحرير والاستقلال وتسير على مبادئ الانفصال بعيد عن الخيارات والطرق والسبل الأخرى .

 

إذن قد تكون الحكومة الشرعية ومكوناتها وبعض التكوينات والتشكيلات بعيدة عن دعوة الزبيدي والمجلس الانتقالي حيث أن تلك القوى تؤمن وتحمل مشروع الفدرالية والأقاليم والبعض الاخرى يذهب الى ابعد من الاقاليم والفدرالية ويتمسك بمشروع الوحدة والجمهورية وكل ذلك هو سبب الإختلاف والنزاع والصراع والأزمة برماتها وأحداثها وابجديات فصولها ولا يمكن التنازل عن تلك الخطوط .

وان كانت الدعوة مقصودة لبزوغ التكوين الاتئلاف الوطني الجنوبي فإن ذلك الاتئلاف لا تنطبق علية مبادئ وشروط الدعوة " الانتقالية" ولاتتوفر فيه اسس وقواعد " الحوار الزبيدي " وأن كانت هي المقصودة فإن المجلس الانتقالي قد يقدم الكثير من التنازلات من أهمها مبادئ وأسس وقواعد التحرير والاستقلال وقد يتجه إلى مشروع الفدرالية والأقاليم الذي يرفضه .

وكانت ليست هي المقصودة فأذن من المقصود وما جدوى الحوار وأي الجهات التى أشارت إليها الدعوة الانتقالية للتفاوض والحوار ومن سيجلس على طاولة الحوار أمام الزبيدي .

 

مخاوف ام تهديدات :-

 

من ابرز ماتناوله خطاب الزبيدي ودعوته للحوار الشامل ومدى الايادي والذهب إلى طاولة حوار نبرة حملت في طياتها تهديدات من مواجهة قادمة تعييد الى الذاكرة الى الثامن والعشرون من يناير وماصاحبها من سفك للدماء وضحايا وتدمير وخراب للعاصمة المؤقتة عدن .

تلك النبرة قد تكون مخاوف من اجرار جنوبي وشيك إلى المواجهة والانهيار القوقعة في دائرة ونفق مظلم من الصراع الجنوبي .

وقد تكون إنذار وتحضير ووعيد وتهديدات لقوى تحاول اللعب بالنار في الجنوب ولابد من توقيفها وأرسل لها رسائل وشفرات يجب فهمها ومعرفة خفايا وأسرار نواياها قبل القدوم على اي انتحار .

 

فهل كان الزبيدي يحمل نبرة المخاوف من مجهول ونفق التصادم والمواجهة ام هي لغة تهديد يعرف لمن إرسالها ويجب عليهم فهمها قبل الوقوع في الانتحار الحتمي .