لما يا ابي ؟ لما يا صديقي؟

(1)

كم همسة في اذني كررها ابي ..كم صرخة في وجهي صاح بها ابي .. لا تمضي  في هذا الطريق .

ومضيت..  لم اسمع كلامه ..سأعيش حياتي بلا التزامه ..من يمنع النحل ان ترشف  من الزهر الرحيق ?

وعاد يستعطفني ان اعيش حياتي بلا صديق ... ان احذر عدوي مرة وصديقي الف مرة ..ان احتاط  من الزمن حتى لا يأخذني على  حين غره.. .كانت تجاعيد السنين تحضن وجهه ..وكان في عينيه رجاء ..وشموخه  يمتد نحو آفاق السماء. ورميت حديثه وراء ظهري ومضيت الطريق .

ومر عام ..عامان ..ثلاثة اعوام ..كان صديقي هو زفيري والشهيق ..ونسيت نصائح ابي  ..بل نسيت ابي ..اذ لا حياة بلا صديق .

(2)

دخل العام الرابع ..وانأ في كنف الربيع ..لكن خيوط  دخان بدأت تنتشر في الفضاء ..وسحائب سوداء بدأت تغزوا السماء..وبدأت ابحث اين يشتعل  الحريق?

وصرخت ..ابتاه .....في قلبي يشتعل الحريق ...هذا سم  خنجر صديقي بدأ في جسدي ينتشر ...ابتاه هذا صديقي باعني بثمن بخس في وحل قذر  ...وتعالت صرخاتي ويدأي تطلبان النجدة كالغريق ..

ولم يسمع ابي ..كان قدري ان اواجه وحدي مصيري ..ان اتجرع مخاض عمري العسيري.. ان احتضر ولا اموت ..ان اعيش عذاب النار في غمرة الوادي السحيق.