آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:46م

دولية وعالمية


المستشارة نوال الشمري :المرأة العربية تنتصر على كل صنوف القهر والتهميش

السبت - 10 مارس 2018 - 01:40 ص بتوقيت عدن

المستشارة نوال الشمري :المرأة العربية تنتصر على كل صنوف القهر والتهميش

حاورها امين المغني / منى المصري

 

تمر المراة العربية في هذه المرحلة الاستثنائية بمنعطفات تاريخية هامة وبمتغيرات أساسية على مختلف المستويات والتي تطال بناها السياسية ، الاقتصادية والاجتماعية بعد أن اثبتت الوقائع والخيارات الراهنة إن عملية التغيير كانت ضرورة موضوعية ملحة لتجاوز عوامل التخلف وأسباب النكوص ومظاهر الظلم والقهر بمختلف أشكاله ، حيث انعكست كنتيجة لتحولات عظيمة أثر حراك شعبي عارم سجلت فيه المرأة حضورا لافتا في إطار حركة الاحتجاجات الجماهيرية المطالبة بالعدالة والحرية والحياة الكريمة في أكثر من بلد عربي فاقتسمت المرأة في مصر الثورة مع الرجل على قدم المساواة في مشهد غير متوقع وفي ظل واقع مؤلم شديد التعقيد ، إذ تحدت النساء العزلة والصورة النمطية السائدة في المجتمع العربي وشاركت كقوة دافعة لزخم الاحتجاجات الفعلي في الشوارع والساحات وكانت بمثابة عامل هام لإظهار قوتها وتأثيره على حركة التاريخ بعد أن نشطت الممرضات والطبيبات في المستشفيات الميدانية وبرزت الإعلاميات بشجاعة في مواقع الحدث كما تصدرت الناشطات في طليعة المسيرات وعلت الأكاديميات والمحاميات المنابر لمخاطبة الحشود الثائرة وبث روح الحماس تارة ولتحفيزهم على الصمود تارة أخرى ، كما إن أحزاب إسلامية متطرفة وأخرى محافظة قدمت جموع نسائية كبيرة أدهشت العالم من خلال شاشات التلفاز التي رصدت الرجال فان قضايا المرأة في الوطن العربي وحقوقها الأساسية والمشروعة لدعم قضايا المراة العربية من خلال إجراء البحوث والدراسات الخاصة بالمرأة والشباب والتنمية المستدامة بين الشعوب العربية التقيت بالمستشارة نوال الشمري مدير المكتب التمثيلي الرابطة الكويت لنا معها هذا الحــوار :

حوار/ امين بن المغني == منى المصري :

* في البدء نسألك عن دور المستشارة نوال الشمري في الوطن العربي ؟
لا يمكن الحديث عن الوضع الراهن للمرأة العربية دون الإشارة إلى الواقع المتفاوت الذي عاشته كحقائق تاريخية ، حيث عانت النساء من ويلات التخلف والجهل وصنوف الظلم المختلفة لعهود طويلة ، حينها كانت البدايات الأولى لتبلور وعي المرأة بحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في قد ارتبطت بالمظاهر التحديثية التي شهدتها دول عربية منذ ثلاثينيات من القرن الماضي ، وذلك مع ظهور ونشوء الصحافة في ومؤسسات الإعلام المسموعة والمرئية التي لعبت دوراً تنويرياً في نشر الأفكار المتعلقة بتعليم المرأة ومشاركتها في الحياة العامة
* ما هي البرامج والأنشطة التي تنفذها نوال الشمري ؟
العمل في المجتمع المدني يسير في اتجاهين، الاتجاه الأول : هو اتجاه أكاديمي حيث تم تدريب المراة والشباب في مجال الدراسات في التأريخ من حملة البكالوريوس من مختلف التخصصات الاجتماعية المعنية بقضايا المرأة سواء كان من علم الاجتماع والتأريخ وعلم النفس واللغة العربية والأدب أو القانون والاقتصاد وهذا يعتبر منعطف مهم في نشاط المستشارة نوال الشمري يتجه النشاط نحو تعزيز المعارف الثقافية والقانونية والمجتمعية التنموية في قضايا المرأة والشباب من ناحية علمية ومنهجية، ويُدرس في المركز كبار الأساتذة في التخصصات المختلفة كُلّ في مجال التدريب أما الاتجاه الآخر في لقد لعبت الحركة النسوية دوراً حيوياً في تعزيز اتجاه المجتمع نحو مناصرة قضايا المرأة في إطار دورها التوعوي ما أحدث تغير نوعي عميق على مستوى الشراكة مع الحكومات وغدت عنصر توازن مهم لإعادة صياغة المفاهيم الحقوقية وتحقيق العدالة والحرية والمساواة ، وشكلت حصن منيع لدعم إعمال الاتفاقيات التي توقع عليها الحكومات أو العمل على حث الدولة على التوقيع على أية اتفاقيات تتعلق بحقوق المرأة والطفولة الآمنة ، بالإضافة إلى مطالبتها برفع تحفظاتها على اتفاقية ذات دلالة مثل اتفاقية السيداو وذلك من خلال حشد المجتمع وتغير اتجاهاته إيجابياً ، بحيث يشكل قوة ضاغطة على عمليات الإصلاح القانوني عن طريق مراجعة السياسات والبرامج الحكومية واستجلاء مدى ملائمتها للاتفاقية ، وتسليط الضوء على الممارسات والتشريعات التي تعزز التمييز في جميع القطاعات والمجالات بهدف الدعوة إلى موائمة التشريعات الوطنية مع روح وجوهر هذه الاتفاقية ، وبالتالي المطالبة في خطاباتها وتوصياتها بضرورة إلغاء النصوص التمييزية ضد المرأة .
* ما هي أهم المعوقات التي تواجه عملكم ؟
لا توجد معوقات بمعناها الحقيقي، عدا بعض الإشكاليات الطبيعية التي يمكن أن تعلق بأي عمل يتوق للإبداع والتميز وإتقان المهام، وأكثر تلك الإشكاليات تتعلق بعمل أي منظمة تنموية أو مؤسسة معنية بقضايا التنمية المستدامة ودعم المرأة والشباب وهو الموروث الثقافي السلبي الذي يصطدم مع أهداف وبرامج أنشطتنا لأننا نتجه نحو إحداث تغيير في اتجاه المجتمع بخصوص النظرة لحقوق المرأة وتعزيز مفاهيم وقيم المساواة المجتمعية، وغير ذلك نحن لدينا آلية عمل تخدم برامج وأنشطة المؤسسة والذي يعمل وفق لنظم ولوائح ويخضع للائحة داخلية تنظم سير عمله.
* وماذا عن طموحاتكم للمراحل القادمة؟
طموحاتنا ليس لها حد، نتطلع أن نحقق طفرة في آلية عمل للمجتمع وأهدافه، ونتوق إلى تطوير الإطار التنمية المستدامة بين الشعوب العربية ونعزز ونرسخ اللوائح المنتظمة للعمل في المجتمع، وفي دول الخليج العربي والكويت حتى نستوعب وحدات المراة والشباب إلى لأن إدماج قضايا الأطفال والشباب كمنظومة واحدة، والهدف هو تعزيز ثقافة حقوق المرأة والشباب والمعرفة بالمفاهيم الدولية المناصرة لقضايا المرأة والشباب والطفولة ، كذلك في برامجنا المستقبلية لدينا عدد من الأنشطة والبرامج التي تهتم بموضوع الدورات التدريبية والندوات والماترات الخاصة في أوساط الشباب في مختلف الكليات وأيضاً المنظمات الشبابية من خارج الجامعة.

* البعض لديه مآخذ على أطروحاتك حول حقوق المرأة وحريتها، ويرى أن لديكِ شطحات خارجة عن نطاق خصوصيات ومعتقدات المجتمع العربي .. فما هو ردك على هذا الكلام؟
بالعكس، أناِ أشعر أني اخطب ود المجتمع إلى حد كبير وأدخل في علاقة مداهنة وتملق مع القيم والثوابت الاجتماعية لأني كامرأة مثقفة ومسلمة التزم بالكثير من الثوابت في المجتمعية، مع أن ذلك لا يحول دون أن نمثل العناصر الفاعلة في المجتمع والتي تهدف إلى التنوير والتغيير، وأنا مؤمنة تماماً أننا يجب أن نتجه معاً في معركتنا في طريق التحديث لأن السقف الذي نتطلع إليه هو تحديث المجتمع وبناء دولة مؤسسات وهذا لا يتأتئ إلا من خلال أطروحات فيها الجرأة والاجتهاد والمبادرة في القضايا الحساسة والمعقدة والذي يحتمل فيها التباين في الرأي والاختلاف، و وأؤكد دائماً أني مازلت ملتزمة بموانع ومحظورات وثوابت في العقيدة الإسلامية والثقافة المجتمعية وهذا لا يمنع أننا نسعى إلى التجديد ونشر ثقافة التنوير والتغيير بقصد بناء مجتمع أكثر حداثة.
* يُقال أن نساء الوطن العربي في الوقت الراهن اختلفن كثيراً عن الرعيل الأول من النساء المتعلمات والمثقفات والمناضلات والعاملات ... فهل هذا صحيح ؟
أعتقد أن المسألة لا تؤخذ بهذه الطريقة من المقارنة؛ لأن فيها إجحاف بحق المرأة العربية اليوم وكل ما في الأمر أن دول الوطن العربي كانت منطقة حضرية منفتحة على الثقافات الأخرى، وقد يرى البعض أنه صار هناك نوع من التراجع والنكوص في الفترة الأخيرة في التعاطي مع حقوق المرأة وحريتها والسبب هو تغليب كفة التيارات الإسلامية الأصولية في فترة معينة أدى إلى التراجع في الانتصار لقضايا حرية المرأة وحقوقها، ونلاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك نوعاً من رد الاعتبار فيما يتعلق بقضايا المرأة واتسعت دائرة المناصرين بل وأصبح هنالك التزام رسمي وغير رسمي بمسألة حقوق المرأة.
من خلال المعطيات السابقة في الحوار ... كيف تنظرين لمستقبل المرأة في الوطن العربي والخليج ؟
أناِ إنسانة واقعية وأنظر للحياة بمنظور علمي ومنهجي وبالتالي أعول كثيراً على المستقبل، وإن شاء الله سيكون الطريق ممهداً لانتزاع المزيد من الحقوق للمرأة طالما أن النساء باقيات على العهد والولاء لقضيتهن جنبا إلى جنب الرجل دون الحاجة إلى نصب العداء للرجال واتهامهم بالمسؤولية عما وقع للنساء من قهر وظلم، ذلك أن الرجل مثله مثل المرأة قد وقع عليه ظلم العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي .
* كلمة أخيرة...
لا يمكن معالجة قضايا المرأة والشباب بمنأى عن الرجل، وصار التعاطي مع قضايا المرأة محل مسؤولية الرجل والمرأة في آن واحد، وظهور تيار كبير من الرجال والنساء يجعلنا نتفاءل بالمستقبل وأن أجمل الأيام والنجاحات هي التي لم تحقق بعد.