آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:59ص

ملفات وتحقيقات


أمنيات عدنية ضئيلة في رمضان

الأحد - 31 يوليه 2011 - 10:56 م بتوقيت عدن

أمنيات عدنية ضئيلة في رمضان
مجموعة من الفتيات بشارع مدرم بالمعلا يحتفلن مساء اليوم بقدوم رمضان على طريقتهن الخاصة -عدن الغد

عدن ((عدن الغد )) خاص:

على طول شارع رئيسي بمديرية المعلا يحمل اسم احد شهداء الثورة التي اندلعت ضد الوجود البريطاني في مدينة عدن قبل أكثر من 40 عام يقضي رجل عجوز من الحي العتيق أوقات طويلة أسفل عمود إنارة أوقات من الليل .

 

مساء اليوم الأحد وقف الرجل البالغ من العمر 60 عام ويدعى محمد عبدالله عوذلي يتأمل شعلات نارية أضأت  أجزاء واسعة من جبل شمسان وأشعلها شبان في المدينة ابتهاجا بقدوم شهر رمضان حيث يقضي أتباع الديانة الإسلامية طوال أيام الشهر وهم يتمنعون عن الأكل والشرب فيما يصفونه "الصيام" .

 

يزيح "عوذلي " عدد من الأكياس البلاستيكية التي تناثرت على طول الشارع من طريقه ويتحدث لـ"عدن الغد" عن انطباعاته لرمضان هذا العام في عدن وكيف يمكن له ان يكون .؟

 

"الله يعين الناس هنا حر وانقطاع دائم للتيار الكهربائي  وغلا أسعار وانعدام للوقود" ماذا بعد كل هذا يمكن القول ..

 

يلخص العوذلي مثله مثل كثيرون في المدينة مشكلة الأهالي هنا في التيار الكهربائي حيث زادت معاناة الناس خلال الأشهر بسبب تزايد ساعات انقطاع التيار الكهربائي حيث وصل الأمر في عدد من الأحياء إلى أكثر من  7 ساعات في اليوم الواحد .

 

ولاتقف معاناة الناس في المدينة عند انقطاع التيار الكهربائي فقط في عدن هنا يعيش غالبية الناس على ماتمنحه الحكومة المحلية من مرتبات حكومية ويرى الكثير من الأهالي ان المرتبات ومع الارتفاع الحاد في الأسعار أصبحت حياتهم صعبة للغاية .

 

بداخل حافلة متهالكة  تمضي في طريقها من المعلا إلى الشيخ عثمان يبحلق سائقها في وجوه الركاب ويصيح بصوت أجش اقرب إلى الإنذار موجها حديثه إلى الركاب قائلا :" الكرى النفر بـ100 ريال  ويصمت.

 

خلال الأسابيع الماضية استغل الكثير من سائقي الحافلات غياب الرقابة من قبل السلطات المحلية في المدينة وانعداما حادا لمشتقات النفط  فقاموا برفع تسعيرة نقل الركاب بين مديريات عدن ورغم ان الكثير من الأهالي لجئوا إلى استخدام وسائل نقل أخرى كالدراجات أو قطع المسافات القريبة مشيا على الأقدام إلا ان هؤلاء وفي الأجواء الحارة لشهر رمضان سيكونون مجبرون على اللجوء مرة أخرى إلى وسائل المواصلات التي زادت أجرتها .

 

في الطريق الواصلة بين حي الفتح والتواهي يمضي مساء الأحد  علي سعيد في طريقه من التواهي إلى حي الفتح القريب سيراً على الأقدام .

 

منذ سنوات لم يفكر سعيد بالمشي على الأقدام إلا ان ارتفاع أسعار الاجرة  الخاصة بسيارة الاجرة إلى 70 ريال اضطر الرجل ان يختار السير على الأقدام إلى منزله .

 

في عدن تعاني الكثير من الناس أشياء كثيرة الخوف والفقر والحر والحرب أيضا لكن المدينة وأهلها يصرون على مكابدة الحياة والألم والنظر بعين واعدة إلى المستقبل.

 

هكذا يقول سعيد لـ"عدن الغد" وهو في طريقه إلى المنزل ويبتسم بمرارة .

في الـ16 من فبراير الماضي تفجرت في عدن حركة احتجاجات شعبية واسعة النطاق نادت بإسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح  وسقط خلال حركة الاحتجاجات عشرات الضحايا من شباب المدينة.

 

يرى كثيرون من أهالي المدينة ان حركة الاحتجاجات التي تصاعدت ولاتزال تشهدها المدينة إنما تعكس طموح الأهالي في حياة حرة عادلة وكريمة لكن أشهر لاحقة من الاحتجاجات والانفلات الأمني أصاب الكثير من الناس هنا بالإحباط.

 

ترى أم محمد وقد التقاها محرر "عدن الغد" مساء اليوم في مركز تجاري كبير في المدينة أطلق عليه "عدن مول ان رمضان سيكون فرصة لكي يلتقط الناس أنفاسهم من إطلاق النار الذي قالت انه أصبح شيء لابد منه يوميا .

 

أشياء كثيرة ترى أم محمد أنها ستشغل بالها وتتمنى امنيات صغيرة للغاية قليل من الافطار الجيد وتيار كهربائي لاينقطع ومنذ ليل غد ستبداء رحلة البحث عن ملابس العيد قبل ان تتصاعد اسعارها.

 

تأمل أم محمد أيضا ان صديقاتها سيتكرمن هذا الشهر بتقديمها "الهكبة" لكي تتمكن من شراء ملابس العيد .لام محمد امنيات بسيطة بساطة أشياء كثيرة في المدينة .

 

منذ ابريل الماضي ازدادت حوادث إطلاق النار من قبل الكثير من الناس في المدينة خلال حفلات الأعراس وغيرها وعاشت المدينة حالة انفلات أمنية كبيرة بسبب اتهامات لقيادي بارز في الحكومة اليمنية هو عبدالكريم شائف بتوزيع أسلحة على عدد من أهالي المدينة بسبب خلق حالة من الفوضى .

 

يتأمل العوذلي جوانب كثيرة من شارع مدرم وهي محطمة فيما يتجمع على طول الشارع العشرات من الأطفال وهم يلعبون ويتحدث مليا عن أمنيات كثيرة يتمنى لها ان تتحقق في رمضان .

 

يؤكد لـ"عدن الغد" انه ورغم كل الألم الذي ينتاب المدينة هذا العام إلا ان سيحمل مثلما كل عام صينية فطوره ليشاركها جيرانه وسيمضي رغم الظلم الذي سيحل في المدينة صوب المسجد وعصرا سيجتمع بكل أحبته.

 

يرى الرجل أيضا ان "عدن" ليست المدينة التي ترضخ لكل الظلمة والفاسدين وان مايحدث اليوم هو سحابة صيف ستنقشع .

 

فيما يتحدث عوذلي بأمل بالغ عن أمنيته لهذا العام كان العشرات من شباب عدن يصارعون قساوة جبل شمسان ويصعدون إلى قمته لكي يضرمون النيران أعلاها  لكي يؤكدوا للعالم اجمع ان المدينة لازالت قادرة على ان تبعث المزيد من الضوء للعالم اجمع .

من فتحي بن لزرق