آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

ملفات وتحقيقات


أول بيت عرف الكهرباء في جعار

الخميس - 26 أبريل 2018 - 01:36 م بتوقيت عدن

أول بيت عرف الكهرباء في جعار
الصورة_: التقطت حديثا للعم عبدالله محمد عمر البيضاني واقفا بجوار بيته أول بيت عرف الكهرباء في جعار

كتب / محمد ناصر العولقي

كانت مدينة جعار من أوائل المناطق في الجنوب خارج إطار مستعمرة عدن التي أدخل إليها التيار الكهربائي ويعود الفضل في ذلك الى افتتاح مشروع لجنة أبين الزراعية المشتركة بين السلطنتين الفضلية واليافعية ( أبين بورت ) الذي كان مقر إدارته فوق جبل خنفر بجعار .
كان إدخال التيار الكهربائي من خلال افتتاح محطة صغيرة أسفل جبل خنفر من ناحيته الغربية عام 1948م بعد تأسيس مشروع لجنة أبين رسميا بعام واحد تقريبا لغرض إضاءة مقر لجنة أبين وبيوت الإنجليز فوق جبل خنفر ، وكذلك تشغيل محلج صغير للقطن وكان هذا المحلج أول محلج للقطن في الجزيرة العربية وأيضا الورش الفنية التابعة للجنة وكلها منشآت تابعة للجنة أنشئت في نفس المكان وبعد ذلك بعامين تقريبا تم مد خط كهربائي من عدن عند افتتاح محلج القطن في الكود الذي كان أكبر من المحلج الذي كان قائما في جعار واحتاج الى تيار كهربائي بقدرة أكبر .
قال لي العم عبدالله محمد عمر البيضاني : كنت من أوائل العمال الكهربائيين الملتحقين بقسم الكهرباء بمشروع لجنة أبين في النصف الثاني من الأربعينيات ، وكانت اللجنة قد بنت مساكن لمنتسبيها على ثلاثة مستويات :
- المستوى الأول لكبار الموظفين الإنجليز والأجانب وموقع هذه المساكن فوق جبل خنفر
- المستوى الثاني للإداريين والفنيين المتوسطي الدرجة والضباط السياسيين الإنجليز ومساعديهم العرب والمترجمين وكانت هذه المساكن أسفل جبل خنفر قرب محطة الكهرباء والمحلج والورشة الفنية وكانت من الحجر .
- المستوى الثالث للموظفين والفنيين والعمال العرب وهي عبارة عن ثلاثة أحياء : الأول بجانب الورشة مباشرة
والثاني غرب المدينة
والثالث جنوب شرق المدينة وسمي لاحقا ( حافة الحكومة ) .
كان حظي رائعا أن بيتي كان على بعد أمتار من الورشة الفنية من ضمن بيوت العمال وطلبت من المدير الأذن بأن أمد إليه سلكا من الورشة ووافق فكان بيتي هو البيت الأول والوحيد الذي أدخلت إليه الكهرباء في جعار عام 1949م تقريبا طبعا ماعدا بيوت الإنجليز التي كانت فوق الجبل وكان ذلك بمثابة امتياز غير عادي في ذلك الوقت .
أمّا عن الخط الكهربائي الموصول من عدن فقد قال العم البيضاني :
كان الخط الكهربائي الموصول من عدن وبالتحديد من بير فضل يمر في العماد ثم المصعبين ثم المحنابة ثم الى المحلج في الكود ثم الى زنجبار لبيوت بعض سلاطين آل فضل وسكرتارية السلطنة الفضلية ثم الى جبل خنفر ومرافق لجنة أبين تعزيزا لقدرة محطة جعار وقد ربطنا الأسلاك القادمة من عدن بجانب (البارهوص) محطة كهرباء لجنة أبين .
ولا أنسى كم كانت فرحتي وأنا أتمتع بنعيم الحضارة حينها التي كانت تحسدني عليه المنطقة بالكامل وأتذكّر أن بعض كبار الموظفين من العرب المحليين في اللجنة اعترض واحتج على ذلك وقدّم عريضة الى الإنجليز يطلب فيها مد التيار الكهربائي الى منزله أسوة بي وقد تم استدعائي أنا وهو لمقابلة أحد الضباط الإنجليز في الجبل وتم رفض طلبه دون أن يؤثر ذلك على استمرار الكهرباء في بيتي وكان مبرر الرفض أنني أعمل على مدى ساعات متواصلة في الخبوت يوميا وبيتي ملاصق للورشة تقريبا ومن حقي أن أحصل على بعض الراحة والتمتع بالكهرباء .
ومن الجدير بالإشارة أن التيار الكهربائي توسع مده في جعار بعد ذلك وخصوصا منذ نقل عاصمة السلطنة اليافعية من منطقة الحصن الى مدينة جعار بداية خمسينيات القرن الماضي وافتتاح سكرتارية السلطنة اليافعية في جعار ثم تم بناء محطة الكهرباء المشتركة الفضلية اليافعية ( البارهوص) الذي يقع شمال مدينة جعار لتغذية مدينتي جعار وزنجبار بالكهرباء وكان ذلك في فبراير عام 1962م وكان مدير البارهوص مهندسا إنجليزيا اسمه مستر براون ويتم تعيين المدير والإدارة من قبل المدير التنفيذي الإنجليزي للجنة أبين الزراعية .

*العولقي كاتب وباحث متخصص من مدينة جعار