آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-03:20م

اليمن في الصحافة


ميليشيا الحوثي تعاقب يحيى صالح بمصادرة أمواله رغم مواقفه المهادنة

الإثنين - 19 مارس 2018 - 08:10 ص بتوقيت عدن

ميليشيا الحوثي تعاقب يحيى صالح بمصادرة أمواله رغم مواقفه المهادنة
مليشيا الحوثي - أرشيفية

( عدن الغد ) الشرق الأوسط :

خيبت ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية ظن نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، يحيى صالح، بعد قيامها أخيرا بمصادرة أمواله في صنعاء رغم خطابه المهادن للجماعة واستمرار مواقفه المناهضة للحكومة الشرعية والتحالف العربي المساند لها، بعد مقتل عمه على أيدي الميليشيات والتنكيل بأقاربه وأنصاره.



وكشف نجل شقيق صالح الذي كان إبان حكم عمه قائدا لأركان حرب قوات الأمن المركزي حتى أطاحه الرئيس هادي من المنصب في 2012 أن الميليشيا الحوثية اتخذت قرارا بتجميد حساباته المصرفية في صنعاء ومصادرة أمواله بما فيها ممتلكاته العقارية وسياراته، وذلك ضمن لائحة ضمت العشرات من أقارب الرئيس السابق.

واستغرب يحيى صالح في تسريبات نقلتها عنه وسائل الإعلام المقربة منه، من أن مهادنته للميليشيات الحوثية وعدم اتهامه لها رسميا بقتل عمه، وكذا تصريحاته المناهضة للحكومة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها، إلى جانب اعترافه بشرعية النسخة التي تشكلت في صنعاء لخلافة عمه في رئاسة حزب «المؤتمر الشعبي»، كلها لم تشفع له عند الحوثيين لاستثنائه من الإجراءات العقابية.



واتهم نجل شقيق صالح الذي كان عمه عينه قبل أكثر من عام، عضوا في اللجنة العامة لحزب «المؤتمر»، القيادي الحوثي عبد الرب جرفان المعين من قبل الجماعة رئيسا لجهاز الأمن القومي (المخابرات) بالوقوف وراء ضم اسمه إلى لائحة المشمولين بالإجراءات الحوثية، خلافا لتوجيهات رئيس مجلس انقلاب الجماعة ونائبها العام.



وكان بعد مقتل عمه صالح على يد الميليشيات الحوثية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وما تبع ذلك من اعتقال أقاربه والتنكيل بقيادات حزبه ومصادرة أموالهم، أطلق يحيى صالح تصريحات مهادنة تجنب فيها ذكر قتلة عمه الحوثيين أو إدانتهم، أو التلميح بمواجهتهم انتقاما له، وهو ما أثار استغراب أنصار صالح وأعضاء حزبه.



ويبدو أن إقامة نجل شقيق صالح في بيروت التي يدير منها أعماله التجارية واستثماراته منذ سنوات، كانت عاملا حاسما لاتخاذه هذا الموقف المهادن، تجنبا لإغضاب «حزب الله» اللبناني الحليف الوثيق للحوثيين واليد الأولى لإيران في المنطقة العربية.



ويخالف يحيى شقيقه طارق الذي تعهد السير على وصية عمه صالح لمواجهة الميليشيا الحوثية عسكريا، بعد إفلاته من قبضتهم في صنعاء، ووصوله إلى عدن بالتنسيق مع التحالف العربي، حيث يعد العدة لتجميع قواته العسكرية للانخراط في المعركة التي يساندها فيها شقيقه الآخر عمار مستفيدا من خبرته السابقة في جهاز الأمن القومي (المخابرات).



وعلق ناشطون موالون لحزب «المؤتمر» على مواقع التواصل الاجتماعي، على مصادرة أموال يحيى صالح من قبل الحوثيين، وعلى استغرابه هو من الأمر، وقال بعضهم: «يبدو أن يحيى صالح لم يستوعب بعد أن الجماعة الإيرانية التي غدرت بعمه وقتلته ونكلت بأقاربه وقيادات حزبه، هي الخطر الحقيقي على اليمن، وأن انتقامها من اليمنيين سيعم الجميع، بما فيهم الحلفاء».



وعلى الرغم من أن يحيى صالح، كان يشغل منصبا أمنيا مهما قبل تنحي عمه عن كرسي الحكم لخلفه هادي عقب الانتفاضة عليه في 2011 إلى جانب إدارة أعماله التجارية والاستثمارية، فإنه كان أكثر أقارب صالح ميلا للعمل المدني والنشاط السياسي تحت لافتة «القومية العربية» التي أنشأ من أجلها عددا من المنظمات والجمعيات التي عنيت بالشأن المحلي وبالقضايا القومية العربية.