كانت الساعة الرابعة من عصر يوم الاحد حينما رفع متظاهرون جنوبيون علم ضخم لجمهورية الصين الشعبية وسط ساحة العروض التي شهدت طوال سنوات كثيرة احتجاجات شعبية نادت باستقلال الجنوب عن الشمال.
وجاء الرفع عقب عدة أيام من حديث سياسي عن دور صيني مرتقب بمدينة عدن وتحديدا لادارة ميناء المدينة الذي يشهد تجاذبات سياسية واسعة النطاق منذ سنوات .
وخلال السنوات الماضية رفع محتجون جنوبيون اعلام دولة عربية واجنبية عدة في مؤشر عده كثيرون انعاكسا لغياب المشروع الوطني الحقيقي الذي يمكن له ان يجمع قوى الحراك الجنوبي.
ومع انطلاق فعاليات الحراك الجنوبي رفعت اعلام روسيا وبريطانيا وامريكيا في تظاهرات حاشدة طلبا للدعم الدولي لفعاليات التظاهر هذه.
ومع انتهاء الحرب الأخيرة في عدن في العام 2015 رفعت الاعلام الإماراتية والسعودية بكثافة قبل ان تنحسر لاحقا.
وتتمتع مطالب استقلال الجنوب عن الشمال بدعم شعبي كبير لكنه يتناقص تحت ضغط المخاوف من اندلاع صراع اهلي تغذيه اجندة دولية .
وفشلت القوى الوطنية الجنوبية منذ انتهاء الحرب في التوصل الى توافق سياسي ينهي حالة الصراع بين الأطراف التي تسيطر على أجزاء متفرقة من عدن .
وربما يعكس قيام متظاهرين برفع اعلام دول وقيام اخرين برفع اعلام دول أخرى حالة التيه السياسية التي باتت تعيشها القوى المتصارعة على تحقيق نفوذ سياسي بعدن .
وتعالت الدعوات جنوبا لكافة القوى السياسية الجنوبية لبدء حوار سياسي بين كل الأطراف ينتهي بتوافق سياسي حقيقي فيما بينها.
وعلى مايبدو جعلت هذه الخلافات بالاطراف الشعبية ضحية التجاذبات الدولية التي باتت تنفذ اجندتها بصورة واضحة للعيان .
