آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-07:43ص

ملفات وتحقيقات


شخصيات : سيبقى السليماني في ذاكرة التاريخ

الأربعاء - 28 مارس 2018 - 01:23 م بتوقيت عدن

شخصيات : سيبقى السليماني في ذاكرة التاريخ

كتب/نايف السليماني



عاش بهدوء وبلا ضجيج..كان قليل الكلام،كثير العمل ترك إنجازاته تتحدث عنه لم يطلب من أحد جزاءً ولا شكورا،ومثلما عاش رحل بهدوء أيضاً،وبلا ضجيج الأسبوع الماضي،وكأنه يعطينا أخر الدروس.
هذا هو التربوي الفاضل يسلم السليماني قدم كل شئ ،ولم يأخذ شيئاً تربى مع أفراد جيله على التضحية والنزاهة والعفة ،ضحى بشبابه وعمره في خدمة الوطن وظل على هذه المثل حتى وفاته لم تغيره المتغيرات ولا تعاقب الحكومات.
إن رحيل هذه القامة التربوية الكبيرة خسارة للوطن بأسره وللوسط التربوي على وجه الخصوص ،فما قدمه الفقيد خلال فترة عمله الطويلة في محافظتي شبوة ،وعدن من خدمات وإنجازات ستبقى خالدة في قلوب وعقول أبناء هذه المحافظات ،ففي محافظة شبوة ،وبالتحديد في عدد من المناطق والقرى أدخل الفقيد التعليم اليها بعد أن كانت محرومة منه ،وكان مجرد التفكير في وجود مدرسة حلم بعيد المنال بالنسبة لأبناء هذه المناطق إلا أن الفقيد وبمتابعه مضنية أنشاء في كل قرية مدرسة يقوم هو بالعمل فيها مديراً ،ومعلماً لجميع المواد الدراسية ،وتحت الأشجار أو الخيم أو صناديق خشبية لعدم وجود (مبنى)وعندما يتم تثبيت هذه المدرسة من خلال احضار معلمين وبناء فصول ينقل الفقيد هذه التجربة إلى منطقة أخرى ،وهذا ماحدث في قرى مثل(عرقة)و(المطهاف) و(الروضة)،وغيرها من المناطق التي كان له الفضل بعد الله في تطوير التعليم وإدخاله إليها،وكان ذلك في فترة الستينات من القرن الماضي.
وساهم الفقيد أيضاً في تطوير العملية التعليمية والتربوية في مديرية (رضوم)من خلال عمله مديراً لعدد من المدارس،وبعدها عمل مشرفاً للتربية في المديرية وقدم العديد من الخطط التي نقلت التعليم في المديرية نقلة نوعية.
اما في محافظة عدن فقد أوكلت للفقيد مهمة تأهيل ضباط القوات المسلحة ومناضلي ثورة أكتوبر في مدرسة القوات المسلحة وتتلمذ على يديه الكثير من القادة الذين وصلوا إلى مناصب عليا في الدولة منهم المشير عبدربه منصور هادي الرئيس الحالي للجمهورية،وخلال فترة السبعينات من القرن الماضي عمل معلماً للغة العربية في عدد من مدارس م/صيرة بعدها قام مع مجموعة من التربويين بتأسيس إدارة التوجية التربوي وأصبح الموجه الأول لمادة اللغة العربية ،وقام بإعداد منهج اللغة العربية للصف الثامن،وغيرها لكثير من المساهمات التي لا يتسع المجال لذكرها…ولو كان الفقيد وغيره من الكفاءات التي خدمت الوطن في دولاً اخرى لتم الإحتفاء بهم في حياتهم ولتم تكريمهم بعد مماتهم ولربما بنيت تماثيل لهم.
وما يحز في النفس هنا أن المسئولين في وزارة التربية والتعليم ،ومكتب التربية في المحافظة ،والمديرية وقيادة السلطة المحلية في المحافظة تركوا الفقيد وحيداً خلال فترة مرضه التي أمتدت لأكثر من ثلاث سنوات ،وعند وفاته لم يحضروا تشييع جثمانه ،ولم يعزوا حتى برحيله!..مع هذا سيبقى الفقيد في ذاكرة التاريخ ،وستزول الكراسي ولن يذكر أحد من أصحابها ،والله المستعان.
في الأخير ونيابة عن أسرة الفقيد اتوجه بالشكر لكل من قدم واجب العزاء وكل من تحمل عناء السفر للتعزية بالفقيد تحية لهم جميعاً تربويين(معلمين ومعلمات)رجال ونساء،طلاب وأطفال ،وأقارب الفقيد وكل محبيه.
رحم الله الفقيد وغفر له واسكنه جنات النعيم مع الصديقين والصالحين والهم أهله ،وذويه الصبر والسلوان ،وإن لله ،وإن إليه رجعون.