
قدرات الرئيس "هادي" ليس لها حدود
مثلما امتلك قرار استدعاءه لدول التحالف العربي يمتلك الرئيس عبدربه منصور هادي القدرة على فعل اي شيء ليس استنادا الى شرعيته "اليمنية " التي تطوقه في الرياض و لكن الى شرعيته الاممية .. مثل هذا الكلام قد يبدو للوهلة الاولى عائما او كما سيصوره البعض ولا أستبعد ايضا ان يتصوره البعض الاخر لقصر في مفاهيمه وضعف في رؤاه السياسية للواقع الذي يعيشه الجنوب حاليا وما طرأ ويطرأ على المشهد الجنوبي من تقاطعات و تداخلات اقليميه و دولية غير خافية على أحد.
كل ماتقدم ذكره يدفعني الى القول ان شعب الجنوب يمتلك كثيرا من الخيارات التي افرزتها حرب تحرير الجنوب الا ان العقل الجمعي الجنوبي كما يبدو مابرح يراوح في دوائره الموصدة والتي لا يرتجى منها اي انفراج في قضيته المصيرية والا لماذا كل هذا الهرج والمرج ولم نتقدم خطوة واحده ..
بكل تأكيد انا هنا لا أتحدث عن تلك الابواق المفضوحة امام الجنوبيين ولكن اعني ذلك التماهي السلبي لكثر من الخيرين من الجنوبيين
مع تلك الابواق والعوم على عومها لا ونجدها عند الوقت الاساسي كما تقول العرب في خبر "حيص بيص" بعيدا عن القضية المركزية ..وان حال كهذا يشبه حال دفن النعامات لرؤوسها في التراب عمدا، و هؤلاء هم اكثر خطرا من اولئك الذين نعرفهم جيدا و ضررهم أشد.
لاحظت، كما لاحظ غيري اشتداد الحملات الكلامية تزامنا مع عودة حكومة الشرعية الى عدن وحتى قبل ان تطأ قدم رجلها الأول الأرض وأني أستغرب ايضا من بعض الدعوات التي ذهبت بعيدا حد المناداة باسقاط هذه الحكومة بالقوة .. على اصحاب هذه الشعارات ان يعرفوا أنه مهما كانت القوة التي يقصدونها فأنه ستكون لها نتائج عكسية في الظرف الراهن كل مشاريع الشرعية "الشمالية" ستسقط متى توحد أبناء الجنوب بما فيهم من يعمل لصالح تلك الشرعية ممن لم تثبت ضده اي انتهاكات سابقة لحقوق اخوانه الجنوبيين و لم يتورط في اي من جر أئم الأفساد و الفساد و ستكون الضربة القاضية متى ماتم التأسيس لعمل جماهيري على الارض
وقد اشرت الى بعض الاجراءات التي ينبغي العمل بها كتفعيل مؤسسات المجتمع المدني الجنوبية و تفعيل دور المغتربين الجنوبيين لدعم هذه المؤسسات و ايضا تشكيل حكومة امر واقع من كل القوى الجنوبية الحية وبرايي ان مثل هذه الخطوات والتعامل مع الشرعية بكل مرونة و وعي مع كثير من الحذر و هنا اقصد شرعية الرئيس هادي الجنوبية المدعومة امميا ومن دول التحالف العربي بكل تأكيد.
ينبغي على القوى الجنوبية حراكية ومجتمعية ان تودع سياسات المناكفة و المكايدة وجلد الذات بأسواط الماضي فهذه لاتخدم قضية تحرير وأستقلال الجنوب ابدا...
ان مايخدم قضيتنا الجنوبية وفي ظل هذه التجاذبات هو اتباع سياسات واقعية جدا بعيدة عن التهور والاندفاع والمزايدات واعتقد انها سياسة فاشلة وقد حان موعد مغادرتها ان اردنا جنوبا حرا جديدا مستقلا..
أعود وأقول انه كما هي خيارات الجنوبيين اضحت اتجاهات ومسارات هذه الخيارات واضحة للعالم كله هي ايضا خيارات الرئيس عبدربه منصور هادي غدت و ستغدو اكثر اقترابا من القضية الجنوبية وكما عهدناه
في الايام الاولى من تحرير عدن .. حقيقة وان جافاها البعض الا انها امر واقع لا يمكن التغاضي عنها وينبغي الاشتغال عليها جيدا وتحديدا من المجلس الانتقالي الذي عليه ان يعزز شعبيته الجماهيرية بالاقتراب
اكثر من الرئيس هادي ويؤكد شرعيته الجنوبية فهي أولا واخيرا شرعية جنوبية ومن يتعامى عن ذلك سيكلفه ذلك اثمان باهظة والخاسر الوحيد في كل الحالات هو الجنوب و شعب الجنوب.
بقيت الاشارة الى ان لا يفهم مما تقدم ان لا تصعيد شعبي و لا ثوري بعد الان كلا بل ان ماتم الاشارة اليه هو التصعيد بل انه التصعيد الاقوى باتجاه تقرير مصير الجنوب واستعادة حريته و استقلاله ، كما ان على قادة الجنوب جميعا بما فيهم الرئيس هادي
ان يعوا حقيقة ان شعب الجنوب قد سئم ما هو فيه وان يكفوا وقد بلغ به الحال مرحلة الانفجار واللاعودة و قد عبر الشاعر العربي قريط بن انيف عن ذلك بصدق وان اختلفت المناسبة الا ان الفكرة و الموضوع واحد:
لو كنت من مازن و لم تستبح أبلي
بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
اذا لقام لنصري معشر خشن
عند الحفيظة ان ذو لوثة لانا
قوم اذا الشر ابدى ناجذيه لهم
طاروا اليه زرافات و وحدانا
لا يسألون اخاهم حين يندبهم
في النائبات على ما قال برهانا
لكن قومي وان كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وان هانا.

- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها