مجموعة قصائد نثرية ؛ تجلت فيها موهبة إبداعية ، متميزة ..
فالشاعر في قصائده السبع عشر .. حلق في سماء سيابية النظرة ..
معتمدا على معجم شعري مستمد من طبيعة الريف ولو أنه لم يعتمد الوصف بل كان يسرد أحزانه ؛ تارة كريفي واجهته قسوة المدينة وبرودتها ؛ و تارة كفيلسوف في متاهة يكتشف دنيا مظلمة .
كل شيء فيها له وجهه الآخر ..يقف فيها محتارا بين سخط هلى المدينة و ابتعاد عن القرية.
و رغم ذلك هو مقتنع بالرحمة الإلهية فقلمه معلق بالغيث القادم من السماء, الغيث الذي فيه حياة و أقوات البشر .. و تطهير النفوس من شرورها ..
يعرض للحرب معرضا في اكثر من موضع بذكره لأدواتها .. فهو نافر عنها حتى حديثا ..
يشعرك بالحركة الدائمة اعتمادا على كثرة استخدامه للافعال المضارعة .....
يعرض للصور المتناقضة في الحياة أعتمد على أبراز القبح مقابل الجمال بسرد فلسفي سلس و باستخدام رموز تاريخية أحيانا .
.. له التحية والتقدير
من ديوان قرية لا تجيب
كتب / فتاح المقطري
الليلة ينزل القمر
الى المدينة المظلمة
وتتقافز المصابيح المطفئة
لتأخذ جذوة من انوارة
وتحتار
الفوانيس
في اختيارها
للجذوة الثلجية
التي سيقذفها القمر
وستشرب منها الفراشات
التي تدور في افلاك الفوانيس
***
الليله ينزل القمر
فتلهث السحب
وتغدو اشعته سهاماً
تنفذ من زجاج الغيم
ضوء القمر
لا يعبر النوافذ
لايعبر في الممرات والازقة
ضوء القمر
ينتهي في الساحل الرملي
تاركا ً المنازل اشباحا
ً لتنفخ الريح فيها
وهتاف اطفالاً يتسامرون
على ضوء القمر
الليلة ينزل القمر
فيدحرجه البحر
على غشاء امواجه
هذه الليلة
تنطفئ الانجم تبتلع اشعتها
***
انتظر القمر
ومنذ ان اشعل جذوته
في حوافي المدينة
فررت الى بطن الكتاب
وكان الريح يساقط
الكلمات..
والاحرف..
واكتشف الان
ان ما كتب بالحبر يمحى
*****
الليلة ينزل القمر
بعد ان يباغت البرق
يصنع منه
حبلا ً
ليتدلى صوب هوته السحيقة
الليلة ينزل القمر
فيسقط قطرات
من الضياء للمدينة
التي غرقت في ظلام دامس
