آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:36م

أدب وثقافة


على شاطئ النسيان

الأحد - 22 أبريل 2018 - 07:19 م بتوقيت عدن

على شاطئ النسيان

كلمات :برهان باسردة

وعندما اتخذت قرار النسيان (قبل شهرين تزيد عنه أو تنقص قليل)  لم أكن آبه بك أو بفقدانك ، لم أكن آبه حتى بتفاصيلك التي طالما أدمنت مراقبتها.

شهرين متتابعين لم أكترث فيهما لمراقبتك ولا حتى بزيارة تفقدية لبروفايلك على الفيس بوك .

لا شى على الإطلاق يقنعني بالعدول عن قراري ، كل الوقائع تأجج فيّ الإصرار على مواصلة السير  قدماً في طريق النسيان.

مازلت أدفع ثمن فاتورة حبك عاجلاً و وآجلاً ...وبسبب عينيك مازلت أتجرع أصناف الافتراء وأقسى العقوبات لذنب لم أقترفه ، لذنب يعلم فيه برآءتي المدعي والقاضي والقاصي والداني .

ومع ذلك عندما ضاق علي الخناق ... وعندما سقطت لم تمد يدك إلي ، لم تنتشلني من وحل المنفى الذي أغرقتني فيه .

لم تآبه بي ولم تكترث لما يحصل لي ، لم تعفو ولم تصفح عني في قضايا المنفى الافتراضية ولم تتنازل عنها وأردت أن يأخذ القانون مجراه في المحاكم التي بيني وبينك.

والآن تريدني أن آبه بك وتريدني أن أكترث لأمرك وتريدني أن أتنازل عن كبريائي لأجل عينيك وأنت تعلم أن معوذات كبريائي أقوى من سحر عينيك الفاتنتين.

تريدني أن أتعامل معك بطريقة دبلوماسية لكن عندما يتعلق الأمر بمعاملتك معي فان الدبلوماسية تصبح من الديموقراطية والديموقراطية من صنع الكفار فيصبح تعاملك معي حينها بطريقة أقرب مانقول عنها بأنها فوق الرسمية.

عجباً لمفارقاتك العجيبة والمتناقضة والأنانية.

عجباً لكِ لأنكِ تريدين مني أن لا أفعل ما أريد عندما يتعلق الأمر بالنسيان وأنتِ الذي يفعل  ما لا أريده  عندما يتعلق الأمر بحضرة الحضور .

هل ترين تلك الجزيرة الجدباء التي لا كلاء فيها ولاماء ، مررت بجانبها في زورق بحري حينها لم تطأ قدمأي ترابها فقلت :

كم هي جميلة هذه الجزيرة ، أنني اؤمن بأن مافي جوفها يغنيها عن الجدب الذي يكتسي سطحها ، لربما أعود ذات يوما تتوفر فيه  سبل تنقيبي لها   للعيش على متنها...سترون يارفاق كيف سأجعلها قطعة فنية خالدة بعد تنقيبها واستكشاف ثرواتها .

زمجرت تلك الجزيرة بغضب وقالت ألآن وإلا أغرقت قاربك ، فحطمت صخورها قاربي... لكنني تمكنت سباحة من اجتياز صخورها وعبور خط بارليفها و وصلت إلى الشاطئ وها أنا أعتلي القمة.

أنا لا أقهر ولا أُقهر ، أنا لا أُهزم أبداً والأيام كفيلة بتوضيح ذلك لكِ إن كنتِ لاتفهمين.