آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:45ص

حوارات


عبير الحضرمي: أطمح لجدارية تعبر عن الإرث غير التقليدي

الخميس - 05 أبريل 2018 - 02:23 ص بتوقيت عدن

عبير الحضرمي: أطمح لجدارية تعبر عن الإرث غير التقليدي

(العربي) حاورها: أحمد باعباد

 

عبير الحضرمي، واحدة من الفنانات اليمنيات المبدعات في مجال الرسم، ممن جمعن ما بين التراث والمعاصرة في منهجها الفني الذي يستند أساساً إلى وعي فني لكونها تستلم عناصر التراث وتمزجها بفرشاتها الملونة وبتقنيات الفن ومدارسه الحديثة، ونظراً أيضاً لما تتمتع به من موهبة بدأت ملامحها تتكشف منذُ صغرها. كل ذلك قادها لأن تكون فنانة تشكيلية تسير بطموحها وإرادتها في التطوير إلى قمة الإبداع، حيث لا يحد من طموحها وأهدافها شيء، برغم كل المعوقات والصعوبات التي تواجه الفنانين اليمنيين عموماً في مسيرتهم الفنية والإبداعية، فكانت كما تمنت.
هي فنانة تشكيلية تعشق الإبداع بمختلف أنواعه، حيث تتناول القضايا الإجتماعية المختلفة التي تهم عامة الناس، فتناولت قضية الزواج المبكر للمرأة اليمنية من خلال الرسم، والتي وصفتها بـ «المؤثرة»، تعبيراً عن مكنونات ذاتها وما تعايشه في واقعها الحياتي وتتفاعل معه، ويكتنز في داخلها ليشكل فكرة عامة تُترجمها في إطار مبدع، يتحدث عما تخبئه من انفعالات وأحاسيس تجاه مختلف ما يدور حولها، حيث تطمح الفنانة عبير، لعمل جدارية بمدينة المكلا تعبر عن الإرث الحضرمي الغير تقليدي.
مراسل «العربي» التقى عبير وكان معها هذا الحوار.
كيف كانت بدايتك مع الرسم؟
بدايتي كانت منذ الصغر، حيث كنت أرسم بالرصاص والألوان الخشبية بعض الرسومات البسيطة، كانت ترافقها بعض الأعمال اليدوية مثل الصوف، وتدوير الأشياء بدلاً من رميها.
أي الأشخاص كان له التأثير في دفعك نحو الرسم؟
كان أستاذ الفنية في مدرستي الإبتدائية الأستاذ انور، هو معلمي الأول في هذا المجال، لا أعرف عنه شيئاً الآن، ولكنه كان السبب الرئيسي في اهتمامي بهذا المجال بشكل كبير، وهو كان رساماً محترفاً في حينها.
مَن هم أبرز الفنانين الذين تأثرتي بهم؟
ليس هناك أسامٍ محددة، ولكن أحببت متابعة بعض الفنانين اليمنيين والأجانب الذين يتبعون المدرسة التعبيرية، وتجنبت تتبعهم في كل خطوة، بغرض تلافي الوقوع في التقليد غير المقصود، وتكرار أفكارهم وعناصر استخدموها في لوحاتهم.
إذا ما اعتبرنا القلم هو «لسان العقل»، بحسب ما يؤمن به الشاعر الأسباني ميغيل دي ثيربانتس، فهل يمكن أن تكون الريشة هي منطق هذا العقل وصوت الروح؟
في رأيي الريشة هي أداة ووسيلة، يمكن الإستعاضة عنها بأدوات أخرى أو حتى بأصابع اليد، أما اللون فهو صوت الروح والفكرة الذي من خلالها يعبر بها الفنان بشكل كافي، وإن كان بلطخات لونية بعيداً عن العناصر، وتكون كافية لإيصال فكرته.
من أين تستوحين الفكرة في لوحاتك؟ ما الذي يؤثر فيك؟
عادة أستوحي الفكرة مما يدور حولي أو من رغبة ذاتية في التعبير عن شيء معين من دون حصول حدث معين.
هل لك طقوس عندما تكوني في طور رسم لوحاتك؟
لا وجود لطقوس معينة سوى أن أكون في مزاج كافي للرسم في أي وقت نهاراً أو ليلاً.
ماهي مراميك وأهدافك من خلال لوحاتك؟
إيصال فكرة عن قضية معينة أو تعبير عن الموروث الحضرمي الذي تكرر وجوده في معظم لوحاتي لإيصال هذا الإرث.
هل ترسمين همك الداخلي، أم الهم العام ؟
أرسم بالغالب الهم العام للمجتمع، أما شخصياً فقد أرسم أحياناً لوحات لوجوه تعبيرية بعدة خامات.
كيف تتعاملين مع الورقة البيضاء أو القماش الأبيض قبل أن ترسمين عليه؟
أحاول الحرص بشكل كبير على هذه المساحة التي توفرت لي للرسم، ووضع جل طاقتي وفكرتي بها بغض النظر عن حجمها... مع الحفاظ عليها بشكل كبير لأنها هي الأساس للوحة التي ستنتج لاحقاً.
عندما يدعونا اللون لنشاركه النبض، إلى أين تأخذنا العاطفة عندما ينزف هذا الأخير؟
تأخذنا العاطفة في الرسم إلى أبعد ما نتصور أحياناً، فقد نبدأ في «اسكتش» وفكرة مبدئية معينة لنصل أخيراً إلى فكرة تعبر أكثر عن ما يجول في خواطرنا، في خضم الضربات اللونية المتتالية.
لوحة رسمتِها ولها أثر في حياتك؟
من اللوحات التي لها أثر لوحة (الزواج المبكر)، حيث عبرت فيها عن القضية بالألوان القاتمة التي تعبر عن الحزن الذي يعتريها، وأظهرت الطفلة بشعر أبيض تعبيراً عن الشيب المبكر الذي يصيبها مع آثار واضحة لحملها، وبوجود لعبة صغيرة في يدها تعبر عن عمرها الزمني.
لوحة رسمتِها وتمثل قصة حصلت لك؟
لا توجد لوحة معينة مرتبطة بقصة حصلت لي، كل لوحاتي مجرد أفكار عبرت بها.
كيف تتعاملين مع النقد؟
أتقبل النقد كيف ما كان، فالنقد البناء يرفع مني وينورني في أشياء قد أكون غفلت عنها، من أجل أن أتجنبها مستقبلاً، والنقد الذي به نوع من «التنقيص» أيضاً يعطيني المقدرة على تقبله وعدم أخذ الموضوع بشكل جدي وشخصي وإن كان مقصوداً.
هل من أفكار جديدة تطمحي لتحقيقها في المستقبل؟
أطمح لعمل جدارية مستقبلاً في مدينة المكلا، تعبر عن الإرث الحضرمي بشكل حديث وغير تقليدي.
هل تتمنين الدراسة الأكاديمية المتخصصة في مجال الفن؟
الحمدلله درست الفنون الجميلة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة حضرموت، وأطمح في التخصص بشكل أكبر بعد نيلي درجة الماجستير.
رأيك بالواقع الفني اليوم؟
في تطور بين أوساط الشباب برغم قلة الإمكانيات، وشِح الدورات التدريبية المتخصصة في المجال، فأغلب تدريبهم، إما ذاتي أو عبر شبكة الإنترنت، وتقبل كبير للمجتمع لهذا المجال وهذه الفئة من الشباب.
بين طوق المحبة و موج الحنين، إلى أين؟
إلى المزيد والمزيد من التوغل في الرسم، والتعلق به أكثر، برغم مشاغل الحياة والملهيات التي قد تأخذني أحياناً بعيداً عن حبي للرسم، ولكن لا بد للعودة لهذا الوطن الخاص بي.