آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

أخبار وتقارير


تعز: معركة كسر عظم بين قطر والإمارات

السبت - 21 أبريل 2018 - 04:13 م بتوقيت عدن

تعز: معركة كسر عظم بين قطر والإمارات

(عدن الغد) العربي

يتوقع مراقبون أن ينفجر الصراع بشكل أوسع في تعز خاصة بعد دخول قوات طارق صالح اللعبة وبشكل رسمي أمس الأول

 

لا يزال الصراع في تعز، بين أقطاب الأجندة الخارجية، يحتدم يوماً بعد آخر، حيث تصاعدت وتيرته، مع تجدد الإحتجاجات التي نظمتها مكوّنات وحركات شبابية وثورية موالية لحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، عقب صلاة أمس الجمعة، في ساحة الحرية، رفضاً لـ«تحركات قوات طارق صالح»، وإعادة ما سمّوه «تدوير نفايات النظام السابق»، والتي تأتي بالتزامن مع دخول قوات الأخير، الموالية للإمارات، على خط المواجهات في أول عملية عسكرية ضد قوات حركة «أنصار الله»، والقوات الموالية لحكومة «الإنقاذ» بصنعاء، في الساحل الغربي لمدينة تعز، والحديث عن مساعي الإمارات في استنساخ تجربة ما يُعرف بـ«قوات الحزام الأمني» في المدينة.

هذه المستجدات والتطورات المتسارعة، في ظل التباينات التي تشهدها تعز، بين الأطراف المتعددة الفاعلة عسكرياً وسياسياً، تشير وبحسب مراقبين، إلى أن «الأزمة بلغت ذروتها بين جماعة الإخوان المسلمين (الإصلاح)، الموالية لقطر من جهة، وجماعة أبو العباس السلفية، والناصري، والمؤتمر بشقيه السياسي والعسكري المتمثل بجناح طارق صالح، من جهة أخرى».

وأكدت مصادر محلية في تعز، لـ«العربي»، أن «قيادات رفيعة في حزب الإصلاح، وعلى رأسها القيادي عبده فرحان، المعروف بـ(سالم)، عقدت لقاءات مكثفة بقيادات من تنظيم القاعدة في تعز، مطلع الأسبوع المنصرم، على خلفية دعم التحالف العربي لتحركات طارق صالح لتحرير الساحل الغربي والجبهة الغربية لتعز».

الإصلاح... لقاءات متكررة مع «القاعدة»

وأكدت المصادر أن «اللقاءت المتكررة بين الطرفين، شملت قيادات في تنظيم القاعدة، منضوين في اللواء الخامس حرس رئاسي، بقيادة عدنان رزيق، والمصنف من القيادات الإرهابية وفق تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن»، وكشفت أن «أفراد من تنظيم القاعدة تم توزيعهم على بعض النقاط الأمنية التابع لحزب الإصلاح، في الضباب، والحصب، وبير باشا».

وأشارت المصادر إلى أن «حزب الإصلاح عمل منذ اندلاع الحرب في المدينة قبل ثلاثة أعوام وبطريقة غير مباشرة، على توفير الغطاء السياسي للجماعات الإرهابية، وتوفير الدعم الإعلامي واللوجستي للقاعدة وأنصار الشريعة وتنظيم الدولة، عبر تنشيط خلاياه المتطرفة المنتمية لتلك الجماعات».

ضغوط قطرية

وطبقاً لمصادر دبلوماسية تحدث لـ«العربي»، فإن «اجتماعاً عقد في أسطنبول جمع قيادات حزب الإصلاح، وممثل لجلال هادي، بسفير قطر لدى تركيا». وكشفت هذه المصادر أن «السفير القطري، هدد قيادات حزب الإصلاح بتخفيض المخصصات المالية في حال عدم تحقيق الأهداف المرجوة منهم، والتي من ضمنها عرقلة أي تحركات ناجحة للتحالف العربي». وأضافت أن «السفير القطري اتفق مع القيادات الإصلاحية التي التقى بها على إشاعة أن قوات طارق ستتجه إلى تعز، أياً كانت وجهتها الحقيقية لتأليب الجماهير ضدها، كما اتفق المجتمعون على عرقلة وصول مساعدات التحالف إلى المحافظات المحررة وتعز خصوصاً».

وفي الوقت الذي تستميت فيه أبوظبي، بحسب مراقبين، لـ«إخضاع مدينة تعز، لسيطرتها وتنصيب طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل، الذي بدأ بالأمس أول عملياته العسكرية غربي المدينة، فإن قطر هي الأخرى تحاول العودة من بوابة الإخوان في تعز».

المعقل بات مهدداً

مصادر سياسية في الرياض كشفت لـ«العربي»، أن «ترتيبات قطرية إخوانية، جرت منذ وقت مبكر لبدء إطلاق واحدة من أوسع الحملات المناهضة للتحالف العربي، وقبل أن يخرج الإصلاح حشوده ضد طارق صالح والمحافظ في تعز»، وأكدت أن «الترتيبات المناهضة للتحالف والشرعية في تعز، سبقه إعداد قناة الجزيرة القطرية لفيلم وثائقي في برنامج (للقصة بقية) كتمهيد أولي لتلك الحملة».

وأضافت المصادر أن «الإخوان المسلمين في اليمن يرون في مدينة تعز معقلهم الرئيسي، وهذا المعقل بات مهدداً من قبل الإمارات التي تسعى جاهدة للسيطرة على المدينة عبر قوات طارق عفاش، ولذلك يسعى الفصيل الإخواني لإفشال أي خطوة تسير باتجاه تمكين الموالين للإمارات من السيطرة على المدينة». وأشارت المصادر إلى أن «الحكومة الشرعية، وبعد ضغوطات مستمرة من قبل الإمارات، وافقت رسمياً على تشكيل الحزام الأمني في تعز».

 

حزام هجين

من ناحية أخرى، كشفت مصادر عسكرية لـ«العربي»، أن «قوات التحالف العربي بعدن استدعت أمس الأول قيادات عسكرية موالية للإصلاح بينهم، عدنان رزيق، وعبده حمود الصغير، نبيل الأديمي، زنبيل الرعيني، وخطاب الوالد». وأوضحت أن «اللقاء ناقش تنفيذ عملية عسكرية في الجبهة الغربية، موازية لتحرك قوات طارق في جبهة مفرق المخا، وقوات أبو العباس، في جبهة الكدحة غربي تعز، بالإضافة إلى تنفيذ حزام أمني لمداخل المدينة».

وأشارت المصادر إلى أن «مهمة طارق ليس تحرير تعز، بل السيطرة على قاعدة خالد العسكرية، بهدف قطع الإمدادات عن مليشيا الحوثي في موزع والوازعية، من جهة، وحماية المصالح الإماراتية في المخا من جهة أخرى».

وأكدت أن «قيادات الإصلاح وافقت على طلب التحالف، بالتقدم مع قوات طارق صالح، شريطة أن يتم تشكيل حزام أمني للمدينة من جميع الفصائل، والألوية العسكرية في المدينة».

ولفتت المصادر إلى أنه «تم الإتفاق على أن يتم تشكيل حزام أمني، غرب مدينة تعز، مكوّن من 17 نقطة مبدئياً، لتأمين الطريق الممتد من رأس هيجة العبد وحتى وسط مدينة تعز».

وبحسب المصادر، فإن «مسؤولية النقاط المعتمدة وزعت على الوحدات العسكرية والأمنية، بواقع 4 نقاط لقوات الأمن الخاصة، الموالية للإصلاح، و4 نقاط للواء 35 مدرع الموالي للتنظيم الناصري، وجماعة أبو العباس، 3 نقاط للواء 17 مشاة، الموالي للإصلاح، 2 نقطة للواء 22 ميكا، الموالي للإصلاح، 1 نقطة للواء 170 دفاع جوي الموالي لقائد المقاومة الشعبية في تعز، حمود المخلافي، 1 نقطة للشرطة العسكرية،1 نقطة للواء الرابع مشاة جبلي،1 نقطة الأمن العام».

في الأثناء، وفيما لا يزال الصراع بين أقطاب الأجندة الخارجية يشهد توتراً كبيراً، يتوقع مراقبون أن «ينفجر الصراع بشكل أوسع، خاصة بعد دخول قوات طارق صالح اللعبة، وبشكل رسمي، أمس الأول».