آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

ملفات وتحقيقات


من تاريخ مدينة جعار الحضاري.. التطروب

السبت - 14 أبريل 2018 - 04:41 ص بتوقيت عدن

من تاريخ مدينة جعار الحضاري.. التطروب

*محمد ناصر العولقي*

كان التطروب أحد وسائل الاعلام التقليدية المستعملة في مدينة جعار في الأربعينيات والخمسينيات قبل دخول مكبرات الصوت والكهرباء إليها .

والتطروب يحمل معنى الإعلان العام الموجه من السلطة الرسمية أو أحد أجهزتها الى عموم المواطنين في المنطقة وكان يتم بوسائل متعددة منها :
1 - الطبل حيث يقوم المُطرِّب _ وهو الشخص الذي يلقي الإعلان بصوت مرتفع _ بالتجول في السوق الرئيس وسط المدينة والشوارع ومعه طبل يضرب عليه لينبه الناس إليه ثم يلقي الإعلان ويبلغ به الناس .
2 - القرع على الأسطوانة الحديدية وهي أسطوانة تشبه طاوة الخبز ولكنها كبيرة جدا وقد كانت معلقة بعمود خشبي في الجهة الشرقية من شرطة جعار القديمة ، ولها أربع مهام :
- الإعلان عن الوقت وهي تقوم هنا بوظيفة جرس الساعة ( المنبه ) مثلها مثل ساعة بج بن ففي رأس كل ساعة يخرج عسكري من الشرطة حاملا مطرقة كبيرة ويقرع الأسطوانة حسب الوقت فالدقة الواحدة تعني أن الوقت الآن الساعة الواحدة والدقتان تعني أن الساعة بلغت الثانية وهكذا ...
- دخول وقت الصلاة وهي تقوم هنا بوظيفة المؤذن فتخبر الناس في المدينة عن دخول وقت الصلاة فعند دخول وقت إحدى الصلوات الخمس يخرج العسكري ومعه مطرقته ويقرع الأسطوانة قرعة واحدة .
- دعوة المواطنين الى التجمع ويحدث ذلك عندما يكون هناك إعلان عام؛( تطروب ) تريد السلطة أن يجتمع المواطنون لسماعه وفي هذه الحالة يقوم العسكري بقرع الأسطوانة ثلاث قرعات متتالية .
- الإعلان عن حدوث حريق في المدينة ويحصل ذلك عند وجود بلاغ لدى الشرطة عن حدوث حريق في مكان معين في المدينة فيقوم الشرطي يقرع الإسطوانة الحديدية بشكل متواصل حتى يتجمع الناس وينطلقوا الى مكان الحريق أو يجرون خلف سيارة الحريق للمشاركة في عملية الإطفاء .
3 - القراءة والترديد بالصوت المرتفع وتتم هذه العملية عادة بعد صلاة العصر وبعد أن تكون الشرطة قد أبلغت الناس عبر دقات الأسطوانة الحديدية الثلاث بجود إعلان عام فيجتمع الناس بعد خروجهم من صلاة العصر أمام الشرطة ويقوم أحد الضباط أو الصف بقراءة الإعلان فقرة فقرة بصوت عادي وبجانبه يقف المطرّب فوق كرسي أو طاولة ويردد وراءه الفقرات بصوت مرتفع مسموع لدى المتجمهرين ....
وكان المرحوم أحمد عمر الصبيحي هو الذي يقوم غالبا بقراءة الإعلان بينما كان المرحوم شعتولة هو المطرّب دائما .
وقد استمر التطروب بالأسطوانة الحديدية والترديد بصوت عال أمام المتجمهرين الى بداية السبعينيات .