آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-04:42م

من هنا وهناك


صورة وتعليق: بائع البطيخ

الأحد - 01 أبريل 2018 - 03:27 م بتوقيت عدن

صورة وتعليق: بائع البطيخ

تعليق: جازع غانم سالم

 

 
لحظة من فضلك!! ؟
إياك ثم إياك والحذر ، أن تخاف مني.. 
ما تراه في يدي ليست أداة قتل أو ذبح كتلك التي أصبحت تراها في أيدي ممن يدّعون حب الإله.. 
هي لا أكثر أداة استعرض بها بضاعتي التي ترونها.. 
بعد كل فجر يا إعزائي أُغادر منزلي البسيط فيما دعاء عجوزتي يلاحقني حتى الشارع بالسلامة .. 
أمضي ككل الكادحين على وجه هذا التراب نشتهي ما كتب الله لنا من رزق..
غير أننا و في مدينتي الجميلة هذه تعز وحتى أمس قريب ما من شئ كنا نحلم به سوى الربح الوفير من اجل عيش كريم.. 
صحيح أن هناك حيث أقتات رزقي على قارعة الطريق ، شمسٌ و ريح.. 
هناك أيضاً بؤس و أوجاع تتستر بوجوه الكثير ممن يمرون من أمامي ، صغارهم و كبارهم.. 
 اليوم والكثير مثلي أصبح جُل ما نرجوه و ندعوا الله لأجله ، هو عودتنا إلى أهلنا سالمين و لو باليسير مما يسد رمق جوعنا..
لم نعد نطمع بأكثر من ذلك..
حتماً تدركون سر ذلك..   
لن أسرد لكم ما يدور في شوارع مدينتي من فوضى و قتل بالمجان من بعض لصوص القادة و القادة اللصوص و أقربائهم منذ عامان .. 
نعم ، جميعكم يعرف ذلك و يتجاهله!! .. 
حتى ذلك الشيخ ذو اللحية البيضاء و ذو اللحية السوداء و الحمراء ، جميعهم يعرفون ذلك ، و يدّعون من على منابرهم أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، غير أنهم كاذبون و صامتون حين تنزف دماؤنا .. 
هم لا يأبهون لنا ، بل و يبيعون أوجاعنا على مائدة هؤلاء اللصوص بقليل من الأرز و شئ من شحمة مؤخرة خروف حرام...
يتساقط منا كل يوم ابرياء ولا وكيل لنا سوى الله.. 
لا دولة تحمينا و لا قانون ينصفنا ، ولا رجال لله أقل اليسير يذودون عنا..  
على قارعة الطريق يا هؤلاء يمضي يومي كله محاصراً بالأقدار ، غير أنني أتوسل الله بخيرها... 
ذات يوم قال لي أحدهم : يا حاج ، جميع بطيخاتك لا تسوى قيمة ( تخزينة ) القائد فلان ؟!. 
ضحكت ساخراً وقلت له : لكن القائد فلان و جميع لصوصه لا يسوون عند الله بذرة في إحدى بطيخاتي..