آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:21م

أخبار وتقارير


تحليل سياسي: هل تصبح الجنوب دولة منزوعة السلاح؟!

الثلاثاء - 24 أبريل 2018 - 02:23 ص بتوقيت عدن

تحليل سياسي: هل تصبح الجنوب دولة منزوعة السلاح؟!

تحليل/ عياش علي محمد

مشروع تقسيم لليمن.. الأرض للسعودية والبحر للإمارات

 

اليمن دولة معاديه للجنوب, ودائما تدق طبول الحرب كلما سنحت لها فرصة غزوا الجنوب, واحيانا تقوم بالحرب على الجنوب بالوكالة ذلك عندما ينزعج الجيران من تنامي التعايش السلمي في عدن بين مختلف الديانات والمذاهب والجنسيات, ويشعروا بقدره عدن على تنامي الانفتاح التجاري والسياسي والثقافي ,لتقبض ثمنها من هذه الحرب.

حصل هذا حين غزت جيوش الأئمة بقيادة الإمام الهادي في القرن الثامن عشر, واستولت على معظم ولايات الجنوب وهدمت معالمها وآثارها وحياتها, حتى جاء الشيخ فضل بن علي العبدلي 1732م حيث قام بتحرير عدن ولحج من قبضة جيوش الهادي , بمساعدة قبائل يافع القوية , حيث استمرت قبائل يافع بتطهير المناطق الجنوبيه حتى حضرموت.

وبعد الخروج الثاني للأتراك من اليمن , قام الإمام يحيى حميد الدين عام 1920 م, باحتلال كل من الشعيب والضالع وحالمين والحواشب عندها أقام السلطان عبدالكريم فضل العبدلي, بعقد مؤتمر جنوبي دعا فيه معظم سلاطين ومشائخ وأمراء الجنوب تحت مسمى (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ليشكلوا وحدة جنوبية تصد احتلال جيوش الإمام يحيى حميد الدين لهذه الدويلات الجنوبية , وتم طرد المحتلين بمساعدة الطيران الحربي الانجليزي.

 

وبعد قيام النظام الجمهوري في اليمن, وقيام نظام جمهورية في الجنوب, قامت جيوش نظام صنعاء بشن الحرب على الجنوب عام 1972م وعام 1979م, بحجة إجبار الجنوب على تحقيق الوحدة اليمنية.

وكان الجنوب قد أسس جيشا عظيما استطاع به ليس بصد العدوان الشمالي ضد الأراضي الجنوبية بل استطاع ان يحتل اجزاء كبيرة من الشمال الأمر الذي أدى إلى ان تقوم الجامعة العربية بدعوة الجيش الجنوبي الى الانسحاب من الأراضي الشمالية وإنهاء الحرب بينها.

وبعد تحقيق الوحدة اليمنية بين الدولتين اليمنية والشمالية والجنوبية استعاد نظام علي عبدالله صالح تقاليد الأئمة في الشمال للحرب على الجنوب , فشن حربا ضروسا عام 1994م , انتهى باحتلال الجنوب من أدناه إلى أعلاه .

وظل الجنوب تحت سيطرة الشمال منذ ذلك الوقت حتى جاء الربيع العربي في الشمال وتم إقصاء الرئيس علي عبدالله صالح من منصبه عقب المبادرة الخليجية التي نصبت المشير عبدربه هادي كرئيس توافقي على اليمن, الذي لم تمض على رئاسته ثلاث سنوات حتى فوجئ بانقلاب جماعة الحوثي وأطاحت به, واحتلت العاصمة صنعاء, ثم استمرت في احتلالها للمناطق الشمالية ثم الجنوبية , لكن شباب المقاومة الجنوبية وقفوا لهم بالمرصاد, وهزموا غزو الحوثي لبلادهم, وتحررت من همينتهم وباتت الجنوب كدولة متحررة.

 

وبناء على الدراسة التي صدرت مؤخرا عن المعهد الملكي البريطاني لسياسات الخارجية (Tesatemhouse) الذي أكدت فيها انه في حال تركت القضية الجنوبية دون معالجة انه من المؤكد ان تندلع حربا ثانيه بين الشمال والجنوب، مضيفة بأن المحافظات الجنوبية الان تمتلك بنى تحتية عسكريه وأمنية وشرطوية خاصة بها مستمدة من السكان المحليين.

ولا أظن بأن الشمال بعد توقف هذه الحرب بمقدوره شم الحروب على الجنوب، لأنه سيكون في حالة مدمرة في بنيته الداخلية العسكرية والأمنية، ويحتاج إلى عقدين من الزمن حتى يتعافى من الضربة التي وجهت له من قبل طيران التحالف العربي.

وإذا انهزم الحوثيون في هذه الحرب من قبل دول التحالف فأنه بالإمكان ان تتحول اليمن الى دولة منزوعة السلاح, كما جرى للألمان في الحرب العالمية الثانية (1945) حيث نزع سلاحها, وربما تفرض على بقايا الحوثيين التوقيع على وثيقة استسلام تمنعهم من التفكير بالقيام بأية حروب قادمة, وبناء على ذلك يمكن ان يجري تقسيم اليمن فتذهب أجزاء منها الى الدول التي انتصرت في الحرب, كالذي جرى لألمانيا حيث انتزعت من أراضيها أجزاء منها ذهبت إلى بولندا وروسيا.

وفي حالة التكهن فأن التقسيم قد يشمل الجنوب فتذهب منه محافظة المهرة للسعودية, وسقطرى والجزر الجنوبية لدولة الإمارات العربية.

 

أما إذا انهزم جيش الشرعية, وانسحبت دولتي التحالف من الاراضي اليمنية, وبقيت جماعة الحوثي, فأن الرهان سيقع على الجنوب, حيث أمام تلك الوضعية سيقوم الجنوبيون بتعزيز سيطرتهم على الأرض, وسيقيمون دولتهم القوية بكل جدارة واقتدار