آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:10ص

ملفات وتحقيقات


صفحات من تاريخ أبين:من تاريخ مدينة جعار ..(قصة حي المحراق)

الجمعة - 27 أبريل 2018 - 11:51 ص بتوقيت عدن

صفحات من تاريخ أبين:من تاريخ مدينة جعار ..(قصة حي المحراق)
الصورة المرفقة لجزء من حي المثلث وحي المحراق في الناحية الجنوبية والجنوبية الغربية من مدينة جعار والتقطت الصورة من أعلى جبل خنفر . *تصوير الصحفي فضل الشبيبي**

كتب/ محمد ناصر العولقي

 

المحراق هو أحد أحياء مدينة جعار ويقع جنوب غرب المدينة فوق كدمة واسعة ويشكّل حاليا خمس المدينة تقريبا مساحة وسكّانا .
يروي لي الوالد المعمّر سعيد باحيدان حفظه الله ورعاه أحد أبناء أوائل الأسر التي سكنت وأسست مدينة جعار مطلع أربعينيات القرن الماضي :
إن أوّل من سكن في حي المحراق هو المرحوم الحاج سهيم والد الشهيد سالم سهيم جاء من لحج هاربا من قضية ثأر مع بداية مجيء الإنجليز الى خنفر وعمل لفترة وكيلا لبعض ملاك الأراضي هناك ثم أعطيت له أرض زراعية جوار سكنه .
كان حي المحراق في ذلك الوقت يسمّى الكدمة السوداء نظرا لأن المكان كان عبارة عن كثبان سوداء لعلها في الأغلب نتجت عن رياح غبارية طمست تحتها آثار مدينة خنفر التأريخية التي كان موقعها أسفل جبل خنفر مباشرة من الناحية الجنوبية ويمتد على طول الجبل وجهته الغربية ...
ويواصل العم سعيد باحيدان روايته :
كان بمحاذاة الكدمة السوداء دقم كبير من أشجار الأراك يمتد على طول المنطقة الجنوبية أسفل جبل خنفر وكنّا نسمّي الدقم ( سوق الجن ) لأن المكان كان مسكونا بالجن وكان لا يجرؤ أحد من سكان جعار على المرور من هناك بعد المغرب خوفا من قصص الجن التي كان الأهالي يتداولونها حول هذا المكان .
أمّا عن تسمية المنطقة بالمحراق فتعود الى أنه في النصف الثاني من الأربعينيات ومع بدء توافد الناس الى جعار بحثا عن فرص العمل ولقمة العيش عقب تأسيس لجنة أبين الزراعية بدأت اللجنة تقيم بيوتا لمنتسبيها كما بدأ بعض الأشخاص ببناء بيوتا خاصة لهم بدلا من العشش ؛ فقام الوجيه محمد حسن مظفر بإنشاء محاريق في الكدمة السوداء للياجور والكلس ( النورة) المصنوع من الحجارة التي كان يؤتى بها من منطقة الحصن وبالتحديد من جبل المنقاش الذي يقع في قمته حصن السلطان عيدروس بن محسن العفيفي سلطان يافع بني قاصد ...
ثم جاء من عدن في بداية الخمسينيات المرحوم محمد مقبل ثابت العريقي ( والد الشهيد عثمان العريقي ) وأقام في المكان محاريق لصناعة النورة وكذلك بارعيدة من حضرموت وسكن الى جوار هذا المحاريق بعض الأسر والأشخاص ذوي العلاقة بالعمل في هذه المحاريق ؛ فتغّير اسم الحي من الكدمة السوداء الى المحاريق ... وشيئا فشيئا بدأ الناس يحلّون في المنطقة وكان أغلبهم من الحمّالين الى جانب سكّان آخرين من حضرموت ويقية المناطق الجنوبية ثم تحوّلت التسمية مع الأيام الى ( المحراق ) .
ولم تكن في المحراق الى عهد قريب لا كهرباء ولا شبكة مياه للشرب ولا صرف صحي ولا مدارس ولا أي نوع من الخدمات ثم بدأت هذه الخدمات تتوالى .
وبعد قيام الوحدة وعودة المهاجرين إثر غزو العراق للكويت وعدم وجود متسع داخل مدينة جعار لمباني جديدة تركز الإقبال على شراء الأراضي للسكن الشخصي وللمنشآت التجارية الخاصة في المحراق فاتسع الحي وتغيرت ملامحه السابقة ليتحول الى حي سكني وتجاري كبير ، وأصبحت المحراق اليوم الى جانب حي المثلث الملاصق بها ضاحية من أرقى ضواحي مدينة جعار وصار سعر الأرضية السكنية والتجارية في هذه الضاحية أغلى سعر في المدينة .

*العولقي كاتب وباحث متخصص من جعار