آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-12:06م

ملفات وتحقيقات


مرضى السرطان في عدن .. معاناة مستمرة والموت علاجهم الوحيد !!

الثلاثاء - 01 مايو 2018 - 02:57 م بتوقيت عدن

مرضى السرطان في عدن .. معاناة مستمرة والموت علاجهم الوحيد !!

عدن ((عدن الغد)) خاص:

تقرير : عبدالسلام عارف

يجلس محمد سلمان وهو رجل في العقد الخامس من عمره صباح كل يوم اثنين أمام بوابة قسم صغير يعالج مرضى السرطان في مستشفى الصداقة الحكومي بمدينة عدن، بعد إصابة نجله "سلمان" وهو طفل في السادسة من عمره بمرض سرطان الدم (الوكيميا) ومنذ ذلك الحين يزور سلمان هذا القسم على أمل الحصول على العلاج في المشفى الحكومي.

يظل محمد سلمان طوال الشهر باحثا عن جرع كيماوية وأخرى عادية كل أسبوع ومرة واحدة كل شهر، فمرات كثيرة جلب نجله "سلمان" إلى المستشفى لكن المسئولين فيه قالوا إن الجرعة غير متوفرة.

ويقول سلمان متحدثا عن معاناته:" انظر إلى هذه الأسرة تزدحم بالمئات من المرضى لكنهم لا يجدون ما يحتاجونه من العلاج".

وهذه المعاناة يتجرعها المرضى بسبب الحرب الدائرة بظلالها القاتمة على أوضاع القطاع الصحي في هذه البلاد وبات الالاف من مرضى يعانون بشدة للحصول على جرعات الدواء المطلوبة، ومنهم مرضى السرطان الذين يعانون من مرارة وألم بالغ جراء مرضهم المميت فعلاجهم الكيماوي يكلفهم بيع ما بحوزتهم للحصول على جرعة واحدة في بلد مزقته الحرب وخنقته الأزمة الاقتصادية.

وفي أسرت مستشفى الصداقة أيضا يستلقي أحمد النجار في فراش المرض باكيا من آلم سرطان المثانة منذ ثلاثة أشهر .. ويقول أحمد النجار بمرارة وألم أن السرطان تمكن من جسده النحيل في ظروف تعاني منه أسرته التي لا تستطيع توفير العلاج الكيماوي نتيجة الظروف المادية الصعبة التي تسببت في انتكاستها حيث توصل قيمة الجرعة إلى ٣٠٠ دولار وهو لم يكمل حتى الآن سوى أربع جرعات.

وفي عدن تشهد المنظومات الصحية الحكومية إهمالا كبيرا، تسبب بكارثة إنسانية لمرضى السرطان في مركز الأورام بمستشفى الصداقة الذي لم يتلق أي دعم حكومي منذ سنوات طويلة حيث إن ما يتواجد في القسم هو دعم من قبل بعض المنظمات الدولية والمحلية ويواجه مرضى السرطان صعوبة كبيرة في الحصول على العلاج الكيماوي بحسب قول القائمين على المركز.

وتشير تقارير صحفية من «منظّمة الصحة العالمية» في اليمن أنها سجلت أكثر من 10 آلاف حالة سرطان عام 2017، موضحة أن 40 %  فقط من هذه الحالات تلقّت العلاج الكامل وهذا مؤشر واضح لتردي الاوضاع في اليمن .

 

صعوبات جمة

يقضي محمد سالم، مدير مكتب حكومي يتبع وزارة الصحة اليمنية جزء كبير من يومه في مقر وزارة الصحة بعدن متحدثا للحكومة اليمنية في الخارج طالبا منها يد العون.

يزدحم مكتب سالم بالعشرات من المراجعين يوميا الذين يطالبون بتوفير العلاجات ويبحث آخرون عن منح علاجية.

يقول سالم: "إن الحكومة لا تقدم ما يكفي من مساعدات في حين يتفرج العالم أيضا على الوضع الإنساني المتردي دون أن يحرك ساكنا".