أن تكون أنسانا عظيما ليس بالأمر السهل وأن تكسب حب الناس واحترامهم وتصبح رمزا من رموز البلد يعني بأنك شخص مبدع , وأن تسخر كل ما لديك امكانيات من أجل أن تسعد الجماهير وتجعلهم يصفقون لك فهذا يعني انك لاعب ذو طراز رفيع وعالي, هذا فعلا ما فعله نجم المنتخب اليمني علاء الصاصي...
فلم يكتفي بكونه المهاجم المراوغ صاحب القدم الذهبية ومسجل الأهداف الحاسمة ليرتقي بنفسه الى أن أصبح عمود رئيسي في الفريق إن لم يكن أحد أسباب نجاحه وتفوقه في أغلب المباريات.
هو ذلك المهاجم الفذ الذي ما أن تطأ قدماه أرضية الملعب فيبدأ بإزعاج خصومه واقلاق المدافعين وحراس المرمى , قدم العديد من المباريات مع نادية والمنتخب الوطني وحقق ألقاب وميداليات عدة وتمكن من زملائه الأبطال من خطف بطاقة الـتأهل لكأس آسيا وتحقيق انجاز يعد الأول في تاريخ اليمن الموحد.
تدرج من الصفر إلا أن أصبح لاعبا مميزة وأشهر من النار على علم بين أوساط اللاعبين اليمنيين الشباب ويصل إلى أن يكون لاعبا في نادي السيلية القطري , ورغم ظروف البلاد وعدم الحصول على الدعم الكافي للاعبين من قبل الجهات المعنية في مجال الرياضة أستطاع أن يفرض نفسة على عالم المستديرة من خلال مهاراته وفنياته فيها وأن يكسب حب الجماهير الرياضية داخل وخارج الوطن بتواضعه والمستوى الذي قدمه خلال مسيرته الكروية البسيطة.
كان لنا حوار خاص معه وأضح فيه أمور متعلقة به وبكرة القدم عموما وما هي طموحاته واستعداده مع المنتخب للقادم نعرضه اليكم...
حاورته : دنيا حسين فرحان
*تأهلكم لكأس آسيا هل هو بداية لتحقيق انجاز جديد للوطن وما هو المطلوب منكم كلاعبين للتألق في البطولة؟؟
أولا نبارك لأنفسنا ولجمهورنا الحبيب التأهل وما قدمناه في هذه المنافسة رغم معاناتنا وظروف الحرب التي تمر بها بلدنا وهذا الانجاز هو فخر وشرف كبير لنا تمنيناه فحصل لذلك علينا الحفاظ على هذا بل من أجل اسعاد وطننا.
المطلوب منا هو التركيز في قادم الأيام وتحديد الطموح بالمشاركة التمرن بشكل جيد وبذل قصار جهدنا من أجل تحسين مستوانا في اللعب تكثيف التدريبات مراقبة لعب مختلف المنتخبات المنافسة لنا الاستفادة من هفواتها وأين تكمن مواطن الضعف والقوة فيها.
أنا كمهاجم أقوم بهذا الشيء أشاهد مختلف المباريات وأرى طريقة لعب المهاجمين وكيف يمكن أن اقتنص لحظة التسجيل أو الارتقاء أو المراوغة ومتى علي السرعة في الحركة وصناعة الهجمة, مهمتنا لسيت بالسهلة بل تتطلب منا كفريق منتخب وطني أن نقدم كل ما لدينا من مهارات وقدرات ونكون روح واحدة من أجل صناعة انجاز جديد لعالم الكرة اليمنية.
*هل تحظون برعاية كافية من الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة وما الذي تتمناه من الوزير نايف البكري ليحدث نقله للمنتخب وكرة القدم بشكل عام؟؟
بصراحة هناك اجتهادات شخصيه من قبل وزير الشباب والرياضة نايف البكري لدعم المنتخب و يشكر عليها فهو دائما معنا أينما حللنا يتواصل معنا ويقابلنا ويشجعنا بالكلام والفعل ونوجه له الشكر والتقدير على كل ما يقوم به معنا.
أما بالنسبة لاتحاد كرة القدم فهو المتكفل بكل ما نقوم به من خلال تكاليف سفرنا مثلا أو احتياجاتنا كلاعبين في البطولات المحلية أو المشاركات الخارجية وبدعم شخصي من رئيسه الشيخ احمد صالح العيسي الذي لم يقصر معنا بشيء ودائما يتابع خطواتنا أول بأول ودائم التواصل معنا ونتمنى من الجميع الالتفاف نحو الرياضة فهيا المتنفس الوحيد لشباب خاصة هذا الوقت الشباب بحاجة لتفجير طاقاته بشكل ايجابي بعيدا عن القتل والخراب الحاصل في البلاد وبحاجة لاستقطابه في شيء مفيد له ولمجتمعه.
الرياضة هي المجال الواسع المتاح فيه أن تظهر ابداعاتك في لعبة محدده والتألق فيها بل جعلها مكان لممارسة هوايتك المفضلة لذلك لابد من المسؤولين في الرياضة الاهتمام بكيفية جذب الشباب لها وتشجيعه ودعمه وهنا ستحدث هذه النقلة التي نريد أن نصل اليها حقا.
* فكرت بالاحتراف أو اللعب بدول أوروبية أو أجنبية ؟؟ ومن هو لاعبك وناديك المفضل؟؟
كل لاعب لابد أن تكون بداياته أن يصل الى مستوى عالي ويلعب خارج أراضي وطنه بعد أن يحقق أو يصبح شيء عظيم داخله , الحمد لله قدمت للمنتخب الكثير شاركت معه في مختلف البطولات وبفضل الله كسبت حب الناس وأنا محظوظ جدا بذلك.
لا أنكر بأنني تمنيت كثيرا منذ صغري أن ألعب لنادي خارج الوطن عربي أو حتى أجنبي لكن ما نمر به من ظروف هنا بالوطن جعل العديد من الأحلام تتبخر وخاصة فيما يتعلق بالاحتراف خارج الوطن ومع مرور الوقت اكتفيت بالبقاء في المنتخب والتركيز معه وكيف يمكن أن نقدم معه انجاز أو لقب جديد.
لكنني دائما متابع لعالم الكرة وكل ما يخص الأندية العالمية واللاعبين وأحب البرازيلي رونالدينيو والارجنتيني ميسي واتبره لاعبي المفضل واعشق نادي برشلونه الاسباني.
*كيف ترى الاعلام الرياضي اليوم وهل هناك ما ازعجك فيه؟؟
يمكننا القول بأنه مجتهد ولكن ليس لديه الامكانيات التي تجعله يبدع مثلا نلاحظ اجتهادات بعض الاعلاميين للدعم الرياضة من خلال المقالات أو الأخبار التي تشجع الجانب الرياضي لكن ما يزعجنا فيه تحويل الرياضة الى سياسة أو معنى آخر انعكاس السياسة على المجال الرياضة بشكل كبير وهذا ما يخلق انشقاق بين صفوف الجماهير بين مؤيد لنا ومعارض وهذا لا يخدم الرياضة بل يضرها.
تريد اعلام رياضي هادف ذو رساله واضحة لا تخلط الرياضة بأي مجال آخر بل يجعلها مستقلة حتى ترتقي بالمستوى المطلوب والذي يليق بها.
*أذكر لنا حدث قادم لك أو للمنتخب حصري تحب أن تخبر عدن الغد به؟؟
أبرز حدث أفكر فيه متى سأقوم بترك المنتخب الوطني الوقت المناسب وكيف سأختتم مسيرتي الكروية بكل حب واحترام الموضوع حاليا قيد التفكير ولكن لم أحدد بعد الوقت المناسب لتنفيذه.
*ما هي الصعوبات التي يمر بها اللاعب اليمني في الأندية المحلية وكيف يمكن أن يتخطاها من وجهة نظرك؟؟
اللاعب اليمني مع الأسف الشديد يمر بمراحل سيئة للغاية فهو داخل وطنه غير قادر على تقديم شيء بسبب غياب الدهم والاهتمام بالرياضة أو حتى تسليط الضوء عليه حتى وإن كان موهوب أو لديه امكانيات عالية.
باعتقادي بأنه يمكن أن يتخطى هذه الصعوبات اذا قامت الجهات المسؤولة في الرياضة وتحديدا رؤساء الأندية بمراقبة اللاعبين الشباب واستقطابهم من الحارات والمدارس وتأهيلهم وتدريبهم والاهتمام بهم وبكيفية تطوير ادائهم ومستواهم وفنياتهم في لعب كرة القدم بهذه الخطوة سيحدث فرق ونقلة كبيرة للاعب اليمني مستقبلا.
*ما المستوى الذي يريد علاء الصاصي الوصول إليه في عالم الرياضة وهل هناك لاعب من الزمن الذهبي تأثرت به؟؟
المستوى الذي اتمنى بل أطمح الوصول له هو أن أكون من ضمن كوكبة من اللاعبين الكبار في تاريخ الكرة اليمنية وسأجتهد من أجل تحقيق ذلك.
كل لاعبي الزمن الجميل هم نجومي وقدوتي أحبهم جميعا ومعجب بكل ما قدموه للكرة اليمنية ليس هناك لاعب محدد فالكل بالنسبة لي عمالقة ونجوم وأطمح أن أحجز لي مقعد بينهم.
*رسالة تحب أن توصلها للجماهير الرياضية والشعب اليمني؟؟
أريد أن اوجه رسائل وليست رساله...
أولها اتمنى من الله أن يمن على بلدنا بالأمن والأمان والحياة السعيدة وأن تنتهي هذه الحرب الغاشمة وتزوح الغمة ونعود كما كنا اليمن السعيد.
ثانيا أتمنى بل أرجو من الجماهير العريضة داخل وخارج الوطن أن تقف معنا بالدعاء والحب والدعم النفسي أن تشعرنا بأنها معنا مهما كانت الظروف والمحن وحتى وإن كنا في أسوأ حالتنا فبقربهم منا سنحقق شيء كبير كما قمنا به عندما تأهلنا الى كأس آسيا.
وأخيرا أن يكونوا على ثقة بأننا سنبذل كل جهدنا وكافة طاقاتنا من أجل اسعادهم وتقديم مستوى يرضون عنه حتى وإن كانت المنافسة قوية أو جئنا في مجموعة صعبة لن نجعل ذلك يأثر علينا وعلى طموحنا الكبير لإسعاد جماهيرنا التي نعتبرها مصدر قوتنا وعزيمتنا.
