آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:05م

حوارات


مدير مكتب الصحة بعدن : الحرب أدت إلى تردي الأوضاع الصحية ونعمل على استكمال مشروع تأهيل مستشفى عدن العام

الأحد - 18 مارس 2018 - 03:53 م بتوقيت عدن

مدير  مكتب الصحة بعدن : الحرب أدت إلى تردي الأوضاع الصحية  ونعمل على استكمال مشروع تأهيل مستشفى عدن العام
صورة لمستشفى الجمهورية بعدن

عدن (عدن الغد)خاص:

أوضح د. جمال إسماعيل خدابخش ، مدير عام مكتب الصحة والسكان بمحافظة عدن .. أنه خلال السنوات الماضية التي أعقبت الحرب الظالمة على المحافظات الجنوبية في عام 1994م ، شهد القطاع الصحي تدهورا مستمرا في مستوى ونوعية الخدمات التي يقدمها نتيجة للخفض الذي تم في الموازنات التشغيلية للمحافظة وإن الأمر أزداد سوءا مع دخول البلد في الحرب الظالمة الأخيرة في بداية عام 2015م وتطرق في لقاء أجرته معه (عدن الغد) إلى عدد من القضايا المهمة التي يعاني منها هذا القطاع وكيفية تجاوزها .. فيما إذا أقرت الموازنة التشغيلية والتي ستسهم في تحسين الخدمات الصحية في هذه المدينة العريقة مشيرا إلى أهم المشاريع في خطة هذا العام وكذا أحياء (مشروع بناء مركز الأمومة والطفول) وإيجاد الحلول لاستكمال مشروع بناء (مركز الطوارئ والحوادث) في حرم هيئه مستشفى الجمهورية إضافة إلى مشاريع إستراتيجه أخرى جديده – تحت الدراسة – منها .. بناء مركز (معالجة الحروق).. وآخر لجراحه وزراعة الكلى .. كما تطرق في حديثه أيضا إلى قضية (المتعاقدين) في مختلف مرافق قطاع الصحة بعدن  مؤكدا على أهمية حلها بثبيتهم حسب أولوية التعاقد ،ورأى أن هذه القضية يجب أن تطرح – كملف متكافل – من قبل الخدمة المدنية والسلطة المحلية بالمحافظة أمام دولة رئيس الوزراء لسرعة خلها .. كما تناول اللقاء عدد من القضايا المتعلقة بهذا القطاه .. فإلى التفاصيل:

 

التقاه : عبدان دهيس

تقييم الأوضاع الصحية

ما هو تقييمكم للأوضاع الصحية بعدن بشكل عام ..؟

في البداية نشكر صحيفة (عدن الغد) على هذه الفرصة الطيبة للحديث عن القطاع الصحي في عدن .. ليعرف المواطن أمور كثيره عن أوضاع هذا القطاع .. وللإجابة على سؤالكم .أود القول أنه خلال السنوات الماضية التي أعقبت الحرب الظالمة على المحافظات في عام 1994م شهد القطاع الصحي تدهورا مستمرا في مستوى ونوعية الخدمات التي يقدمها للمواطنين نتيجة للخفض الذي تم في الموازنات التشغيلية للمحافظة

بدءا من الإجراء الانتقامي الذي تم بتعديل الأوضاع الإدارية لمكتب الصحة.. وإلغاء الوضعية المميزة للمكتب وبقية الإدارات بالمحافظة – كعاصمة اقتصاديه وتجاريه – ومعاملتها أسوة ببقية المحافظات الريفية دون الأخذ بعين الاعتبار حجم الأعباء التي تتحملها المحافظة .. كونها (مركزا إداريا) يخدم المحافظات المجاورة التي تستهلك جزءا كبيرا في خدمات مؤسساتها وتسهم في إهلاك بنيتها التحتية دون أن تشهد تعويضا أو توسعا مناسبا للأعباء التي تتحملها من جراء هذا الدور .. الأمر الذي أزداد سوء مع دخول البلاد في الحرب الظالمة الأخيرة مع بداية عام 2015م حيث تم إجراء تخفيضات الموازنة العامة للدولة شمل موازنات (القطاع الصحي) بنسبة تزيد على (25%) نتيجة هذه الحرب والتي انعكست على تخفيضات مستمرة في جميع بنود الموازنات التشغيلية للمؤسسات الصحية بالمحافظة وبشكل حاد .. بالرغم من استمرار الطلب على خدمات هذه المؤسسات التي تحملت مسؤوليه تقديم الخدمات الصحية للمصابين وجرحى الحرب رغم توقف الاعتمادات المالية لهذه المؤسسات خلال الحرب يضاف إلى ذلك.. أن عدد من المؤسسات الصحية الجديدة التي تم بناؤها خلال السنوات الماضية.. تم تشغيلها دون موازنات معتمده لها بل كان يتم تغطية نفقاتها وتشغيلها ومن موازنات المؤسسات الصحية القائمة الأمر الذي أثقل كاهل هذه المؤسسات .ز وحاليا نشكو من تزايد عدد النازحين من المحافظات الخاضعة للحرب إلى محافظة عدن مما أثقل كاهل الوضع الصحي في هذه المحافظة وزاده تعقيدا .. إلا إننا لن نألوا جهدا في تقديم لخدمات الصحية بكافة أنواعها للمواطنين وبالتنسيق مع المنظمات الصحية العاملة في البلاد وبمساعدة جميع الجهات الرسمية في الدولة والسلطة المحلية.

خطة عام 2018

ماهي خطتكم للعام الجديد 2018 ..؟

هذا السؤال جيد .. وللإجابة عليه نود القول إن من ضمن أولويات خطتنا لهذا العام 2018م .. هو إعادة تقييم أوضاع جميع المجمعات الصحية المراكز الصحية في جميع مديريات المحافظة وكذا المستشفيات المركزية في المحافظة من حيث الأداء والانضباط الوظيفي والخدمات التي تقدمها حاليا للمواطنين ومدى ملاءمتها مع الواقع الجديد الذي تعيشه المحافظة وتردي الأوضاع الاقتصادية المعقدة جدا والتي تنعكس سلبا على طبيعة الأداء لجميع المكاتب التنفيذية بشكل عام انطلاقا من هذا التقييم – والذي مازلنا بصدده ولم يكتمل بعد – إضافة إلى التوجهات الرسمية – أكانت من السلطة (المحلية بالمحافظة) أو من قيادة الوزارة – ممثله بمعالي وزير الصحة العامة والسكان الزميل الدكتور ناصر باعوم الذي يحيط الأوضاع الصحية بعدن بالرعاية والاهتمام كبقية المحافظات المحررة ، ونحن سنحاول أن ندفع بالأمور نحو  الأفضل وذلك من خلال اعتماد مشروع الموازنة الجديدة من قبل الحكومة والمالية وهذه الموازنة تعتبر معقوله وتلبي الحد الأدنى من الاحتياج الفعلي للمرافق الصحية بشكل عام خصوصا مع انخفاض سعر (العملة المحلية).. وتدني مستوى معيشة المواطن بشكل عام والكادر الصحي بشكل خاص وعلى ضوء ما تقدم .. سوف نستطيع – بعون الله – من رفع مستوى الخدمات الصحية في المحافظة بالتعاون المستمر مع المنظمات الدولية والمانحة والمنظمات المحلية في رفد المؤسسات الصحية بالنواقص من أجهزة ومعدات أساسيه وضرورية وبالأدوية  مع تقديم بعض الحوافز المالية للكادر الصحي وخاصة المتطوعين والمتعاقدين والذي بدوره سوف يسهم في الالتزام بالانضباط الوظيفي وأنعاش الدخل للعاملين بشكل عام وقد بدأنا بالفعل العمل بهذه التوجهات وسوف نسمر بها حتى نحقق خدمات نوعية ومتميزة – إن شاء الله – ترضى المجتمع مع نهاية هذا العام 2018م كما أنه من ضمن خطتنا لهذا العام 2018م هو تحريك المياه الراكدة في (المشاريع الاستراتيجية).. في القطاع الصحي  مثلا . استكمال مشروع تأهيل (مستشفى عدن العام ) بالتعاون مع الأخوة في (الصندوق السعودي) .. وأيضا الحفاظ على (أرضيه مستشفى الشعب) – مستشفى الصين سابقا – وبدأ التباحث والتفاوض بهذا الصدد مع الأخوة الكويتيين لأحياء مشروع بناء (مركز الأمومة والطفولة ) .ز وإيجاد الحلول لاستكمال بناء مركز الطوارئ والحوادث في حرم( هيئة مستشفى الجمهورية ) وبدعم سلطنة عمان والذي توقف – للأسف- بسبب الحرب الأخيرة .. كما يوجد لدى مكتب الصحة بعدن ، عدة مشاريع استراتيجية جديدة مازالت تحت الدراسة .. على سبيل المثال .. بناء مركز حروق.. وبناء مركز لجراحه وزراعة الكلى.

موضوع المتعاقدين

ماذا بشأن (المتعاقدين) في مختلف مرافق الصحة بعدن .. في سنوات طويلة ولم يتم تثبيتهم ..؟

موضوع (المتعاقدين) .. والله هذه (معضلة كبيرة) بحق الشباب بشكل عام ولابد من ايجاد حلول سريعة من قبل الجهات ذات العلاقة لسرعة تثبيتهم بشكل رسمي وعلى الجميع تحمل المسؤولية في حل هذا الأشكال – ولو بالتدريج – وبحسب أولوية التعاقد ونرى بأن هذا الموضوع لابد أن يرفع إلى دولة رئيس الوزراء كملف متكامل من قبل .. الخدمة المدنية والسلطة المحلية .. لإيجاد حل لهذه القضية.

أهمية إقرار الموازنة

وماذا تود قوله في ختام هذا اللقاء ..؟

ما أود قوله في ختام هذا اللقاء هو أننا نتطلع ونتمنى من الحكومة والسلطة المحلية في المحافظة التعاون مع مكتب الصحة والسكان بعدن لإقرار مشروع الموازنة المقدمة من قبلنا لعام 2018م والتي برأيي ستعطينا دافعا قويا للعمل بروح المسؤولية .. وروح الحماسة والفريق الواحد لرفع مستوى الخدمات الصحية في هذه المدينة العريقة التي وصلت فيها هذه الخدمات الى مستوى ما دون تحت الصفر والتي يعيشها – للأسف – القطاع الصحي حاليا للأسباب التي ذكرناها في بداية الحديث كما نرجو من الجميع التعاون معنا بالنقد البناء – وليس الهدام .. وخاصة من قبل وسائل الأعلام والصحافة ومن بقية منظمات المجتمع المدني وأن يعمل الجميع على مساعدتنا بتقديم الرؤى والأفكار التي تخدم الصحة والمواطن بشكل عام وايضا التركيز على نشر الوعي الصحي والتثقيف المجتمعي ضد الأوبئة والأمراض المنتشرة حاليا وتصحيح الفكر الثقافي لدى المواطن تجاهها.. ولا أنسى في الختام .. أن أشكر جميع الموظفين والعاملين في هذا القطاع الهام بمختلف مرافقه في محافظة عدن .. وإن شاء الله نكون عند حسن ظن الجميع..