آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

ملفات وتحقيقات


تقرير: دفعة عشرين طب أسنان وزيارة كريمة لدار رعاية العجزة والمسنين بعدن

الثلاثاء - 03 أبريل 2018 - 06:00 م بتوقيت عدن

تقرير: دفعة عشرين طب أسنان  وزيارة كريمة لدار رعاية العجزة والمسنين بعدن
صورة من الزيارة "عدن الغد"

عدن (عدن الغد)خاص:

 

تقرير : علي عمر الهيج 

هناك خلف جدران مديرية عبدالقوي بالشيخ عثمان تحدث روايات حكايات وأساطير يشيب لها الطفل وتهطل لها السماء امطارا وبرق ورعود تزلزل الارض ومن عليها حكايات طمسها الزمن من ذاكرتنا في اكبر خطاء نرتكبه نحن والناس والمجتمع وسلوكيات الناس عامه..

 

صباح الاحد كنت  من نفسي  في المقدمة  في باص ذاهب للشيخ عثمان..وعند كلية الطب اعترضنا احد الطلاب يسأل السائق انه يريد أخذه (انجيز) ..

 

وافق السائق وانتظرنا لحظات وفوجئت بطلاب وطالبات دفعة عشرين طب اسنان مسائي_صباحي يصعدون الباص..وكعادة الصحفيين الاستفسار عن اي ظواهر واحداث ومشاهد التفت للخلف وسألت احد الطلاب الى اين انتم ذاهبون..رد علي الطالب خالد باسلوم المندوب المسائي للطلبة قائلا:

 

(( ياعزيزي نحن قمنا بالترتيب لزيارة دار رعاية المسنين والعجزة ..قمنا بهذا بمبادرة  منا لإشاعة الخير والمحبة ..هناك في الدار يقطن آبائنا وامهاتنا وقد انقطعت عنهم كثير من سبل التواصل والزيارة  الا من رحم ربي..نحن اخذنا معنا بعض الفاكهة والحلويات والغذاء والادوية  وقررنا القيام بزيارة  لندخل الفرحة  على قلوب اولئك العجزة  الذين يعيشون في اربعة  جدران ولا يستطيعون الخروج او الاستمتاع بأي شي))

 

 

انضممت الى الرحلة  بإصرار قوي..

 

حينما سمعت كلام الطالب خالد باسلوم احسست وكأن جسمي قد اصيب بذبذبات كهربائية  وقشعريرة  فاقسمت وعاهدت نفسي الا يمر هذا الحدث الانساني العظيم دون تغطيه إعلامية ورصد كل الحكاية  من دار المسنين..

 

وانا هنا اثق ان زملائي في الصحافة  ورؤساء التحرير انهم سيضعون هذا في أولويات صفحاتهم واستطلاعات الصحيفة  لأني ادرك صدق مهنيتهم ومدى محبتهم لابائهم واماتهم وسيسعون جاهدين الى بث هذا الحدث الى كل فضائات الاعلام..فاستأذنت الطلاب ان اكون شريكا معهم في هذه الرحلة  الانسانية  كما استأذنتهم بالتقاط صوره في الحوش خاصة وان التصوير داخل الدار امر مننوع وذلك لكثير من الاعتبارات لسنا في صددها حاليا..

 

دخول الدار..

طرق الطالب باسلوم باب الدار وعرف عن نفسه هو وزملائه..فاستقبلنا الحراس الشباب بكل اخلاق وترحاب ودخلنا جميعا..

 

حمل الطلاب اكياس من الخضرة  والفواكه والغذاء والحليب والادوية  البسيطة  وطالبات احضرن معهن وجبات منزليه رز ودجاج وخبز وما كرونه  وأطباق لا تعد ولا تحصى فوضعوها امام المسنين والعجزة ..

 

للتو توجهت الى الإدارة  لأستأذن التجول مع الطلبة  والمشاركة  في هذا العمل العظيم..

وللامانة  وجدت الاستاذ علي عيدروس علي مدير عام دار رعاية العجزة  والمسنين وقد قام من مكتبه مرحبا بي فقلت له كل الحكاية  ان الصدفة  قد قادتني الى هنا ربما حكمه وقدر من الله سبحانه وتعالى ان انقل رسالة من عباده المسنين الى كافة بقاع الارض..

 

قام معي المدير فتنقلنا بين الاقسام ورأيت الدار بسيطة لكنها نظيفة وتجولنا في أروقة دورة المياه ويشهد الله انها كانت نظيفة جدا جدا وفيها العطورات التي تستخدم في الحمامات..انا انقل هذا دون ان يكون هناك اي ترتيب ولا موعد مع الإدارة مطلقا لكتابة هذه الرحلة والزيارة  الانسانية ..

قال لي المدير اذهب بنفسك وخذ أراء بعض العجزة ..فتوجهت سألت المسن صالح فقال لي ظليت سبعة عشر عاما وانا اعمى لا ارى شيئا وحينما وصلت الى هنا اخذتني الادارة  الى دكتور فتم عمل لي (نقش) وها انا الان امامك ارى كل شي..

 

مسنة اخرى تتحدث بلهجة الكبار البسطاء العدنيات قالت: ياسلام سلم التفاح والليم والخضرة  والشمام والثياب والدنيا ما شالله حلا حلا ربي يحفظ المدير والإدارة ..

 

امرأة اخرى لسانها ثقيل وحروفها متقطعة  رأتني اتجول مع المدير فلوحت بايديها للسماء وتؤشر للمدير وسحبته واحتضنته .. اشهد الله ان هذه احداث حدثت امامي.

 

كنت كلما ادخل قسم اجد طالبه وهي تحتضن امرأة مسنة وهي تذرف الدموع وإذا بالعجوزة تبادلها مشاعر الدموع

وتستمر الحكاية

 

التفت يمينا ويسارا فوجدت نفس المشاهد.. وفي الزاوية الاخرى تجمعن عشر طالبات فوق امرأة مسنة وهي تغني لهن والطالبات يرددن بعدها ويحتضنها ويضحكن والمرأة تغني سعيدة مسرورة مبتهجة طائره في السماء وكأنها تقول : الحمدلله انا بين اسرتي وعائلتي وبناتي واولادي نعيش في وضع طبيعي ومتماسك..

 

الطالب خالد باسلوم كان يتحدث مع احد المسنين قائلا له: هاه يا ابي لقد جبت لك الطلب الذي طلبته..فرح الرجل وقال يحفظك الله ياولدي فقال خالد : ايش تشتينا اجيب لك فقال المسن بعفوية البسطاء..اشتي عصيد نفسي في العصيد..فقال خالد حاضر فتوجه للاكياس واحضر له العصيد..

 

حكايات..وحكايات..

التفت نحو الزاوية ووجدت طالبا يجلس على الارض بجانب اقدام شخص كبير مسن وهو يربت عليه ويمازحه والمسن هلت عليه اكبر فرحه من ايام حياته حيث ظل في الدار سنوات طويلة  معزولا من العالمِ..حيث قال كنا ننام الساعة السابعة اما اليوم نحمد الله وفرت الادارة لنا بعض التسلية كالدمنة والشطرنج ولعبة الورق ولدينا حديقة نذهب اليها للاسترخاء والنظر الى السماء والشمس..

كنا عائشين في واقع حزين..

 

وللإدارة كلمتين:

قال الاخ علي عيدروس علي مدير الدار ..هؤلاء العجزة يتم احضارهم من قبل الاقارب الى هنا وكل له ظروفه الخاصة ..

نتلقى دعم خاصة في شهر رمضان ونحصل ايضا على دعم فصلي من فخامة الاخ رئيس الجمهورية ..

مطالب واحتياجات الدار كبيره وامكاناتنا شحيحة  تقدمنا بطلب مولد كهربائي لكافة الجهات الحكومية والمنظمات وهنا لن نتسرع ونحكم بعدم تلبية مطالبنا لكننا سننتظر  ونسأل الله ان تتم اللفتة الكريمة  لابائنا وامهاتنا المسنين..

 

الى الطلاب:

انتم الرائعون المتفوقون.. انتم بهذه الاعمال الجليلة  تحققون مبدأ وقيم الطبيب الذي يشعر لمعاناة المرضى والمسنين..

رائعون انتم بزياراتكم تلك..انتم ترممون الجراح والالام وتحافظون على النسيج العائلي والاجتماعي وتبدعون في تحقيق ثنائيه رائعة هي التعليم والدراسة وايضا الاسهام في المجتمع وتعزيز الروابط الراقية ...

 

شكرا لكم جميعا..

للطلاب والطالبات وإدارة المركز والعاملين في الدار كافه..