آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-05:11م

ملفات وتحقيقات


شعب العرمي بيافع في كفاح مع الطبيعة وتضاريسها

الثلاثاء - 17 أبريل 2018 - 02:32 م بتوقيت عدن

شعب العرمي بيافع في كفاح مع الطبيعة وتضاريسها

يافع (عدن الغد) خاص:

تقرير: د. محمد صالح العبدلي 

 

قال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... ) وذكر منها صدقة جارية.

ومن الصدقات الجارية من شق طريقا للناس، أو ساهم في شقها، فله من الأجر المستمر ما سار سائر عليها، وما استفاد مستفيد منه.

انطلاقاً من كلام الله سبحانه وتعالى، الذي أمرنا بالتعاون والمحبة والإخاء، وتجسيداً لذلك، فإن أبناء شعب العرمي السباقين في عمل الخير وفي كل الميادين والمراحل السابقة، لن يتوانوا في إضافة رصيد آخر إلى منجزاتهم التي التمسناها في كل الأعمال والمشاريع الناجحة السابقة، كالاهتمام بالتعليم، ومساعدة الفقراء والمحتاجين وفي الجانب الرياضي وغيرها...في ظل غياب تام للدولة في هذه المناطق وما جاورها؛ بالرغم من أن أبناء هذه المناطق يعيش حياة كفاح دائم مع الطبيعة وتضاريسها القاسية وعلى هذا، وجب علينا اليوم مو اصلة المسير والتحلي بروح المسؤولية ، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق تطلعات المنطقة حتى تثمر كل جهودنا.

وبهذا بالتعاون والتكاتف والمشاركة الفاعلة من قبل الجميع في مناطق شعب العرمي وما جاورها تعمر المشاريع وتشق الطرقات ،  فكم نحن اليوم في أمس الحاجة خاصة في هذه المرحلة الصعبة إلى كل هذا لرأب الصدع من جهة ولمواصلة ما ابتدأناه معاً حتى يعم الخير الجميع من جهة أخرى، ولا يتحقق كل هذا إلا بتعاون الجميع من أبناء المنطقة.

ها هم أبناء شعب العرمي يجتمعون اليوم لتدشين العمل بالمرحلة الثانية من مشروع طريق يهر بهروت سنسل رباط السنيدي، تكملة للمرحلة الأولى التي بدأها المرحوم الفقيد عبدربه الحيدري رحمة الله عليه وتعثرت لأسباب كثيرة.

تم تدشين المرحلة الثانية بعد وصول معدات الشق الثقيلة ( البوكلينات) التي تم شراؤها من قبل الخيرين ورجال الأعمال المغتربين من أبناء المنطقة الذين عودونا دائماً المساهمة في كل الاعمال الخيرية فجزاهم الله عنا خير الجزاء، وهذه تعد بادرة خير لأبناء المنطقة خاصة والمناطق المجاورة الأخرى عامة.

لقد استبشر الكل بهذه البادرة الخيرة، لما لهذا المشروع من أهمية كبرى يستفيد منها عدد كبير من الناس تقدر بعشرات الألاف ، سواء في محافظة لحج أو في محافظة أبين.

 

أهمية المشروع:

يعد هذا المشروع  الحيوي همزة وصل بين محافظتي لحج وأبين، ويضم عددا من المناطق المأهولة بالسكان على طول المسار التي تمر به الطريق ، حيث يبدأ من الطريق الرئيس من شرق قرية اصطله حيث الارتفاع الطبيعي يقدر بحوالي 1050 متر فوق سطح البحر ويمر بسيلة اصطله ويتبع انحدار السيلة الطبيعي حتى مسافة كيلو متر واحد عند سفح قرية قود لعصار حيث  الارتفاع 1150 متر ومن هنا يبدأ التكوين الجغرافي الجبلي، وبعد هذه المسافة تبدأ سفوح الجبال من جميع الاتجاهات وتنتهي بالمرتفعات الشرقية والشمالية والغربية برهوة سنسل حيث يقدر معدل ارتفاعها بحوالي 1800 ـــــ 2000 متر فوق سطح البحر ،حيث تم شق المرحلة الاولى كخط أولي وتقدر بحوالي اربعة كليو مترات بدءً من رهوة سنسل الى منطقة شمسان، من قبل المرحوم عبدربه  الحيدري.

تقدر المرحلة الثانية بحوالي أربعه كيلومترات ونصف تقريباً قد يبدأ العمل بها قريباً خاصة بعد وصول المعدات الثقيلة للشق من قبل رجال الخير في المنطقة.

ويعد هذا المشروع من أكبر المشاريع الاستراتيجية في المنطقة  التي صممت وفقاً لطرق هندسية صحيحة يتكون من خطين: ذهاب واياب  التي تخدم المنطقة وبقية المناطق الاخرى في مديريتي رصد وسباح وأيضا بعض مناطق مديرية يهر، ويكون هذا المشروع بعيدا عن مجارف السيول.       

كما يعد هذا المشروع من أقصر الطرق المؤدية إلى مناطق شعب وما جاورها؛ و يختصر المسافة إلى حوالي 12 كليو متر بدلا من المسافة السابقة التي تقدر بأكثر من 40 كليو متر ويقع معضمها على مجارف السيول وجبال شديدة الانحدار ؛ ويعود مردوده على المواطن البسيط : في سهولة وسرعة نقل المرضى ، تخفيض تكلفة نقل المياه الصالحة للشرب ونقل المواد الغذائية ومواد البناء وغيرها من الخدمات الأخرى.

ولإنجاح المشروع، نحض جميع المستفيدين منه المساهمة الفاعلة والصادقة  كلاً حسب استطاعته ومقدرته ولان المشروع أهلي وعلى نفقة المغتربين وأبناء المنطقة وليس على نفقة الدولة، كما نحث أخواننا وابناءنا الذين تبرعوا للمشروع ولم يدفعوا ما نهمت به أنفسهم عليهم سرعة الدفع الى المسؤول المالي، وكذلك ندعو ابناء المنطقة من مغتربين وموظفين وتجار وشخصيات اجتماعية وعمال ومزارعين إلى المساهمة الفاعلة من أجل نجاح المشروع وتذليل الصعاب التي قد تعترضه أثناء التنفيذ.  وكذلك ندعو الخيرين ورجال المال والأعمال والمقتدرين من أبناء يافع إلى المساهمة معنا في إنجاح هذا المشروع العملاق كلاً حسب استطاعته، وأيضاً ندعو المنظمات الدولية العاملة في البلاد والصناديق الخاصة بالمشاريع الحيوية إلى القيام بواجبها الانساني تجاه هذه المناطق المحرومة من كل الخدمات الاساسية وعلى رأسها الطرقات التي تعد شريان الحياة لها، ونناشد الهلال الاحمر الإماراتي بمد يد العون والمساعدة لأهالي هذه المناطق.

شكراً للجنة الطريق شكرا للأخوة المتبرعين، والشكر لكل من ساهم ويساهم في إنجاح هذا المشروع سواء من رجال الخير أو المغتربين أو أصحاب الأرض التي يمر بها المشروع أو منظمات دولية وكل من ساعد ويساعد في تذليل الصعاب.  

 

المرحوم عبدربه بن عبدربه الحيدري، مؤسس الطريق