آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:31ص

أدب وثقافة


مجرد خاطرة

الجمعة - 16 مارس 2018 - 11:10 م بتوقيت عدن

مجرد خاطرة
تعبيرية

العين(عدن الغد) خاص

أعلم يقيناً أن بين جنبات روحي طفلٌ يتوق للماضي وأيامهِ..

ويحنُ لتلك الأيام الخوالي كلما تعمق جُرحه من الحاضر البائس المُر..

طفلي بداخلي لايبحث عن ترف العيش،ولا عن لذة المأكل والمشرب، ولا عن ثورة العلم المدمرة،بل يبحث عن براءتهُ التي سُلبت منه عنوة..

حين يحادثني طفلي ويجاذبني الحديث عن ذلك الماضي،اقفُ مشدوهاً ، مُنصتاً إليه،وكأن الطير على رأسي..

أستعذب كلماتهُ، أتلذذ بحكاياته، وأهيم عشقاً وحباً وولهاً مع براءتهُ التي أنتهكت في عصر العولمة والسياسة الرعناء..

حاولت أن أُجمّل لطفلي هذا الحاضر البائس وأصنع منه عالم مخملياً وردياً جميلاً رغم قساوته وخساستهِ ودناءة بعض أهله..

ولكن يأبى طفلي بداخلي أن ينصاع أو يقتنع بما أقول،فهو يدرك أن ما أقوله لا يتعدى الكلام ولن يصل إلى الأمنية والغاية التي نرجوها..

هناك صراعٌ بيني وبين طفلي بداخلي فهو مذبوحاً من الوريد إلى الوريد،يتضرج بدمه كلما حلت بعالمي الإفتراضي نكبة أو أزمة أو مصيبة..


ويهوى أن يعتزل العالم ويقبع بين جدران داخلي بصمت ودون ضجيج، ويكتفي بأن ينظر إلى واقعي المؤلم بعين الوجع والأنين والحسرة..


وادرك انا أنه مُحق فشتان بين اليوم والأمس،بين الطهر والقذارة،بين البراءة والخساسة، بين أن تهيم بعالم لايؤذيك فيه أحد،وبين أن يحتويك عالمك فيلاحق البشر بكل قبيح، لا لشيء،ولكن لانهم يعشقون إيذاء البشر..


فهد البرشاء
16مارس2018م