آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:25م

أخبار وتقارير


تحليل: ما الذي يعنيه قول الحكومة الشرعية ان هادي محتجز في السعودية؟

الأحد - 11 مارس 2018 - 06:37 م بتوقيت عدن

تحليل: ما الذي يعنيه قول الحكومة الشرعية ان هادي محتجز في السعودية؟

القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

فجر وزير في الحكومة الشرعية اليمنية مفاجئة من العيار الثقيل عقب قوله ان الرئيس هادي محتجز في العاصمة السعودية وذلك عقب اكثر من عام على بقاء الرجل في الرياض منذ اخر زيارة له الى عدن.

ظل الحديث عن احتجاز الرئيس هادي لايخرج عن اطار حديث القوى السياسية القريبة من هادي لكنها المرة الأولى التي يخرج فيها مسئول حكومي كبير في الشرعية ليقول هذا .

جاء الحديث من الوزير صلاح الصيادي وهو وزير دولة في حكومة هادي ويقيم منذ عام ونصف بالقصر الرئاسي بعدن .

كان "بن دغر" والذي يقود حكومة هادي قد غادر مدينة عدن قبل أسابيع الى الرياض التي مكثت فيها أسابيع قبل ان يغادرها الى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة غير واضحة المعالم.

قال "الصيادي" انه يتوجب على اليمنيين التظاهر لاطلاق سراح هادي وعودته الى عدن .. ورغم ان الحكومة اليمنية الشرعية علقت اكثر من مرة على احاديث كهذه الا انها التزمت الصمت حيال تصريحات الصيادي .

ويعتقد ان تصريحات الصيادي ربما تكون بايعاز شخصي من هادي نفسه.

كان تقارير سابقة قد تحدثت قبل اكثر من عام ان هادي اعيد الى قصره في العاصمة السعودية الرياض بعد وصوله الى مطار الملك خالد بالرياض في طريقه الى عدن .

عاد هادي اكثر من مرة الى عدن منذ انتهاء الحرب وكانت المرة عقب أيام قليلة فقط من تحرير المدينة من قبضة ميليشيا الحوثي ظهر الرجل الى جانب عدد من المصلين يومها والمسئولين قبل ان يغادر مرة أخرى  .

مع انتهاء الحرب بدت علاقة هادي بمستويات جيدة مع طرفي التحالف الرئيسيين السعودية والاماراتية لكن رويدا رويدا ومع توسع نشاط التحالف العربي في المناطق المحررة اندلعت الخلافات بين هادي والإدارة الإماراتية وصولا الى حالة من القطيعة .

ظل "هادي" حبيس الادراج في قصره بالعاصمة السعودية الرياض الا ان رئيس حكومته استطاع العودة اكثر من مرة ومع تصاعد الخلاف بين الامارات وهادي ذهب الرجل لاقالة قيادات موالية لها كانت جزء من شرعيته .

تصاعدت الخلافات بين الطرفين وواصل هادي إزاحة القيادات المقربة من الامارات قبل لكنه ومنذ ذلك الحين ظل عاجزا عن العودة الى عدن في حين ظل محتفظا ببعض القوات الموالية له في عدن .

في يناير الماضي تصاعدت حدة الازمة بين هادي والامارات واتخذت الازمة مظاهر ازمة بين المجلس الانتقالي وحكومة هادي .

هاجمت قوات موالية للإمارات قوات هادي واستولت على عدد من المعسكرات ، تلقى هادي ضربة عنيفة انتهت بقصقصة قواه العسكرية التي كونها عقب الحرب ، بدت الكفة راجحة الى حد كبير للامارات والقوى الموالية لها في حين التزم السعوديون الصمت حيال هادي الذي كان يفترس وبفظاعة شديدة .

لم تسقط حكومة بن دغر يومها كما زعم المجلس الانتقالي لانصاره لكنها باتت اضعف من أي وقت مضى وبعد 3 أسابيع من هذه الاحداث غادر بن دغر العاصمة المؤقتة عدن صوب الرياض.

تفرج "السعوديون" على قوات هادي وهي تتقهقر امام شدة الهجوم الذي تعرضت له وتدخلوا في اللحظات الأخيرة ، كان هادي منهكا للغاية لقد تم انتزاع مخالبه وانيابه في عدن بشكل كامل.

حدد السعوديون مسبقا اللحظة التي سيتدخلون فيها بعدن ولم تسقط الحكومة بالمطلق ولم يحدث ان المجلس الانتقالي الذي تصدر المواجهة ان تولى إدارة شئون المدينة.

كانت هادي قد عارضت مسبقا ظهور طارق محمد صالح في عدن ولعبه دور سياسي وبعد اسقاط معسكرات هادي تحرك طارق بحرية شديدة وظهر اكثر من مرة وتحدث عن دور سياسي له ولاطراف صالح في المشهد السياسي اليمني.

 

يواجه هادي وحكومته الكثير من التحديات فكميات هائلة من الأموال التي طبعتها في روسيا لاتزال حبيسة الادراج في ميناء عدن منذ اكثر من شهر ومنذ اشهر لم تصرف الحكومة مرتبات جنود الامن والجيش والقطاعات الحكومية الأخرى .

فقد هادي حكومته وسلطته تحت وطأة هجوم شنه الحوثيون أواخر العام 2014 لكنه حاليا بات يفقد الكثير من السلطة التي كونها في المناطق التي تم انتزاعها من سيطرة الحوثيين عقب انتهاء الحرب في عدن أواخر العام 2015.

مع انتهاء العام 2017 بدأ واضحا ان تحالف الشرعية الذي يقوده هادي يتعرض لضربات متلاحقة وتصدع كبير ، قطاع كبير من المنتمين لحزب الإصلاح وتأثرا بالصراع الدائر بين السعودية وقطر باتوا يهاجمون السعودية والامارات.

قطاعات سياسية أخرى بدأت تشعر بالتململ ومع ظهر صالح معارضا للحوثيين لعدة أيام ومقتله لاحقا وظهور طارق محمد صالح واحمد علي بدأ ان التحالف يبحث عن حلفاء جدد الى جانب "هادي" الذي يفقد رويدا رويدا حضوره وقوته وسلطته الشرعية .

ورغم ان الحديث عن احتجاز هادي ظل مجرد حديث اعلامي بدأت به الناشطة اليمنية توكل كرمان الا انه انتقل لاحقا الى دوائر سياسية أخرى كثيرة داخل الحكومة الشرعية نفسها .

يؤكد متابعون كثر ان الوزير الصيادي ربما يكون تلقى ضوء اخضر من إدارة هادي نفسها للحديث عن واقعة احتجازه في الرياض لكن ذلك بلا شك مؤشر أساسي ان العلاقة بين السعودية وإدارة هادي لم تعد على مايرام .

وهنا يثور السؤال الكبير في حال ماواصلت الرياض احتجاز هادي ما الذي سيحدث لاحقا وهل سيتمكن الرجل من الإفلات من الرياض مثلما افلت قبل 3 أعوام من حصار فرضه الحوثيون على منزله في صنعاء؟

هل هناك حلفاء جدد للرياض؟

يثير هذا التصريح الأخير والقوي للحكومة الشرعية فرضيات عدة بينها ان الرياض ربما بات لديها حلفاء اخرين يتم تجهيزهم على الساحة اليمنية لخلافة هادي وعودة الرجل الى عدن ربما تربك كافة الحسابات السياسية التي يجريها التحالف وبينها تجهيز قوات عسكرية يقودها طارق محمد صالح في الساحل الغربي.

ووجود حلفاء جدد للرياض وابوظبي يواصلون المعركة ضد الحوثيين معناه اسقاط التحالف مع هادي ودخول لاعبين يمنيين جدد يمكن لهم ان يسحبوا البساط من تحت اقدام هادي .

على مدى 3 سنوات فشل التحالف العربي والقوات الموالية لهادي في اختراق تحصينات القوات الموالية للحوثيين ورغم بعض الانتصارات هنا وهناك الا ان الحوثيين لايزالون يسيطرون على غالبية مناطق شمال اليمن بما فيها العاصمة اليمنية صنعاء .

 

هل سيفر "هادي" من الرياض؟

يبدو هذا السؤال الأكثر أهمية والحاحا في الوقت الحالي خصوصا بعد توقف عملية السلام في اليمن ومغادرة حكومة بن دغر عدن قبل حوالي شهر وعدم قدرتها على أداء مهامها .

قبل اشهر من اليوم نجح سعد الحريري وهو رئيس وزراء لبنان في الخروج من الرياض عقب استقالة قدمها عقب وصوله اليها ، تحدثت يومها وسائل الاعلام وتقارير دولية ان الحريري كان محتجز في الرياض.

ثمة حديث يشبه هادي اليوم في الرياض..

يترقب اليمنيون ماستسفسر عنه الأيام القادمة وما الذي ستتخذه إدارة الرئيس هادي..