آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-05:21م

ملفات وتحقيقات


هل ينجح المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن فيما فشل فيه أسلافه؟

الثلاثاء - 27 مارس 2018 - 01:48 م بتوقيت عدن

هل ينجح المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن فيما فشل فيه أسلافه؟

كتب/عبدالله جاحب

بعد ثلاث عجاف وملف متعسر معقد سياسيًا وإنسانياً أحلام تبخرت وأماني وأمنيات تطفى مجدد وتجديد رغبات السلام والأمن والأمان .

ثلاث سنوات من الحرب والدمار والخراب والقتل والسفك والانتهاك والاعتقال والتشرذم والتناثر وتطاير السلم الاجتماعي وتصدع المجتمع وانهيار مقومات الحياة للإنسان اليمني اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً بعد ثلاث سنوات من المحاولات واللقاءات والرحلات بين صنعاء وعدن ومسقط والرياض والكويت غادر ولد الشيخ أحمد وأغلق ملفه الخاص باليمن وسلم واستسلام ورفع المنديل بكل قناعة  وكتب على مقدمة الملف اليمني " تستمر الحرب ويرحل السلام من اليمن " .

 

ووافق مجلس الأمن في الخامس عشر من فيراير / شباط 2018 م على تعيين مارتن غريفيث مبعوثاً اميمياً خاصاً الى اليمن خلفاً ل اسماعيل ولد الشيخ أحمد, بعد  إعلان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريت عن عدم اعترض اي من أعضاء مجلس الأمن عليه وبهذا يكون قد تولى اعقد ملفات الشرط الأوسط.

 

يعتبر مارتن غريفيت مواليد 1951م واحد من أهم الدبلوماسين الاوربيين وفقا للأمم المتحدة وهو المدير التنفيذي للمعهد الاوربي للسلام في بروكسل ولديه خبرة واسعة في حل النزاعات والتفاوض والشؤون الإنسانية.

وقد شغل مارتن العديد من الوظائف كان المدير المؤسس لمركز الخطر الانساني في جنيف , والذي يتخصص في الحوار السياسي استمر في ذلك المنصب من عام 99-الى العام 2010 م كما عمل في السلك الدبلوماسي البريطاني ومنظمة الخيرية( انقذوا الأطفال) ومنظمه الامم المتحدة( اليونسيف ) . , عين مديراً للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنيف في العام 94م .

وأصبح منسق الاغاثة الطارئة لها في نيويورك 1998م .

 

كل ذلك الملف الذاتي والسيرة الخاصة في المبعوث الامم مارتن تجعل منه شخصاً إنسانيا بعيد عن الميول السياسي وقد يركز على الجانب الإنساني أكثر من الميول السياسي نظر لكم الكبير والجامح من الخبرة الإنسانية التى تطغي وتسيطر على سيرته العملية والحياتية في سلك عمله ومهنه .

فالرجل قام بدور كبير في نقل الوساطة في الأزمة السورية من الأخضر الإبراهيمي الى ستيفان دي ميستور عندما كان رئيسا لمكتب الامم المتحدة في دمشق وهو احد الخبراء الدوليين في الشؤون العربية بشكل عام نال شهرة واسعة لخبرته بالشؤون العربية.

طور نماذج للحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة في عدد من البلدان في أفريقيا واسيا وارووبا بين عامي 2012 - 2014 م وساهم في تأسيس شركة( انترميديات) الخيرية لندن التى تعمل على حل النزعات والوساطات وهذا اكسبه شهرة عالمية واسعة في هذا المجال .

يرى ان الحرب في اليمن تختلف عنها في سوريا لان الحل وارد في سوريا بعكس اليمن التى تتضاءل فيها الحلول وتتفاقم الأزمة الإنسانية أكثر فأكثر فهي أسوء من العراق وجنوب السودان , ففي اليمن وبحسب الامم المتحدة 60% من السكان ( 17 مليون ) . في حاجة الى الغذاء , سبعه ملاييين منهم يواجهون خطر المجاعة.

 

ولكن الخطر الذي قد يواجه المبعوث الاممي مارتن هو المجاعة السياسية التى تعصف بالوطن طيلة ثلاث سنوات بين قوى الصراع والنزاع في اليمن والتعقيدات والتشكيلات المختلفة التى تطفي على السطح وتجعل منها مسرح ومضمار للصراع والنزاع ويبقي أمام مارتن خطر المجاعة السياسية قبل نزول وحدوث الكارثة الإنسانية فكيف يعصر جهد العمر وسنين الخبرة الإنسانية والتجارب في المنطقة ويسخر ذلك في تلاشي حدوث المجاعة السياسية في اليمن قبل الإنسانية... !!

 

من الرياض الى صنعاء الى عدن هل تتلاشا المرجعيات الثلاث ويفرض واقع الأرض

 

واصل المبعوث الأممي الى العاصمة صنعاء من اجل عقد مباحثات مع الحوثيين , وتتركز حول مسألة إستئناف المفاوضات بينا أطراف في البلاد وقالت مصادر من مطار صنعاء ان المبعوث الاممي وصل صنعاء قادماً من العاصمة الأردنية عمان ولم يتطرق المصدر الى أي تفاصيل إضافية حول الزيارة ومن المقرر ان يعقد المبعوث لقاءت مع مسئولين حوثيين ومع رديف وبدائل حزب صالح المؤتمر الذي سيطر عليه الحوثيين بعد مقتل صالح وستتركز على عقد جولة من المفاوضات بين أطراف النزاع من اجل أنها الازمة في اليمن .

وقد التقي المبعوث في الرياض بالرئيس هادي ونائبه علي محسن ونائب الرئيس السابق خالد بحاح ورئيس الحكومة احمد عبيد بن دغر ورئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي ومسؤولين في مجلس التعاون الخليجي من اجل بلورة الرؤى حول الأزمة اليمنية وقد وصل إلى عدن قادماً صنعاء وقبل وصلة وصل رئيس مجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي قادما من أبوظبي وقد صرح مارتن في تصريح سابق انه سيقوم بتسيير عملية سياسية شاملة ووعد بأنه سينخرط بالعمل مع جميع الأطراف اليمنية دون تفاصيل .

وقد بدأ المبعوث الدولي مهمته وفتح الأبواب على جميع الأطراف دون إستثناء مايلفت الإنتباه عدم إعتماد المبعوث على قواعد اللعبة السياسية المتعارف عليها وسبل والطرق التى سلكها ولد الشيخ ولم يجعل من المرجعيات الثلاث في اليمن دستور وقران ونهج يسير عليه وكأن حرص على سياسية الأمر الواقع ( الأرض) الذي رأى الكثير من المحللين أنها قد تكون مفتاح مارتن في رسم معالم وخارطة وتفكيك الأزمة المعقده في اليمن , حيث ركز مارتن على عنصرين مهمين في فتح الأبواب المغلقه وهما عنصر الأرض وسياسية السيطرة وتمدد النفوذ على الأرض مثل الحوثيين في صنعاء والمجلس الانتقالي في عدن والإصلاح في مارب .

وهذا دليل على تلاشي المرجعيات والتسليم للواقع على الأرض تمدد وسيطرة واستحوذ !!

 

من يرسم ويخط فصول النهاية في ولاية وعهد ( مارتن )

 

يبدو ان فصول اللعبة ستتغير والموازين قد تحدث بعض المتغيرات والأحداث وقد ترسم قوي ملامح معالم خارطة مارتن في حلحلة الأزمة وتفكيك الشفرات والطلاسم المعقدة والخروج من دوامة ولد الشيخ أحمد .

طفى على السطح ظهور وجوه قد تغيير ميزان الأزمة ومن ملامح وبوادر وبزوغ تلك الصور التحركات التى قام بها مارتن من خلال لقاءات مع أطراف قد يشاهدها الشارع أنها تبخرت وتلاشت ولم يعدلها حضور .

كون أصبح الرجل الاممي على ما يبدو يقوم بعمليات استنساخ وإعادة تأهيل لتلك الوجوه وخير دليل على ذلك لقاء المبعوث الاممي مارتن رئيس الحكومة السابق المهندس خالد بحاح الذي التقي به في الرياض, فهل يكون  بحاح احد معالم وملامح وعناصر رسم الخارطة المارتنية في قادم الأيام واحد اسياسيات الحل اذا لم يكن ورقة التسوية وبروز وظهور بحاح في الفترة الأخيرة بشكل ملفت يرجح  تلك الحتمية التى تجعل منه ورقة تسوية قادمة في مفتاح خارطة مارتن .

إضافة الى العنصر الآخر في لقاءات مارتن وهو رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي مما يجعل كل الدلائل والوقائع والقاءات ترجح إقحام حزب الإصلاح في رسم خارطة مارتن الدولية اما بالنسبة للقاءات بن دغر والرئيس فهي لقاءات ضرورية وشكلية روتينية لا تحمل عنصر المفاجأة او تغيير بوصلة العملية في الأزمة ولقاء صنعاء المتمثل بالحوثيين وعدن المتمثل بالمجلس الانتقالي خير مانقول عليه انه لقاء الواقع والأرض والقوة المهيمنة والمسيطرة ولقاء الاستحواذ فهل تظهر عناصر تغيير من ملامح ومعالم خارطة مارتن وتكون مفاتيح الحل السياسي في الأزمة ام ان وقائع الأرض والضغط الدولي والإقليمي يلعبان دور عكس كل التوقعات والمتغيرات والأحداث الجارية في قادم فصول وحكاية ورحلة مارتن إلى اليمن ... ؟ !!